الربط الشبكي..؟
لا يتجاوز إجمالي توليد الكهرباء المنتجة على مستوى القطر الـ 2900 ميغا واط الصافي، منها 2500 ميغا واط يتمّ توزيعها على المحافظات، نذكر منها: 550 ميغا واط لمحافظة دمشق، و580 ميغا واط لمحافظة ريف دمشق، و110 ميغا واط لمحافظة السويداء، و20 ميغا واط لمحافظة القنيطرة، و190 ميغا واط لمحافظة حمص، و220 ميغا واط لمحافظة حماة، و170 ميغا واط لمحافظة طرطوس، و220 ميغا واط لمحافظة حلب، و40 ميغا واط لمحافظة دير الزور، مع الإشارة إلى أن وزارة الكهرباء تشدّد على شركاتها إلزام إرسالاتها بالكميات المخصصة والتجاوب السريع مع تغيير الكمية للحفاظ على استقرار الشبكة والتردّد في ظل محدودية التوليد.
وبلغة الأرقام فإن مشكلتنا مع الكهرباء طويلة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن حاجة القطر لا تقلّ عن 7000-8000 ميغا واط، أي أننا نعاني من نقص في كميات التوليد تصل حدود الـ 4000 – 5000 ميغا واط، وهذا بطبيعة الحال لن يتحقق إلا بتأمين الغاز لزوم تشغيل محطات الغاز المتوقفة لعدم توفر الغاز بسبب سيطرة عصابات قسد الإرهابية على منابع غازنا شرقي الفرات المحتل، والمشكلة أن الغاز الخاص بمحطات التوليد لا يمكن استجراره بالنواقل البحرية ولا البرية ولا بد من استجراره عبر خطوط أنابيب خاصة وهي موجودة لكن استخدامها غير متاح حالياً.
المشكلة الأخرى أن المحطات العاملة على الفيول لا تلبي احتياجات التوليد -رغم توفر الفيول- لكن أغلب المحطات تحتاج لعمرات وصيانات طويلة بتكاليف عالية قد يصعب الآن توفيرها بسبب الحصار اللئيم المفروض على بلدنا وشعبنا، إضافة إلى صعوبة تأمين القطع التبديلية بطبيعة الحال، حتى التوجّه لبناء محطات تعمل على البخار يحتاج لزمن وأعباء مالية كبيرة.
إذن ليس أمامنا إلا الاعتماد على “توريد” الكهرباء أي استيرادها من خلال إعادة تفعيل مشروع الربط الشبكي الذي بوشر به قبل الحرب، والاتجاه نحو حليفنا الإيراني الذي ينتج أكثر من ثمانين مليون ميغا واط لتوريد الكهرباء عبر شبكة الربط الكهربائي عبر الحدود مع العراق، ومنها إلى سورية، وتقول المعلومات إن عملية الربط النهائي لا تحتاج لأكثر من عشرة أيام إن توفر لها النية والإرادة والقرار، وبغير ذلك فمشكلتنا مع توفير الطاقة الكهربائية طويلة، وهذا ما لا طاقة لنا به ولا قدرة لنا أيضاً بتحمل المزيد من الخسائر على كافة الأصعدة.
فإلى متى وماذا ننتظر؟..
وائل علي