على أبواب دورة جديدة لاتحاد الكتاب العرب.. د. محمد الحوراني: المؤتمر هو لحظة حاسمة أمام الكاتب والمثقف
الرقم 10 هو رقم التفوّق والتميّز في أذهان الكثير منا، وعشرة من عشرة.. هذا ما يأمله الكثير من أعضاء اتحاد الكتّاب العرب في انتخاباتهم القادمة للدورة العاشرة من عمر الاتحاد، حيث تتطاول الأعناق نحو تحقيق أحلام ورؤى وتطلعات تليق بالكاتب وتُعنى بشكل حقيقي بمتطلباته، وبين هموم وأوجاع وسلبيات المراحل السابقة وإيجابياتها يتطلع المنتخبون لأن يمثلهم زملاء لهم سيهبونهم أصواتهم وثقتهم لمستقبل أفضل للكاتب والكتاب والمنشورات التي تصدر عن الاتحاد ولحقوق النشر. حول هذا كلّه كان لـ”البعث” هذا الحوار مع رئيس فرع دمشق لاتحاد الكتّاب العرب د. محمد الحوراني الذي قال:
بعد أيام قليلة سيكون الكتّاب أمام مؤتمر عام (انتخابي)، مؤتمر يجب ألا يكون كغيره من المؤتمرات، لأننا أمام دورة توشك على الانتهاء بسلبياتها الكثيرة والتي كادت تدمّر المؤسسة، ومن هنا فإن أول ما يجب فعله هو التطلع إلى مجلس اتحاد جديد قادر على توحيد الصف وتعميق العلاقة الثقافية القائمة على تحقيق المصلحة الوطنية والارتقاء بالكاتب ودعمه قبل كل شي، ذلك أن الدورة الأخيرة شهدت بعض حالات التنسيب التي لا يحق لأصحابها دخول هذه المؤسّسة بسبب فقرهم الثقافي والفكري والمعرفي المدقع، وعندما يتمّ إعادة النظر بآلية التنسيب فإن هذا من شأنه أن يدعم الاتحاد ويقوي بنيانه، ومن جهة أخرى فإن ما يتقاضاه الكاتب من تعويضات عن نشر مقالة أو بحث في دوريات الاتحاد مخجل ولا يليق بالكاتب ولا المثقف، علماً أنه يوجد في الاتحاد أموال من شأنها أن تسهم في رفع التعويضات بشكل يليق بالكاتب، كما أن هناك ضرورة ملحة لتفعيل فروع الاتحاد وجمعياته ونشاطه الثقافي وتعميمه ليغطي جميع المحافظات والأرياف، فالفعل الثقافي النهضوي هو فعل شعبي قبل كل شيء، وعندما نعمّق ثقافة الأصالة والانتماء نحصّن بيتنا الداخلي ونزيد من مناعتنا المعرفية والثقافية، ومما يجب أن يتمّ العمل عليه أيضاً هو التشبيك الثقافي مع المؤسّسات الأخرى والاتحادات والنقابات، وكذلك الإسهام في إقامة فعاليات ومهرجانات أدبية يشارك فيها بعض الأدباء العرب ممن كانت لهم مواقف صادقة تجاه الحرب الإرهابية التي شُنّت على سورية.
إن المؤتمر الحالي لاتحاد الكتّاب العرب هو لحظة حاسمة أمام الكاتب الحقيقي والمثقف الفعلي ليضع يده على ضميره أثناء التصويت، وذلك من أجل انتخاب أشخاص حقيقيين لا همّ لهم سوى النهوض بالمؤسّسة وتعميق حضورها الثقافي والمعرفي في شتى المفاصل، كما أنه مدعو للابتعاد عن الشلليات والتخندقات الانتهازية والبراغماتية التي تسهم في تدمير المؤسّسة وإعاقة الفعل الثقافي والمعرفي، فنحن أمام مرحلة صناعة العقل وإعادة إعمار حقيقي للأفكار، وهذا لا يحدث دون صناعة ثقافة حقيقية أصيلة ومنتمية.
جُمان بركات