ضرورة ملف المحترفين خارجياً يفرض التعامل معه بجدية
تتأمل جماهير كرتنا باللاعبين الذي يشاركون في الدوريات الأجنبية خيراً في حال استدعائهم إلى صفوف المنتخب الوطني، وتزيد من سقف طموحها بهم ساعة انضمامهم إليه وتعتبرهم المنقذين كروياً والمحرك الأساسي لعملية بناء اللعب السليم والرؤية الشاملة لأرضية الملعب، وتزداد في الوقت نفسه وعود دراسة ملف المحترفين خارجياً ومحاولة التواصل معهم وتقديم التسهيلات تمهيداً لرفد المنتخب الوطني بهم.
ولا يخفى على أحد أن اللاعبين الذين ينشطون في الخارج وتواجدهم ضمن المنتخبات الوطنية سيعطي الجودة والتغيير في نمطية وأسلوب اللعب المقترن بطبيعة الحال مع مرونة العقلية التدريبية وتوظيف اللاعبين بالشكل الصحيح، وأن الانطباع السائد في أذهاننا جميعاً يشير إلى تمتّع اللاعب المحترف بعقلية أكثر انضباطاً والتزاماً من غيره، إلى جانب خوضه مباريات ذات مستوى أعلى من مستوى المباريات التي يخوضها اللاعبون النشطون محلياً.
كثيرة هي الأسماء المطروحة لتمثيل المنتخب، ولكن ما هي الخطوات العملية والمنهجية المتّبعة من قبل المعنيين في دراسة هذا الملف؟، وهل استفدنا حق الاستفادة من الفترة الماضية في اختيار اللاعبين الذين من المحتمل أن يشكلوا فارقاً يصبّ في مصلحة المنتخب؟، وما هي نظرة الكادر الفني والتدريبي لهذا الموضوع الذي يشكّل نقطة حساسة في نجاح المنتخب مع قادم البطولات؟.
فأين وصلت مرحلة التواصل مع اللاعب جورج إسحاق الذي وقع عقداً مع نادي ليخ بوزنان البولندي العام الماضي بغية انضمامه إلى صفوف المنتخب، وخاصة بعد طرح اسمه إلى جانب العديد من الأسماء كبابلو صباغ المحترف في الدوري الكولومبي، وخليل إلياس الذي يلعب في صفوف نادي غودوي كروز الأرجنتيني، وماذا قدّم المعنيون على هذا الملف لإقناعهم وخلق الرغبة لديهم في تمثيل بلدهم الأم؟.
إن دراسة ملف رفد المنتخب الوطني باللاعبين المحترفين خارجياً مسألة حسّاسة وتحتاج دراسة معمقة تعتمد على أسس بنائية ورؤية وظيفية لمهام اللاعب ومدى القدرة على الاستفادة المثلى من خدماته وتوظيفه في المراكز التي نحتاجها، ولا يمكن فقط أن تتمّ عملية الاستدعاء لمجرد عملية الاستدعاء بحدّ ذاتها كي لا يصاب المتابع بخيبة أمل كبرى في حال فشله، والأهم هو أخذ هذا الموضوع بجدية أكبر لما له من تأثير واضح في رفع مستوى أداء المنتخب وبالتالي على النتائج المرجوة.
محمد ديب بظت