حظر ترامب على تويتر يكشف سطوة شركات الإنترنت
اعتبر مؤسّس “تويتر” ورئيسه جاك دورسي أنّ قرار الموقع فرض حظر على الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب كان “الخيار الصحيح” لكنّه مع ذلك يشكّل “إخفاقًا” ويرسي “سابقة خطرة” بشأن مقدار السلطات التي تتمتّع بها كبريات شركات الإنترنت.
وفي سلسلة تغريدات تناول فيها قرار تويتر منع ترامب من استخدام المنصّة إلى أجل غير مسمّى، قال دورسي: إنّ هذا القرار يمثّل “إخفاقاً من جانبنا في الترويج لمحادثة صحّية”، وأضاف: إنّ فرض حظر على الملياردير الجمهوري الذي كان لديه أكثر من 88 مليون متابع على حسابه في تويتر “يرسي سابقة تبدو لي خطرة: القوة التي يتمتع بها فرد أو شركة على جزء من المحادثة العامة”.
وعلّق تويتر بشكل دائم حساب ترامب الجمعة بعد يومين من اقتحام حشد من أنصار الرئيس الجمهوري الكابيتول في أعمال شغب أوقعت خمسة قتلى وألحقت خراباً بالمبنى وصدمت الولايات المتحدة وأضرّت بسمعتها في العالم.
وقال الموقع في معرض تبريره قرار تعليق حساب ترامب إنّه “بعد المراجعة الدقيقة للتغريدات الأخيرة على حساب دونالد ترامب وللسياق الحاليّ علّقنا الحساب نهائياً بسبب خطر حدوث مزيد من التحريض على العنف” من جانب الرئيس الأميركي المنتهية ولايته.
وكان فيسبوك ومواقع أخرى مثل سنابتشات وتويتش ويوتيوب علّقت حسابات ترامب لأجل غير مسمّى.
لكن مع أكثر من 88 مليون متابع، كان تويتر المنصة المفضلة لترامب للقيام بإعلانات سياسية او مهاجمة وسائل إعلام أو إهانة خصومه بشكل يومي.
وأثار قرار تويتر ردود فعل سياسية متباينة في الولايات المتحدة وخارجها.
واعتبرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أن إغلاق العديد من شبكات التواصل الاجتماعي، وبينها تويتر، حسابات ترامب “يطرح إشكالية” لأن هذه المنصات لديها “مسؤولية كبيرة جداً ويجب ألا تبقى بدون تحرك” في مواجهة محتوى يتضمن حقداً او عنفاً، في حين أنّ “حرية التعبير هي حق جوهري له أهمية أساسية”.
من جهته رأى وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير أنّ “تنظيم العمالقة الرقميين لا يمكن أن تقوم به الأوليغارشية الرقمية نفسها”.
وفي سلسلة تغريداته اعتبر دورسي أنّ توازن القوى محترم طالما أنّه “بإمكان الناس أن يذهبوا بكل بساطة إلى خدمة أخرى إذا كانت قواعدنا وطريقة تطبيقنا لهذه القواعد لا تناسبهم”. لكنّه اعترف بأنّ “هذا المفهوم وُضع على المحكّ الأسبوع الماضي عندما قرّر عدد من مزوّدي أدوات الإنترنت الأساسيين عدم استضافة ما يعتبرونه خطيراً”.
وأضاف مؤسّس تويتر “لا أعتقد أنّ هذا الأمر كان منسّقاً. الأكثر ترجيحاً هو أنّ الشركات توصّلت إلى استنتاجاتها الخاصة أو شجّعتها عليها تصرّفات الآخرين”.
وكان ترامب حاول الالتفاف على قرار تويتر بتعليق حسابه بأن غرّد مستخدماً الحساب الرسمي لرئيس الولايات المتحدة بوتوس (بوتوس هي الأحرف الأولى بالإنكليزية لعبارة رئيس الولايات المتحدة)، لكنّ المنصّة سارعت إلى حذف تغريداته.
وقال موقع تويتر: إنّ “استخدام حساب آخر في محاولة للالتفاف” على حسابٍ تمّ سابقا تعليقهُ هو أمر “مخالف لقواعدنا”.