“بريكس” في قمتها الـ 13 غداً
تقرير إخباري
ستترأس الهند قمة البريكس الثالثة عشرة اليوم الخميس، تليها طاجيكستان، باستضافة قمة منظمة شنغهاي للتعاون في دوشانبي الأسبوع المقبل. ومن الطبيعي أن تكون التداعيات الإقليمية لعودة “طالبان” إلى السلطة في أفغانستان مصدر قلق كبير للجميع، بالإضافة إلى أنه واعتماداً على ما سيحدث في هذين الاجتماعين يمكن للمحاورين من الصين والهند استكشاف الفرص لمزيد من التفاعلات خلال الدورة 76 للجمعية العامة للأمم المتحدة التي ستبدأ في وقت لاحق من هذا الشهر.
بدأ وزراء خارجية دول البريكس محادثاتهم في دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2006. كما أن قمم البريكس لها طابع فريد لأنها على عكس القمم الأخرى يسبقها أكثر من 50 اجتماعاً خماسياً، يشارك فيه مراكز الفكر والأكاديميون والصحفيون والشخصيات الرياضية والتجارية والمسؤولون والمستشارون والوزراء من الدول الخمس (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا) مما يمهّد الطريق لقمة قادة البريكس.
من جهة أخرى، تعزّز هذه الاجتماعات الثقة المتبادلة والتعاون لمواجهة بعض أعضاء البريكس الذين يعانون من حين لآخر من ضغوط الانفصال المتبادل وحتى خيبة الأمل المدفوعة بقوى هيكلية خارجية، على سبيل المثال أضعف وباء كورونا الرابطة بين الاقتصادات الناشئة بسرعة كبيرة وهي التي توحدت في المخيلة الأصلية لجيم أونيل عندما صاغ مصطلح “بريك” في عام 2001.
لقد أدى النمو الاقتصادي السريع للصين بعد نجاحها في احتواء الوباء في الداخل إلى زيادة حدة خلافاتها مع الولايات المتحدة، وزيادة الفجوة بينها وبين باقي اقتصادات دول البريكس. وقد دفع هذا ثاني أكبر اقتصاد في البريكس الهند القريبة من الولايات المتحدة وإستراتيجيتها في المحيطين الهندي والهادئ إلى قلب جدول الأعمال الاقتصادي لبريكس رأساً على عقب، ما جعل جدول الأعمال العام لبريكس صعباً للغاية ومحاطاً بالخلافات بين المحاورين من جهات فاعلة ووكالات حكومية وغير حكومية متعدّدة.
تهدف قمة البريكس الثالثة عشرة في ظل هذه الخلفية المضطربة إلى تحقيق مخرجات عبر ثلاث ركائز رئيسية: الاقتصاد والتمويل، السياسة والأمن، والعلاقات الثقافية والشعبية.
تستلزم الركيزة الأولى للاقتصاد والتمويل إستراتيجية الشراكة الاقتصادية لمجموعة بريكس 2020- 2025، وتفعيل منصة أبحاث الزراعة في مجموعة بريكس، والتعاون في مجالات متنوعة مثل القدرة على الصمود في مواجهة الكوارث والابتكار والصحة الرقمية والطب التقليدي.
وتسعى الركيزة الثانية للتعاون السياسي والأمني إلى إصدار إعلان مشترك حول إصلاح النظام متعدّد الأطراف وخطة عمل لمكافحة الإرهاب لمجموعة بريكس، والتي تمّ الانتهاء منها من خلال اجتماع مستشاري الأمن القومي في البريكس الشهر الماضي.
ويهدف الركن الثالث من التعاون الثقافي والشعبي إلى تعزيز التبادلات المنتظمة بين الشباب والعلماء والبرلمانيين والأكاديميين والفنانين في الدول الخمس وشخصيات الأعمال والرياضة.
ويعتمد مقدار ما يمكن أن تحققه كل قمة على القضايا الموضوعية التي تثقل كاهل كل مفاوضاتها وعملياتها.
من المرجّح أن تكون كيفية التعامل مع طالبان في أذهان قادة البريكس، إذ يمكن أن تشتّت حركة طالبان انتباه دول البريكس عن الوباء وما ينجم عنه من تحديات صحية واقتصادية. ومع ذلك فإن الوباء سيكون الأولوية القصوى الأخرى لهذه القمة، فقد قدمت الهند وجنوب إفريقيا الاقتراح الأول في تشرين الأول الماضي مطالبين بالتنازل من جميع أعضاء منظمة التجارة العالمية بشأن تنفيذ بعض أحكام اتفاقية TRIPs (اتفاقية الجوانب المتعلقة بالتجارة من حقوق الملكية الفكرية) فيما يتعلق باللقاحات والعلاجات والتشخيص للوقاية من مرض كوفيد 19 واحتوائه وعلاجه.
وعلى الرغم من عدم قبول البرازيل في البداية نالت مجموعة البريكس إجماعاً عليه عندما عقد الأعضاء الخمسة قمتهم الأولى عبر الإنترنت في تشرين الثاني 2020. وفي هذا الصدد، يمكن للتنسيق بين الصين والهند أن يقطع شوطاً طويلاً في جعل بريكس فعالة، إذ تسعى الهند إلى إنشاء حلّ دائم وكافٍ ومنصف لبرامج الأسهم العامة القابضة لأغراض الأمن الغذائي بين دول البريكس لتعزيز المرونة الاقتصادية والرعاية الصحية من خلال مبادرات بريكس.
هناء شروف