شعبان بذكرى استشهاد سليماني ورفاقه: مرتكبو جريمة الاغتيال لن يستطيعوا إيقاف مسار المقاومة
تحت عنوان “الاحتفاء بشهداء المقاومة” أقامت سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية بدمشق في دار الأسد للثقافة والفنون حفلا تأبينيا إحياء للذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الفريق قاسم سليماني ورفاقه.
ممثل السيد الرئيس بشار الأسد الدكتورة بثينة شعبان المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية أكدت في كلمة خلال الحفل التأبيني أن الدافع الحقيقي لاغتيال الفريق قاسم سليماني ورفاقه هو تصفية ما يشكله من مرجعية سياسية وعسكرية وأخلاقية لمقاومة الطغيان والاحتلال وأن الذين ارتكبوا هذه الجريمة البشعة لن يستطيعوا إيقاف مسار وجذوة المقاومة.
وقالت شعبان: في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد القائد قاسم سليماني يجدر بنا أن نقف وقفة تقدير واعتزاز مع الشهيد وأعماله ومناقبه ونستعرض أيضا في الوقت ذاته مواقف قوى عظمى اعتبروا وجود شخص مناضل من أجل الحرية مؤمن متواضع محب يكره الظلم والظالمين وينشد العدالة لإخوانه في الإنسانية خطراً عليهم وعائقاً في طريق تنفيذ مخططاتهم في أكثر من بلد وعلى أكثر من صعيد.
وأوضحت شعبان أن الدافع الحقيقي وراء العمل الإرهابي الذي نفذته قوى الشر والعدوان وأودى بحياة القائد قاسم سليماني والقائد أبو مهدي المهندس لم يكن انتقاماً لمقتل جنود أمريكيين كما أدعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بل تصفية ما يشكله الشهيد من مرجعية سياسية وعسكرية وأخلاقية لمقاومة الطغيان والاحتلال وضرب صورة القدوة الحسنة التي مثلها في زرع بذور الإيمان بالأرض ومناصرة الأشقاء والأصدقاء وتقديس الصبر أثناء المواجهة والعمل والإيمان المطلق بالانتصار القادم مهما بدا الواقع صعباً ومربكاً.
وقالت شعبان إن الشهيدين بعملهما وسيرتهما وأخلاقياتهما شكلا مرجعية مهمة مناقضة تماماً لكل مزامير الوهن والضعف التي يحاول الإعلام الغربي بثها في صفوف الشعوب المستضعفة ولأن الشهيدين أخذا ينسجان نسجا إقليمياً بالتعاون مع إيران والعراق وسورية والقوى الشريفة في لبنان وفلسطين واليمن شغل بال الصهاينة لخطورة هذا النسيج المتكامل وخطورة هذا المحور على النهج العنصري الاستيطاني الإسرائيلي، مشيرة إلى دراسات إسرائيلية تنبه إلى أن الحروب القادمة ضد “إسرائيل” لن تكون كسابقاتها لأن محوراً قد تشكل في المنطقة أثناء الحرب على سورية وأن أي حرب ضد أي قوة في هذا المحور ستستدعي الرد حكماً من كل دول وقوى المحور.
وبينت شعبان أن الشهيد سليماني اجترح استراتيجية تقوض أسس استراتيجية الأعداء وهو العامل المشترك لتنسيق هذه الاستراتيجية بين إيران والعراق وسورية ولبنان وفلسطين واليمن وهذا ما خشيه العدو الصهيوني على مر تاريخه وهذا هو السبب الذي دفع بالولايات المتحدة إلى أن تفرد مالاً وجهداً وخططاً لممارسة إرهاب دولة ضد شخصين استشعرت فيهما خطراً على مخططاتها وأسلوب تحركاتها في منطقة الشرق الأوسط برمتها.
وأوضحت شعبان أن الشهيد سليماني وبدفاعه الصادق عن إيران والعراق وسورية ولبنان وفلسطين واليمن جسد مفهوما حيويا للأخوة الإنسانية المقاومة لكل أشكال الظلم والطغيان والاحتلال ومفهوما يتناقض مع “عولمة استعمارية عدوانية تقوم على إخضاع الآخرين وإذلالهم ونهب مواردهم وثرواتهم وتدمير بلدانهم” داعية إلى تحويل نهج الشهيد قاسم سليماني إلى منهج عمل مكتوب في كل تفصيل من تفاصيله لأنه سبيل لإفشال مخططات الأعداء ولتحقيق المكاسب الجمة للمقاومين والعاملين من أجل تحرير الأرض وحرية الإنسان.
وقالت شعبان: إذا قمنا بذلك بشكل علمي ومدروس وممنهج فسنضمن استمرار هذا النهج ونجعل من استشهاد الشهيدين سليماني والمهندس منارة تضيء دروب الأجيال، مؤكدة أن احتضان ارث الشهيد والسير على نهج المقاومة يجعلان من هذا النهج عملاً مستمراً ودائماً يؤتي أكله ويلقن الذين ارتكبوا هذه الجريمة البشعة درساً بأنهم لا يستطيعون إيقاف مسار وجذوة المقاومة.
وختمت شعبان كلمتها قائلة: “لقد اصبحت هذه مسؤوليتنا جميعاً تجاه الشهيد قاسم سليماني بعد أن أمضى عمره وهو يحمل على كاهله مسؤولية منطقة وشعب بكل حب واقتدار وبهذا نجعل من شهادته محطة مضيئة على طريق الإنجاز والنصر المؤزر بإذن الله”.
بدوره قال سفير الجمهورية الإسلامية في سورية جواد ترك ابادي في كلمته: إن العمل الإجرامي الذي ارتكبته الإدارة الأمريكية يمثل إعلان هزيمة المشروع العدواني الذي أرادت من خلاله دعم الإرهاب ونشر الفوضى وعدم الاستقرار وخدمة المخططات الصهيونية بالمنطقة، مضيفاً: إن هذه الجريمة النكراء أضحت تعبيراً صريحاً عن الهزيمة الكبرى التي لحقت بأمريكا وأذنابها وبطل هذا الإنجاز العظيم هو الفريق سليماني الذي انتصر على الاستكبار في حياته وباستشهاده.
وأكد ترك ابادي أن الشهيد سليماني كان كثير العطاء في العمل الوطني وخدم محور المقاومة وإنحاز لقضايا الشعوب وبذل الكثير في محاربة الإرهاب وداعميه وان استشهاده وعلى عكس ما تمناه الأمريكي “أدى لتدفق دماء جديدة ومباركة في شرايين محور المقاومة”.
وأوضح السفير الإيراني أن انتصارات هذا المحور هي النتيجة الحتمية للمسار الاستراتيجي القائم للمقاومة، وأن الانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري في سورية هي من جوهر هذا المسار، وسنبقى داعمين له حتى تحقيق الانتصار الكامل على الإرهاب وحتى تعود السيادة الوطنية السورية على كامل التراب السوري بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد الذي انتصر لوطنه وشعبه وجنب المنطقة بل العالم أجمع الآثار المخربة للمؤامرة التي تهدف لفرض شريعة الغاب فيها.
وجدد السفير الإيراني موقف بلاده الثابت والراسخ الداعم للشعب الفلسطيني والمقاومة البطلة في مواجهة الكيان الصهيوني وحتى تحرير الأراضي الفلسطينية وعودة حقوق الشعب الفلسطيني كاملة غير منقوصة والتزامها بدعم كل قوى المقاومة على مستوى المنطقة والعالم.
وختم ترك ابادي كلمته قائلاً: أتمنى أن نجتمع قريباً محتفلين بتحقيق النصر الكامل في سورية وكل ساحات المواجهة ضد قوى الشر والعدوان.
حضر حفل إحياء الذكرى الرفاق والسادة: اللواء محمد الشعار نائب رئيس الجبهة الوطنية التقدمية والدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة وعدد من أعضاء القيادة المركزية للحزب والعماد محمود الشوا نائب وزير الدفاع وأمناء فروع دمشق وريفها وجامعة دمشق للحزب ومحافظا دمشق وريفها وعدد من أعضاء مجلس الشعب وممثل قائد الثورة الإسلامية في إيران السيد علي الخامنئي في سورية الشيخ حميد الصفار وعدد من ضباط الجيش العربي السوري وعدد من قادة وممثلي فصائل المقاومة الفلسطينية بدمشق وسفراء وممثلو البعثات الدبلوماسية العربية والأجنبية بدمشق ومدير عام مؤسسة القدس الدولية-فرع سورية الدكتور خلف المفتاح وفعاليات دينية وثقافية وحزبية وإعلامية وسياسية.