قيادات عراقية تدين العقوبات على الفياض: واشنطن تتعدّى على سيادتنا
بعد فرض “الخزانة الأميركية” عقوبات على فالح الفياض رئيس هيئة الحشد الشعبي، أعرب تحالف الفتح عن استنكاره الشديد وإدانته للقرار، محذرة “بقوة من أن هذه المواقف هي استهداف للحشد كمؤسسة رسمية وعقيدة وطنية شعبية مجاهدة وليس فقط رئيسها وقياداته، وهذا التعدي السافر على الدولة العراقية وأجهزتها الأمنية في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها البلد يكشف عن حجم التدخلات السلبية للإدارة الأميركية وانتهاجها للسبل والمخططات التي تروم إضعاف العراق شعباً وحكومةً”.
ولفت بيان التحالف إلى أن “الشعب العراقي وجميع المنصفين في العالم يعلمون جيداً بأن الحشد الشعبي لا يعمل إلا من أجل مصالح هذا الشعب، وتنفيذ مطالبه في الحياة الحرة الكريمة”، مؤكداً أن “الأخ الفياض شخصية وطنية مجاهدة عاشت هموم التحرير ورسالة الحشد الشعبي وتفاعلت مع قضايا الأمة وهمومها بتنفيذ المطالب الاجتماعية وتحقيق أهداف العراقيين في الانتقال إلى الدولة الخادمة لا الدولة المخدومة”.
وقال البيان “نتمنى أن تكون العقوبات المفروضة هي آخر أوراق الطيش الترامبي في الإدارة الأميركية السابقة، كما نؤكد عدم تأثيرها في مجرى السياسة العراقية، بل ستزيد الحشد وقيادته وألويته الوطنية قوة وإصراراً مستمراً ببركة دماء قادته الشهداء في تأدية مهامها على طريق بناء العراق السيد المستقل”.
هذا وأعربت وزارة الخارجية العراقية عن استغرابها من القرار، مؤكدة أنه “مثّل مفاجأة غير مقبولة”، وقالت في بيان لها إنها “تعرب عن استغرابها من القرار الصادر عن الخزانة الأمريكية بحق الفياض وتؤكد أنها ستتابع بعناية مع الإدارة الحالية والجديدة في واشنطن جميع القرارات الصادرة عنها بحق أسماء عراقية والعمل على معالجة تبعات ذلك”.
وفرضت الولايات المتحدة الجمعة عقوبات على الفياض في إطار سياساتها القائمة على استهداف الشخصيات والجهات التي تعارض مخططاتها وتوجهاتها.
بدوره، دعا مستشار الأمن الوطني العراقي قاسم الأعرجي واشنطن إلى “تصحيح خطأ فرض عقوبات على شخصية حكومية عراقية”. وقال في تغريدة على “تويتر” إنه “ليس من الصحيح أن يكون اسم رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض ضمن قوائم العقوبات الأميركية”.
من جهته، اعتبر رئيس المجلس الأعلى الإسلامي همام حمودي أن القرار الأميركي “يعدّ انتهاكاً سافراً لسيادة الدولة العراقية”، مؤكداً أن المجلس “يرفض ويدين بشدة القرار.. فالحشد مؤسسة خاضعة لقيادة القائد العام للقوات المسلحة”.
وأضاف أن الفياض “شخصية حكومية ووطنية مجاهدة، وقرار الخزانة الأميركية هو إمعان في عدوانية الإدارة الأميركية للحشد التي جسدتها باغتيال قادة النصر، وقصف مقرات الحشد، وقتل عشرات المجاهدين، وهو أيضاً تصعيد خطير، ويستوجب من الحكومة موقف رسمي صارم وحازم تجاه ذلك”.
وأكد أن المضي بتنفيذ قرار إخراج القوات الأميركية “من شأنه وضع حد لهذا الاستخفاف والتدخل بالشأن العراقي”.
وفي السياق، قال عضو مجلس النواب عن محافظة نينوى أحمد مدلول الجربا إنه “رغم الاختلاف مع الفياض، إلا أنه هذا لا يعني أننا نؤيد أو نشجع عقوبات الخزانة الأميركية التي صدرت بحق”، ودان العقوبات قائلاً إنها “مجافية للواقع والحقيقة وسوف نقف معه ونسانده حتى تنتهي أزمته بالكامل”.
وعلّق القيادي في حركة النجباء هاشم الموسوي قائلاً إن “استهداف الفياض مشروع أميركي فاشل بعد عجزهم عن حل الحشد والتآمر عليه”.
وكان الفياض قال أمس في كلمة ألقاها خلال المهرجان التأبيني الكبير الذي أقيم في محافظة البصرة بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد “قادة النصر”، إن الرد على اغتيال القائدين الشهيدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، “هو بإخراج القوات الأجنبية”، لافتاً إلى أن “قرار البرلمان العراقي كان هو الرد الأول ولن نتنازل عنه أبداً”.
واغتيل سليماني والمهندس، في 3 كانون الثاني الماضي، في غارة أميركية استهدفت موكبهما بالقرب من مطار بغداد.
ودان حزب الله الخطوة الأميركية، وقال: “العقوبات بحق الفياض تضاف إلى سلسلة الجرائم المتمادية بحق العراق وشعبه”، كما ذكر أنّ العقوبات غير مستغربة بعدما أقدمت واشنطن على اغتيال نائب رئيس هيئة الحشد الشهيد أبو مهدي المهندس، وأضاف: “نعلم تماماً أن السبب الرئيسي للعقوبات هو موقف الفياض الحازم من الاحتلال الأميركي وعدم شرعية بقائها”.