بيلوسي تسعى لمنع ترامب من الحصول على الشفرات النووية
في دليل على وجود مخاوف جدية من أن يقدم ترامب على “عمل جنوني” في الأيام الأخيرة من ولايته، كشفت رئيسة مجلس النواب الأميركي الديمقراطية نانسي بيلوسي، عن مساع لمنع الرئيس المنتهية ولايته من ارتكاب أي عمل عسكري عدائي، بما في ذلك تنفيذ ضربة نووية محتملة.
وجاء ذلك في خطاب نشرته شبكة ‘سي إن إن’، الجمعة أرسلته بيلوسي إلى الأعضاء الديمقراطيين في المجلس.
وأفادت في الخطاب بأنها تحدثت مع رئيس الأركان المشتركة مارك ميلي، لبحث الاحتياطات المتاحة لمنع ترامب من ذلك.
وقالت بيلوسي “تحدثت هذا الصباح إلى رئيس هيئة الأركان المشتركة، لمناقشة الاحتياطات المتاحة لمنع الرئيس غير المتزن، من الشروع في الأعمال العدائية العسكرية أو الوصول إلى رموز الإطلاق والأمر بضربة نووية”، وتابعت: “إن وضع هذا الرئيس المختل بلغ أقصى درجات الخطورة، علينا أن نفعل كل ما في وسعنا لحماية الشعب الأميركي من هجومه المضطرب على بلدنا وديمقراطيتنا”.
واجتمعت بيلوسي الجمعة مع الديمقراطيين بمجلس النواب للنظر في إجراءات عزل ترامب، التي من المقرر أن تبدأ الاثنين المقبل، بحسب تقارير إعلامية.
والخميس هددت بيلوسي بالشروع في إجراءات العزل في حال عدم تفعيل المادة 25 من الدستور الأميركي الخاصة بتنحية الرئيس من منصبه، على خلفية اقتحام مثيري شغب من مؤيدي ترامب مبنى الكونغرس الأربعاء لوقف جلسة التصديق على نتائج الانتخابات الأميركية.
وجاء اقتحام الكونغرس في سابقة خطيرة في الحياة السياسية الأميركية بعد أن دعا ترامب أنصاره لمظاهرة حاشدة في وسط العاصمة وبعد إطلاقه تغريدات ثم خطابا تحريضيا وتجديد تأكيده أنه لن يعترف بالهزيمة ولن يسمح للديمقراطيين بـ”سرقة فوزه”.
وتسود بالفعل مخاوف من أن يقدم الرئيس المنتهية ولايته على “عمل جنوني” في الفترة المتبقية من حكمه، والتي تقل عن أسبوعين، حيث يفترض أن يسلم السلطة إلى الرئيس المنتخب الديمقراطي جوب بايدن، الذي رحب اليوم بإعلان ترامب عدم حضور مراسم تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة.
وقال بايدن من ويلمينغتون في ولاية ديلاوير “إنه أمر جيد”، مع تأكيده أن حضور نائب الرئيس مايك بنس أمر “مرحب به”.
وترك للكونغرس مسؤولية إطلاق آلية لعزل الرئيس دونالد ترامب أو عدمه قبل 12 يوما من انتهاء ولايته، الأمر الذي يطالب به العديد من النواب الديمقراطيين بعد أحداث الكابيتول.
وقال بايدن إن “الطريقة الأسرع” لخروج ترامب من الرئاسة هي “أداء اليمين في 20 كانون الثاني”، مضيفا “ما يحصل قبل أو بعد، هو قرار يتعين على الكونغرس اتخاذه. لكن ما أتطلع إليه هو مغادرته المنصب”.
وجاءت تصريحات بايدن بعد يومين على تشجيع ترامب مناصرين له على تنظيم مسيرة إلى الكونغرس وصلت إلى حد اقتحامه وخوض مواجهات مع الشرطة أسفرت عن خمسة قتلى.
ويبذل قادة الحزب الديمقراطي في الكونغرس جهودا حثيثة لمحاولة عزل ترامب وذلك للمرة الثانية خلال ولايته الرئاسية، لكن الجمهوريين لا يبدون تأييدا لهذا التوجه على الرغم من إدانتهم بشدة موقف الملياردير الجمهوري.
وهذا هو أول رد فعل لبايدن على طرح عزل ترامب أو محاولة إقناع نائبه مايك بنس بتفعيل التعديل الخامس والعشرين للدستور والذي يجيز لنائب الرئيس وغالبية أعضاء الحكومة أن يقيلوا الرئيس إذا ما وجدوا أنّه “غير قادر على تحمّل أعباء منصبه”.
ويعكس تردد بايدن في تأييد توجّه حزبه لعزل ترامب وزر مهمة توحيد صفوف الأميركيين الملقاة على عاتقه. وقال “سنركز على عملنا ويمكن للكونغرس أن يقرر كيفية تحركه” بالنسبة إلى ترامب، مع اعتباره أن سلفه “غير مؤهل” للحكم.
ولا أحد يمكنه توقع ما قد يقدم عليه ترامب في اللحظات الأخيرة من ولايته، وقد أقرّ هو ذاته بأنه تراجع في اللحظة الأخيرة عن توجيه ضربة عسكرية لإيران بعد أن نصحه مستشاروه بأن عدداً كبيراً من المدنيين سيقتلون.
كما أمر في الثالث من كانون الأول 2020 باغتيال قائد فيلق القدس الإيراني الجنرال قاسم سليماني، الذي استشهد في غارة أميركية على طريق مطار بغداد الدولي في عملية استشهد فيها أيضا أبومهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي، ما رفع منسوب التوتر بين واشنطن وطهران.
وأثارت تلك العملية جدلاً سياسياً في الولايات المتحدة إذ تمت دون الرجوع للكونغرس، في تجاوز اعتبره الديمقراطيون خرقاً للدستور.