نصر الله: ترامب يمثل عينة فجة من الغطرسة الأمريكية
أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن ما حصل في الولايات المتحدة من اقتحام لمقر الكونغرس يظهر زيف الديمقراطية الأمريكية مشيراً إلى أن الأميركيين اعتادوا أن يفعلوا ذلك في البلدان الأخرى والآن جاء الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب ليطبقه في بلده.
وقال السيد نصر الله في كلمة متلفزة مساء اليوم أن ما جرى في واشنطن هو عينة بسيطة مما ارتكبه ترامب في اليمن وسورية والعراق وفلسطين مبيناً أن الأميركيين لمسوا عن قرب نتائج سياسة ترامب واستعداده حتى لقتل مواطنيه من أجل السلطة.
وأشار السيد نصر الله إلى أن ترامب يمثل عينة فجة من الغطرسة السياسية والعسكرية الأمريكية التي لطالما فرضت هيمنتها على الشعوب وقوضت سيادتها موضحاً أن الأحداث الأخيرة في واشنطن لها تداعيات في أمريكا والمنطقة والعالم.
من جهة أخرى بين السيد نصر الله أن الغاية من الإجراءات القسرية الأحادية الأمريكية على لبنان هي استهداف المقاومة وحماية مصالح كيان الاحتلال الإسرائيلي مضيفاً أن الأميركي لا يهتم بلبنان إلا من باب وجود المقاومة لأن ما يهمه أمن العدو الإسرائيلي.
وحول ملف انفجار مرفأ بيروت لفت السيد نصر الله إلى أن هذه قضية وطنية تهم كل لبنان وتضرر كل اقتصاد البلاد جراء الانفجار، داعياً إلى عدم تسييس هذه القضية وضرورة وصولها إلى نهايتها العادلة والصادقة.
وشدد السيد نصر الله على أن حزب الله “سيتابع قضية انفجار المرفأ تحقيقاً وقضاءً ومحاسبةً حتى النهاية”، وبإصرار على أن “يصل ملف انفجار المرفأ إلى نهايته العادلة”.
وأسف السيد نصر الله لاستخدام هذه القضية “للاستهداف السياسي، سواء باتجاه حزب الله أو الرئيس ميشال عون والتيار الوطني الحر من باب التحالف مع حزب الله”، وطالب بكشف نتيجة التحقيق و”معرفة إن كان عملاً تخريبياً أو ناتجاً عن إهمال”، مشيراً إلى أن ذلك يوجب “على المحقق العدلي أن يطلع اللبنانيين على ما جرى في قضية انفجار المرفأ”.
ودعا السيد نصر الله إلى “تصحيح مسار التحقيق العدلي في القضية”، لافتاً إلى أن المحقق العدلي “يتجه في تحقيقه إلى تحميل المسؤوليات الإدارية من دون توضيح حقيقة موضوع الانفجار”.
وشهد مرفأ بيروت في 4 آب انفجاراً ضخماً لمئات الأطنان من مادة نيترات الأمونيوم، أدى إلى وفاة أكثر من 200 شخص، وأوقع آلاف الجرحى ودمّر أجزاء كبيرة من العاصمة.
وفي ملف محاربة الفساد، لفت السيد نصر الله إلى أن هناك “من يريد محاربة الفساد في لبنان بمعارك سياسية لا بوساطة المسار القضائي”، مشيراً إلى أن حزب الله “لا يحمي الفساد ولا يغطي أي أحد في هذا الملف، والحزب يعمل على مكافحة الفساد في كل الملفات والإدارات”، وتابع: “على القضاء معالجة ملف مكافحة الفساد لأننا نريد معالجة الأمر عبر الأطر القضائية، بينما الشتم والسباب عبر وسائل الإعلام لا يؤدي إلى ذلك”.
ودعا السيد نصر الله إلى معالجة “الاستنسابية والانتقائية في فتح الملفات، لأن ذلك يفتح الباب للقول إن هناك استخدام للقضاء وتصفية حسابات سياسية”، داعياً “لاعتماد معيار واحد لفتح الملفات”.
أما في ما يتعلق بتشكيل الحكومة، فأكد السيد نصر الله ضرورة عدم “انتظار المفاوضات الأميركية – الإيرانية لأن ذلك لن يحصل”، مشيراً إلى أن تأليف الحكومة اللبنانية “ليس أولوية لدى الأميركيين في هذه الظروف”، ودعا إلى “تجاوز الاعتبارات الخارجية والتركيز على الجانب الداخلي”، حاثاً على “الاستماع إلى مطالب بعض الجهات، لأن هناك أزمة ثقة وتوجد مخاوف لدى البعض، وليس الأمر فقط مسألة حسابية تتعلق بزيادة أو نقصان وزير”، وأضاف: إن حزب الله سيحاول “القيام بشيء ما خلال الأيام المقبلة، للاستفادة من الوقت لمعالجة الأمر وتقريب وجهات النظر وتخفيف أزمة الثقة”.
ومع تخطي عدد المصابين بفيروس كورونا في لبنان حاجز الـ210 آلاف إصابة، قال السيد نصر الله: إن المسؤولية الأكبر تقع على الناس و”علينا الالتزام بالإجراءات الوقائية”، مشدداً على ضرورة “تحمل المسؤولية حتى نعبر بالبلد إلى بر الأمان”.