“كوفيد-19 ونصف”.. بين العرض الإخباري والمونودراما الخطابية
حلب ـ غالية خوجة
عرضت مسرحية “كوفيد-19 ونصف” لثلاثة أيام متوالية على مسرح نقابة الفنانين بحلب، وتأتي ضمن فعاليات مسرح حلب القومي وفعاليات الاحتفال بيوم المسرح العربي، بحضور شخصيات ثقافية وفنية وعدد من المهتمين.
اتسم العرض بمونودراما لعدة شخصيات أدتها الممثلة نغم قوجاك بجهد واضح متنقلة بين كونها الطبيبة والمريض والحكواتية والواصفة والراوية والمذيعة والعشيقة بطريقة انفعالية تعبيرية غلبت عليها الخطابية، ولربما هي رؤية مخرجها فادي محمد سعيد الذي ناغم السينوغرافيا البسيطة بطريقة مناسبة ليبدو العمل إعلانياً وإذاعياً ومباشراً لأحداث الوباء العالمي “كورونا” وإحالاته وإسقاطاته على الواقع الإنساني اليومي السياسي والاقتصادي من خلال مشاهد ولوحات بعضها رمزي وأغلبها مباشر. ثم، ليصل العرض ببطء إلى مقصديته المقارنة بين عدة محاور، منها: هم يعلمون ونحن لا نعلم، وتغيرات أشكال الاستعمار من مباشر وعسكري إلى ثقافي وصحي ونفسي، ومن دايفيد إلى كوفيد، ليكون التصريح أخيراً عن التشبث بالأرض من أجل التحدي المناسب لكافة أشكال “السيطرة عليكم ورحمة الله وبركاته” على حدتعبير النص والممثلة. لكن، ماذا لو اختتم العمل عندما أكد على الأرض مع خلفية موسيقية مناسبة؟ ولم يستكمل المشهد الأخير الذي يموت فيه الطبيب وترفع الممثلة سترته بالعصا إلى الأعلى؟ وماذا لو اختصر العمل من خلال تكثيف أحداثه ووقته واعتمد على رمزية الإسقاطات؟
قُدّم العرض باللغة العربية الفصحى وهي جمالية، لكن، لماذا تم تقديم فقرة بالإنكليزية حصراً دون الفرنسية والروسية مثلاً؟ وكانت إشارة إلى فضائية أمريكية قدمتها قوجاك بلهجة ليست أمريكية؟ ومن جهة أخرى، يحاكي النص العديد من الموروثات الدينية والشعبية لكن بطريقة تحويرية، مثلاً: “من كان يعبد الشجر فإن الشجر قد مات“، كما يحاكي قاعدة قانونية شهيرة تحويرياً: “الجائحة على من ادعى والجائحة على من أنكر“، حيث استبدل الشاعر المؤلف مزعل المزعل البيّنة بالجائحة الأولى، واليمين بالجائحة الثانية، ومن ضمن ما عكسه حكمة تقول: “الكثير من الموتى بيننا ولا أعراض تظهر لديهم“، مؤكداً على فروقات أنهم يعلمون ونحن لا نعلم!
يذكر أن الكادر الفني للمسرحية وكما جاء في بروشور العرض تألف من مدير المنصة: حسين عابدين، تصميم الإضاءة: عمار جراح، تنفيذ الإضاءة: أحمد علي وأحمد موفق علبي، تنفيذ الصوت: فاتح جوهر، مكياج: مصطفىالركبي، تصوير مرئي: محمد أبو ردن، تصميم إعلاني: لوسي مقصود وولاء وزان.