طهران: على واشنطن التخلي عن “آلية الزناد”
دعا مستشار قائد الثورة الإسلامية الإيرانية للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي إلى التخلي عن “آلية الزناد” التي تقضي بإعادة فرض العقوبات على إيران حال رغبت الولايات المتحدة في خوض مفاوضات جديدة، وأضاف: لا نصر ولن نستعجل عودة أمريكا إلى الاتفاق النووي.. إن قضيتنا لا ترتكز على عودة أمريكا إلى الاتفاق من عدمه.. بل مطلبنا العقلاني والمنطقي يكمن في رفع الحظر عن البلاد”.
ولفت ولايتي إلى أن إيران ومنذ التوقيع على الاتفاق النووي عام 2015 مع مجموعة خمسة زائد واحد باشرت في تنفيذ التزاماتها على عكس الأمريكيين الذين ماطلوا في إلغاء الحظر ونقضوا عهدهم، مشدداً على أنه بطبيعة الحال لو قررت واشنطن العودة إلى الاتفاق فعليها أن تلغي الحظر على طهران، وأضاف: “نظراً للسجل السيئ الذي خلفه الأمريكيون في مجال تنفيذ التعهدات سيكون من حقنا ألا نثق بهم.. ولو أراد هؤلاء العودة إلى المفاوضات من جديد دون أن ينفذوا التزاماتهم السابقة فإن ذلك غير مقبول”، وأشار إلى الرئيس الأميركي أن يتعهّد برسالة خطية برفع العقوبات و”ليس أن يكون الإلتزام لفظياً كما جرى خلال عهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، لأن سجّل الولايات المتحدة أصبح سيئاً في الإلتزام بالاتفاقيات مع الدول”.
كما أعرب ولايتي عن أسفه لدور الدول الأوروبية الثلاث “فرنسا وألمانيا وبريطانيا” السلبي في هذا الخصوص، مبيناً إن “هذه الدول تحذو حذو أمريكا وفرضت قيوداً كثيرة على إيران الأمر الذي شكل حظراً غير مباشر ضدنا”، وأشار إلى أن بلاده دولة مستقلة ومتمسكة بمبادئ الثورة، التي أعادت للشعب الإيراني حقوقه المنهوبة خلال فترة الحكم السابق، مؤكداً أن بلاده لا ترضخ للضغوط أو الإكراهات الأميركية وغير الأميركية، وأوضح أن إيران لم تتعهد بعدم القيام بأمور تتعلق بالاستخدام السلمي للتكنولوجيا النووية، واعتبر أن ذلك حق من حقوق أي دولة طالما أنها تحسن استخدام هذه الطاقة، مشدداً على أنه لإيران كامل الحق في اتخاذ هذه الإجراءات بسهولة كلما قررت القيام بمزيد من التخصيب.
من جهة أخرى أشار ولايتي إلى أن القانون الذي صادق عليه مجلس الشورى الإسلامي الإيراني مؤخراً لرفع الحظر عن البلاد ينص على حاجة إيران إلى التكنولوجيا النووية في المجالات العلمية والطبية وبما يستدعي تخصيب اليورانيوم إلى 20 بالمئة، وشدد على أن إيران كباقي الدول الأعضاء في معاهدة حظر انتشار السلاح النووي من حقها أن تنتفع من المصالح السلمية للطاقة النووية.
وفي السياق نفسه، قال وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف: “لا يكفي أن تعود الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي في الوضع الحالي”، ولفت إلى أنَّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب حاول خلال السنوات الأربع الماضية أن يفرغ الاتفاق النووي من محتواه، وفرض عقوبات ستظل سارية إذا ما عادت الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي، وأضاف: “على الولايات المتحدة أن تفي بالتزاماتها أولاً، ثم تصبح قضية عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي قضية ثانوية. القضية الرئيسية هي تطبيع علاقاتنا الاقتصادية مع بقية الدول”، وأوضح أن ما نريده هو رفع العقوبات، ثم يتم النظر بقضية دخول أميركا إلى الاتفاق النووي.
ورد ظريف، على وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الذي اتهم إيران بأنها “ساعدت تنظيم القاعدة بهجمات 11 أيلول”، وأشار ظريف إلى أن “الإرهابيين الذين نفذوا هجمات 11 أيلول في الولايات المتحدة الأميركية أتوا من بلدان يفضلها بومبيو ولم يأتوا من الجمهورية الإسلامية الإيرانية”، في إشارة ضمنية إلى السعودية.
وكان السعوديون غالبية بين 19 شخصاً قالت الولايات المتحدة إنهم نفذوا هجمات عام 2001 في نيويورك وواشنطن، فيما لا تزال المحاكمات الأميركية، تلاحق السعودية بما يخص أحداث أيلول.
ورداً على اتهامات بومبيو لإيران بـ”تحولها لمقر لتنظيم القاعدة”، اعتبر ظريف أنه “لا يمكن استغباء الناس بهذا الكلام”، متهماً بومبيو بـ”ترويج الأكاذيب”.
وادعى وزير الخارجية الأميركي اليوم، أن تنظيم “القاعدة” وجد معقلاً مركزياً جديداً له “وهو إيران”، دون أن يقدم تفاصيل أو أدلة دامغة على ذلك.
في الأثناء، أكد المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي أن إعادة التفاوض حول الاتفاق النووي بين إيران والمجموعة الدولية غير ممكنة.
وأشار ربيعي في تصريح اليوم إلى ما أدلى به عدد من المسؤولين الغربيين حول إمكانية إعادة التفاوض على الاتفاق النووي وقال إن إعادة التفاوض غير ممكنة حول الاتفاق النووي كما أن إيران والصين وروسيا أعلنت معارضتها” موضحاً أنه ليس هناك حاجة إلى إعادة التفاوض “فالعودة إلى الالتزامات لا تتطلب إجراء مفاوضات”.
وبين ربيعي أن إيران حذرت منذ البداية مما تقوم به إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب من خروقات قانونية وسياسات أحادية الجانب معتبراً أن منتقدي ترامب داخل أمريكا وبعد تغاضيهم عن مواقفه ضد إيران دفعوا الثمن وارتدت عليهم هذه السياسات.
وأضاف: حذرنا من العواقب السيئة لسياسات ترامب وأشرنا إلى أنها لن تقتصر على الشعب الإيراني لافتاً إلى أن الحكومة الإيرانية عملت بكل جهد من أجل إيجاد ظروف الصمود والمقاومة الشعبية والحيلولة دون نجاح مخططات ترامب بشن حرب على إيران.