أعضاء الكونغرس يشترون السترات الواقية من الرصاص تحسباً!
تحول محيط مبنى الكابيتول في واشنطن إلى ما يشبه ثكنةً عسكريةً، حيث انتشر المئات من عناصر الحرس الوطني، كما نصب المزيد من الأسوار حول المبنى ونصبت أسوار أخرى في محيط مبان حكومية، خوفاً من أعمال عنف، فيما كشف عضو الكونغرس الأمريكي الجمهوري بيتر مايجر أن مخاوف زملائه من تعرضهم لمخاطر أمنية على خلفية التوتر الجاري ببلادهم دفعهم إلى اتخاذ احتياطات أمنية إضافية غير مسبوقة تحسبا للطوارئ.
وأوضح بيتر مايجر، في حديث إلى القناة التلفزيونية الأمريكية “آم آس آن بي سي”، أن التخوف من حدوث أعمال عنف، كالتي وقعت مؤخراً باقتحام مبنى الكونغرس في واشنطن، يدفع أعضاء هذه المؤسسة التشريعية إلى اقتناء سترات واقية من الرصاص وتغيير سلوكهم اليومي حتى لا يكونوا فريسة سهلة للمتربصين المحتملين بهم.
وقال بيتر مايجر: إن “العديد منا يقوم بتغيير روتينه اليومي والعمل على حيازة السترات الواقية، التي تعد نفقات قابلة للتعويض من طرف الكونغرس”، مضيفا أنه “من المحزن أننا وصلنا إلى هذا الحد، غير أن توقعنا هو أن شخصا ما قد يحاول قتلنا”.
وأكد عضو الكونغرس الجمهوري لصحيفة “ديترويت فري برس” أنه شخصياً قد اقتنى سترة واقية من الرصاص، وهناك بين زملائه من يعمل على تأمين سلامته بواسطة فريق من المرافقين الذين يسهرون على حمايتهم، خصوصا أثناء الأسفار.
في موازاة ذلك، قدمت النائبة عن الحزب الديموقراطي نيكيما ويليامز مشروع قانون من شأنه أن يمنع الرئيس دونالد ترامب من دخول مبنى الكابيتول مدى الحياة.
إجراءات أمنية غير مسبوقة منذ هجمات 11 أيلول
وبسبب المخاوف الأمنية، نقلت صحيفة “بوليتيكو” عن مصدرين مطلعين قولهما: إن تدريباً على مراسم تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، قد تأجل إلى يوم الاثنين، وأشارت الصحيفة إلى أن التدريب كان مقرراً يوم الأحد، وذلك بالتزامن مع نشر أكثر من عشرين ألف عنصر من الحرس الوطني للمساعدة في ضبط الأمن.
وأفادت وسائل إعلام مختلفة، منها شبكة CNN، بأن الخدمة السرية (وهي الجهة المعنية بضمان الأمن خلال حفل تنصيب بايدن) قررت إغلاق متنزه ناشونال مول (الذي يجتمع فيه عادة آلاف المواطنين خلال حفلات التنصيب) بالكامل، ما يعد إجراء غير مسبوق.
وذكرت قناة “abcnews” أنه تم تعزيز الأمن حول العاصمة إلى مستوى غير مسبوق، حيث تم تحصين مبنى الكابيتول بسياج يبلغ ارتفاعه 7 أقدام مغطى بأسلاك شائكة وخلفه المئات من رجال الحرس الوطني المسلحين، وقالت: إن مكتب التحقيقات الفدرالي FBI اتخذ إجراء غير مسبوق منذ هجمات 11 أيلول 2001 وأصدر مذكرة داخلية تحذر من أن مجموعة مسلحة تعتزم اقتحام المقار الحكومية في كافة الولايات الـ50 احتجاجا على تنصيب بايدن، لافتة إلى أن عناصر مسلحين ينوون التوجه إلى واشنطن في 16 كانون الثاني.
وأُعلن في وقت سابق، أن بايدن لن يتوجه إلى حفل تنصيبه رئيساً للبلاد في العاصمة واشنطن بالقطار كما هو مخطط، وذلك بسبب مخاوف أمنية وفق وسائل أعلام أميركية.
في هذا السياق، أعلن كريستوفر راي مدير مكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي (إف. بي. آي)، أن المكتب يتحرى أفراداً من المحتمل أن يهددوا تنصيب الرئيس المنتخب وربما يتطلعون إلى تكرار العنف الذي شهده الكابيتول الأسبوع الماضي.
وفي إحاطة بخصوص تأمين مراسم التنصيب، أعرب راي عن قلقه من إمكان حدوث العنف في الكثير من التظاهرات المخطط لها في واشنطن وأمام مباني الكابيتول في الولايات. وكشف عن اعتقال نحو مئة شخص فيما يتعلق بالهجوم على مبنى الكونغرس الأسبوع الماضي.
يأتي ذلك فيما حذر مسؤول أميركي كبير من أن الجيش الأميركي شهد زيادةً في التطرف على مدار العام الماضي من دون أن يقدم بيانات عن نطاق تلك الزيادة.
المسؤول الذي لم يكشف عن اسمه لفت إلى ارتفاع عدد البلاغات عن التطرف داخل الجيش، قائلاً إن الزيادة ترتبط بما يشهده المجتمع الأميركي.
ورجحت وكالة “رويترز” أن يخضع الأمر لتدقيق متزايد ولا سيما بعد اقتحام مؤيدين للرئيس ترامب مبنى الكونغرس الأسبوع الماضي.
في غضون ذلك، اعتبر المسؤول في هيئة مكافحة الإرهاب في نيويورك جون ميلر أن الولايات المتحدة تحتاج إلى قوانين جديدة في مواجهة الخطر الذي يمثله المتطرفون و”الإرهابيون في الداخل”. وأضاف “ليس لدينا قوانين ضد الإرهاب الداخلي مقارنة بما لدينا ضد الإرهاب الدولي”.
ميلر لفت إلى أنه “نحن كأميركيين كنا مترددين كثيراً في تعطيل أنشطة يحميها الدستور. لكن أظن أنه ينبغي علينا إعادة تقييم المسألة بالنسبة للمجموعات التي تنشط في الولايات المتحدة”، وأكد أنه “لا ينبغي علينا أن نمرّ بقائمة من المواد القانونية للعثور على تلك التي تتوافق مع جنحة ما. يجب أن يكون ثمة نصّ شامل يتطرق إلى منظمات الإرهاب الداخلي”.