“ضمان الاستثمار”: 5% تراجع متوقع للناتج العربي
أوضحت المؤسّسة العربية لضمان الاستثمار وائتمان الصادرات «ضمان» أن الإجراءات المالية غير المسبوقة التي اتخذتها الحكومات في عددٍ من دول العالم بقيمة مثّلت نحو 12% من إجمالي الناتج المحلي العالمي ساهمت في التخفيف من تداعيات أزمة كوفيد- 19، ومنع حلقة الآثار المرتدة المدمّرة التي شهدها العالم في الأزمات السابقة.
وأشارت المؤسّسة في بيان لها بمناسبة إطلاق نشرتها الفصلية الرابعة «ضمان الاستثمار» لعام 2020 إلى أن الاقتصاد العالمي يشهد أسوأ موجة ركود منذ الكساد الكبير في ثلاثينيات القرن الماضي، جراء انتشار فيروس كورونا المستجد وإجراءات الإغلاق وتوقف الأنشطة الإنتاجية والخدمية في جميع أنحاء العالم، حيث أصاب الفيروس بنهاية عام 2020 أكثر من 81 مليون شخص وأودى بحياة نحو 1.8 مليون، وأدى إلى تدهور الأحوال المعيشية لعشرات الملايين من سكان العالم.
وتوقعت المؤسّسة في نشرتها المستندة إلى آخر بيانات صندوق النقد الدولي وجهات دولية أخرى أن يتراجع الناتج المحلي الإجمالي العالمي هذا العام بمعدل 4.4%، تأثراً بأزمة انتشار الفيروس والإجراءات المصاحبة له، إلى جانب عوامل أخرى، من بينها تأثير الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
نمو قوي
وتماشياً مع احتمالات اتساع نطاق تغطية اللقاح المضاد للفيروس وتحسّن العلاجات المتاحة واستمرار إجراءات التحفيز المالي الحكومية، فمن المتوقع حسب الصندوق ووفق أفضل السيناريوهات أن يعاود الاقتصاد العالمي نموه وبشكل قويّ بمعدل 5.2% في عام 2021، ولكن مع عدم استبعاد احتمالية حدوث نكسات جراء حالة عدم اليقين المتعلّقة بالفيروس ومدى فعالية اللقاحات المختلفة.
وتأثرت الدول العربية هي الأخرى بالجائحة وإجراءات الإغلاق المصاحبة لها وعوامل أخرى، أهمها تراجع أسعار النفط وعائداته، مع توقعات بتراجع الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة بمعدل 5% خلال عام 2020، وتراجع قيمة التجارة الخارجية للسلع والخدمات بمعدل 22%، هذا إلى جانب التأثير السلبي المتوقع على مؤشرات الموازنات العامة والمديونية الحكومية والحسابات الجارية والاحتياطيات الرسمية خلال العام نفسه.
إلى ذلك تدركُ حكومات المنطقة أهمية وضع خريطة طريق اقتصادية لتحقيق التعافي، وذلك عبر ضمان كفاية الموارد المتاحة للنظم الصحية، وتوفير السيولة للشركات المتضررة بشدة، وتوجيه برامج دعم للفئات المستحقة، والإبقاء على فرص العمل المتوافرة، والحفاظ في الوقت نفسه على استدامة استقرار المؤشرات الاقتصادية الكلية. ومن الأهمية بمكان أن يكون لقطاع صناعة الضمان في العالم عموماً، وفي المنطقة العربية على وجه الخصوص، دور فعّال في التخفيف من الآثار الناجمة عن تلك الأزمة، وخصوصاً مع تواصل حالة عدم اليقين على المدى القريب وتزايد المخاطر المرتبطة أساساً بحالات الإفلاس وتعثر المؤسسات الاقتصادية، وذلك من خلال الدعم الذي توفره المؤسسة والمؤسسات الأخرى العاملة في مجال صناعة الضمان للمصدّرين والمستثمرين والمؤسسات المالية، وعبر تطوير آليات التمويل والتأمين ضد المخاطر التجارية والسياسية بما يتناسب مع الواقع الاقتصادي المستجد.
(عن مجلة ضمان الاستثمار العربية)