وفاة ثلاثة أميركيين كل دقيقة.. وخطوات صينية حاسمة لوقف انتشار كورونا
سجّلت الولايات المتّحدة أسوأ يوم من الوباء مع وفاة ثلاثة أميركيين كل دقيقة، فيما اتخذت الصين خطوات حاسمة الأربعاء لوقف انتشار فيروس كورونا.
وارتفع عدد الإصابات في العالم الى أكثر من 91 مليوناً، فيما ارغم الانتشار السريع للوباء حكومات في مختلف أنحاء العالم الى اعادة فرض قيود مثل اجراءات إغلاق رغم تداعياتها الاقتصادية، بما يشمل أوروبا التي تحارب موجة ثانية من الوباء.
وسجلت الولايات المتحدة، أكثر دولة تضرراً بالوباء في العالم، حصيلة قياسية بلغت 4470 وفاة في 24 ساعة الثلاثاء فيما تواجه ارتفاعاً في الحالات خلال فصل الشتاء ما ادى الى ضغوط كبرى على طاقات المستشفيات والعيادات رغم بدء عمليات التلقيح.
وقالت كاري ماغواير وهي مسؤولة طب العناية التلطيفية في مستشفى سانت ماري في آبل فالي، بلدة ريفية صغيرة في كاليفورنيا، “انها بالتأكيد الفترة الأكثر قتامة في كل مسيرتي المهنية”، وأضافت “لقد اضطررت لرؤية أشخاص أعرفهم واهتم لأمرهم، يراقبون أحباؤهم يرحلون. كان الأمر صعباً جداً”.
وكان مرضى الكورونا يتكدسون في الممرات وفي اسرة عناية فائقة اعدت على عجل وحتى في قسم طب الأطفال.
وأشارت الى أعداد هائلة من الوفيات بكوفيد-19 حيث ان الولايات المتحدة تسجل حوالى خمس عدد الوفيات الإجمالي في العالم والبالغ مليوني وفاة.
كما أمرت كندا المجاورة السكان في اونتاريو، المحرك الاقتصادي للبلاد والأكثر اكتظاظاً بالسكان، بالبقاء في منازلهم. وحذر رئيس وزراء اونتاريو دوغ فور من ان النظام الصحي “على وشك الانهيار”.
إغلاق جديد في الصين
حصيلة الوفيات الثلاثاء في الولايات المتحدة اقتربت من الحصيلة الاجمالية للوباء في الصين، التي ظهر فيها فيروس كورونا للمرة الاولى في أواخر العام 2019. وتمكنت الصين بشكل كبير من السيطرة على تفشي الفيروس منذ ظهوره في ووهان عبر اجراءات الإغلاق والفحوصات المكثفة وتتبع المخالطين. لكن سُجلت في الأسابيع الأخيرة إصابات قليلة ما دفع بالسلطات إلى فرض تدابير حجر محلية، وقيود فورية على التنقل وإجراء حملة فحوص واسعة شملت عشرات ملايين الأشخاص للكشف عن إصابات.
ويخضع أكثر من 200 مليون شخص حالياً لنوع من تدابير الإغلاق في المناطق الشمالية.
وأعلنت الصين الأربعاء تسجيل أعلى قفزة يومية لحالات الإصابة بفيروس كورونا منذ أكثر من خمسة أشهر، وعززت تدابير كبح انتشار الفيروس، ففرضت العزل العام على أربع مدن، فيما يسعى ثاني أكبر اقتصاد في العالم جاهداً لمنع موجة جديدة من العدوى.
والأربعاء أعلنت حكومة إقليم هيلونغجيانغ (شمال الشرق) البالغ عدد سكانه 37,5 مليون نسمة، “حالة طوارئ” وطلبت من المواطنين عدم مغادرة الإقليم إلا للضرورة القصوى، وإلغاء المؤتمرات والتجمعات.
وجاءت التدابير بعد رصد 28 إصابة بكوفيد-19 الأربعاء، بينها 12 إصابة من دون عوارض. وسجلت ثلاث إصابات في هاربين عاصمة الإقليم التي تستضيف مهرجاناً شهيراً لمنحوتات الثلج يجتذب أعداداً كبيرة من السياح.
وفيما لا تزال الأعداد منخفضة مقارنة بالعديد من البلدان الأخرى، تسعى الصين لمنع إصابات جديدة قبل احتفالات السنة القمرية الجديدة الشهر المقبل، التي يتوقع أن يتنقل خلالها ملايين الأشخاص في أنحاء البلاد.
من جهتها تعتزم اليابان توسيع حالة الطوارئ الصحية المفروضة في طوكيو وضواحيها الاربعاء لتشمل سبع مناطق من اجل وقف انتشار الاصابات.
وفيما تبقى الحصيلة في اليابان متدنية نسبياً مع حوالى 4100 وفاة منذ بدء انتشار الوباء، يقول أطباء ان المستشفيات تعاني من ضغط كبير بسبب ارتفاع عدد الاصابات في المناطق الأكثر تضرراً.
اندونيسيا تبدأ حملة التلقيح
وتتسابق الحكومات في مختلف أنحاء العالم الزمن لشراء اللقاحات وتسلمها في سبيل وقف أزمة انتشار الفيروس، رغم أن منظمة الصحة العالمية حذرت من ان اللقاحات لن تكون كافية لتأمين مناعة جماعية هذه السنة.
وأطلقت اندونيسيا، احدى الدول الاكثر اكتظاظاً بالسكان في العالم، حملة التلقيح الاربعاء. وكان الرئيس جوكو ويدودو أول من تلقى اللقاح كما نقل التلفزيون في بث مباشر.
كما باشر الأردن الاربعاء حملة تلقيح ضد كورونا تستهدف في مرحلتها الأولى الكوادر الصحية ومن يعانون من أمراض مزمنة ومن تجاوزت أعمارهم الستين. وبدأت صباح الأربعاء عمليات التلقيح في عدد من المستشفيات والمراكز الصحية، بعد وصول أولى كميات لقاح سينوفارم (الصيني الإماراتي) ولقاح فايزر/بايونتك” إلى الأردن مطلع هذا الأسبوع، على ما افاد مصورو وكالة فرانس برس.
وفيما تتزايد الانتقادات حول بطء عمليات التلقيح في أميركا الشمالية وأوروبا، كانت الأنباء ايجابية الثلاثاء مع بدء الاتحاد الاوروبي عملية الموافقة على لقاح أكسفورد-استرازينيكا.
لكن حكومة اوكرانيا كانت تحت الضغط لفشلها في تأمين لقاحات مصنوعة في الغرب، حيث أن مسؤولي القطاع الصحي في كييف يرفضون حتى الآن لقاح سبوتنيك-في الروسي. ودعا الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي الثلاثاء الاتحاد الاوروبي إلى تقديم المساعدة قائلا إنه “من المهم جدا الحصول على اللقاحات”.