معرض الكتّاب الدولي الأول للكاريكاتور.. حوار ثقافي عالمي
جسّد معرض الكتّاب الدولي الأول للكاريكاتور الذي أقامه اتحاد الكتّاب العرب حال الكتّاب والأدباء وواقعهم، وحقيقة الدور الكبير لأقلامهم وحروفهم في عيون أكثر من ٢٥٠ فنان كاريكاتور من مختلف أنحاء دول العالم، ليكون بمثابة وثيقة فنية ثقافية عالمية هي الأولى من نوعها.
تجليات المعنى
وأوضح منظّم المعرض وفنان الكاريكاتور رائد خليل أن المعرض يأتي بمشاركة أكثر من ٢٥٠ فناناً من ٥٢ دولة في العالم، وكان محوره الرئيسي هو الكتّاب، إضافة إلى بورتريه تشخيصي يتناول أهم الشخصيات العالمية التي أثرت في حركة الأدب ومحاوره كافة، مما خلق تفاعلاً خلاقاً وفتح باب الحوار والتلاقح الثقافيين، وسلّط الضوء على نتاج الفنانين العالميين ورؤيتهم لواقع الكتّاب وأقلامهم بكل تجليات المعنى في مبادرة هي الأولى من نوعها، مشيراً إلى أنه تمّت دعوة الفنانين إلى المشاركة بالمعرض عن طريق موقع الكاريكاتور السوري الدولي، حيث تمّ استقبال جميع الأعمال، ثم تمّت عملية الفرز وفقاً لمجموعة من المراحل، لتبدأ بعدها عملية التحكيم على عدة مراحل أيضاً، وصولاً إلى العدد المطلوب من الأعمال المشاركة في المعرض والتي تمّ اختيارها بناءً على التقاطعات بين آراء لجنة التحكيم المشكّلة من فنانين من دول مختلفة، سواء من مقدونيا وتايوان أو إيران وماليزيا وبالطبع سورية. ورأى خليل أن المعرض يؤكد أهمية الفن عموماً والكاريكاتور خصوصاً، حيث أكدت اللوحات المشاركة عظمة فن الكاريكاتور في جعل الواقع مرئياً وتناول البعد المستقبلي لواقع الكلمة وتأثيرها في بناء منظومة أخلاقية في أقل تقدير، كما أن عدد المشاركين الذي تجاوز الـ٢٥٠ رساماً يؤكد أيضاً دورنا في بناء جسور التواصل مع العالم في وجه الغطرسة الأميركية، فهذا القدر الكبير من المشاركين جاء ليثبت أن نظرة فنان الكاريكاتور ستبقى نقية وعصيّة على تأثير الحملة الإعلامية الأمريكية والصهيونية الشرسة التي تحاول تشويه حقيقة سورية والإساءة إلى عدالة موقفها.
قيمة فنية
المعرض الذي ضمّ لوحة واحدة لكل فنان مشارك، لم يلتزم بهذه القاعدة في بعض الأحيان لنجد في أرجائه لوحتين للفنان نفسه. وعن هذا يخبرنا رائد خليل أنه تمّ عرض أكثر من لوحة لبعض الفنانين نظراً لأهمية أعمالهم وحضورهم العالمي الطاغي في عالم الكاريكاتور، مؤكداً أنه فيما يخصّ سوية الأعمال لم تفاجئنا القيمة الفنية العالية لأغلب الأعمال المشاركة، ذلك أن فن الكاريكاتور هو اليوم بلا جدال أحد الفنون التي نجحت إلى حدّ بعيد في تطوير أدواتها وتقنياتها الفنية وتوظيفها في خدمة الأفكار والمضامين بمهارة فائقة. وفيما يتعلق بالجوائز واختيار اللوحات الفائزة أشار إلى أنه يتمّ الاختيار بناءً على أهمية اللوحة والتقنيات المستخدمة فيها وطريقة العمل وفكرته ورسالته، وبالطبع بناءً على معايير دقيقة بكل موضوعية وحيادية، فجميع الأعمال رُسمت خصيصاً من أجل المشاركة في المسابقة، أما الجوائز فهي مناصفة بين قسم الكاريكاتور وقسم البورتريه، إضافة إلى مجموعة من الجوائز الخاصة. ووجّه الفنان رائد خليل الشكر إلى الشركة الراعية للمعرض، وهي شركة سيرتيل للاتصالات، والتي تقوم بدعم أغلب النشاطات الفنية الثقافية في سورية ضمن رسالتها الوطنية، فقد تبنّت منذ انطلاقتها دعم النشاطات الثقافية والوطنية في المجتمع، مؤكداً أننا في معرض الكتّاب الدولي الأول للكاريكاتور الذي ينظمه اتحاد الكتّاب العرب في دمشق نكون قد أسسنا لمرحلة واثقة الخطى في رحلة الألف ميل لفن يتعامل مع اللحظة بكل شجاعة وثبات، على أمل الاستمرار في مخاطبة الوعي وتجذير ثقافة فن الكاريكاتور في بلدنا الحبيب.
تكريم وتقدير
بالتوازي مع انطلاقه المعرض، قام اتحاد الكتّاب العرب أيضاً بتكريم عدد من الأدباء والكتّاب والعاملين في الاتحاد من رؤساء الدوريات وأمناء التحرير ومقرري الجمعية، تقديراً لهم على جهودهم المبذولة وتعاونهم الذي كان له عظيم الأثر خلال الدورة التاسعة بين عامي ٢٠١٥ حتى عام ٢٠٢٠، وكذلك تشجيعاً لهم على المزيد من التألق والنجاح.
وقد أوضح د. مالك صقور رئيس الاتحاد أنه كما العادة في نهاية كل دورة نقوم بتكريم جميع من يعمل معنا في الاتحاد، وهي الطريقة الأفضل لكي نقول لهم شكراً، ولكن بالطبع هذا الشكر معنويّ أكثر مما هو مادي، وضروري لكي يتذكر الناس أنه يجب أن يستمر عطاء اتحاد الكتّاب وتستمر مطبوعاته المختلفة، سواء الموقف الأدبي أو التراث العربي أو الأسبوع الأدبي والآداب العالمية.. وسواها، مضيفاً: من الجميل أن يتزامن توقيت التكريم مع المعرض الدولي الذي يعدّ خطوة مهمة لما فيها من قيمة فنية عالية، ولاسيما أنه الفعالية الأولى التي نكون فيها شركاء مع سيرتيل للاتصالات، ونأمل أن تبقى هذه الشراكة مستمرة عبر النشاطات الثقافية.
لوردا فوزي