رداً على الخطوات الأمريكية.. روسيا تنسحب رسمياً من اتفاقية “السماء المفتوحة”
أعلنت وزارة الخارجية الروسية اليوم انسحاب روسيا رسمياً من اتفاقية (السماء المفتوحة)، وذلك بعد أن غادرتها الولايات المتحدة من جانب واحد العام الماضي.
وأكدت الوزارة في بيان أن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاقية في الـ 22 من تشرين الثاني الماضي “جاء بذرائع واهية ونسف توازن مصالح الدول الأطراف في الاتفاقية وألحق ضررا كبيرا بفعاليتها وقوض دورها كآلية لتعزيز الأمن والثقة”.
ولفت البيان إلى أن الجانب الروسي طرح مقترحات جوهرية تتماشى مع البنود الأساسية للاتفاقية بهدف إنقاذها من الانهيار في الظروف الجديدة لكنها للأسف لم تحظ بدعم حلفاء الولايات المتحدة.
وأضاف البيان “في ظل غياب تقدم في إزالة العوائق التي تحول دون استمرار سريان الاتفاقية في الظروف الجديدة تم تفويض وزارة الخارجية بالإعلان عن بدء الإجراءات الداخلية في سبيل انسحاب روسيا من اتفاقية السماء المفتوحة ولدى استكمالها سيتم إبلاغ جهات الإيداع بذلك”.
قسطنطين كوساتشوف رئيس لجنة مجلس الاتحاد الروسي للشؤون الدولية، قال بدوره إنه كان لا يزال من الممكن إنقاذ معاهدة الأجواء المفتوحة بعد مغادرة الولايات المتحدة لها، لو كان لدى حلف الناتو الإرادة للقيام بذلك، وليس روسيا فقط.
وكتب كوساتشوف على صفحته على “فيسبوك”: “أكدت وزارة الخارجية الروسية أن بلادنا بدأت إجراءات الانسحاب من معاهدة الأجواء المفتوحة. الأخبار متوقعة تماماً. اسمحوا لي أن أذكركم بأن الولايات المتحدة كانت أول من انسحب من المعاهدة. ولكن كان لا يزال من الممكن إنقاذها، لو لم تكن هذه إرادة روسيا وحدها، ولكن أيضاً أطرافاً أخرى في الاتفاقية وخاصة من الناتو”.
واعتبر السيناتور الروسي أن “اللوم فيما يحدث، وهذا سيناريو مؤسف للغاية، يقع بالكامل على عاتق الولايات المتحدة وحلفائها في الناتو”.
وتسمح الاتفاقية التي تضم أكثر من 30 دولة بتحليق طائرات مراقبة غير مسلحة في أجواء الدول الأعضاء بهدف تعزيز التفاهم المتبادل والثقة لمنح جميع الأطراف دوراً مباشراً في جمع المعلومات عن القوات العسكرية والأنشطة التي تهمها.
و(السماء المفتوحة) ثالث اتفاقية دولية في مجال الرقابة على الأسلحة التي تنسحب منها إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب والتي سبق أن تركت عام 2018 الاتفاق النووي مع إيران ثم خرجت العام الماضي من معاهدة التخلص من الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى المبرمة مع موسكو عام 1987 كما أصبحت اتفاقية “ستارت الجديدة” التي تنقضي فترة سريانها في شباط القادم على وشك الانهيار أيضا رغم مبادرة موسكو لتمديدها عاما إضافيا.
هذا وأكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن سياسات الولايات المتحدة هي سبب تدهور العلاقات مع روسيا مشيرة إلى أن محاولات واشنطن إجراء حوار مع موسكو تحت الترهيب والتهديد أمر غير مجد.
وقالت زاخاروفا للصحفيين اليوم: “روسيا تدرك مخاطر تدهور العلاقات إلا أن المسؤولية في هذه الحالة تقع على عاتق الأمريكيين” مؤكدة أن موسكو لا تقبل إجراء حوار مع واشنطن تحت التهديد والترهيب بهدف تحقيق تنازلات أحادية الجانب.
وأشارت إلى أن الولايات المتحدة تعاملت مع روسيا كـ “عدو” واتخذت خطوات غير ودية تجاهها ما أدى إلى تعميق الأزمة في العلاقات الثنائية داعية الإدارة الأمريكية الجديدة إلى إيلاء الاهتمام اللازم لمقترحات موسكو بخصوص الكثير من القضايا الثنائية والدولية ولا سيما ما يتعلق بنشر الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى الأمر الذي من شانه المساعدة في منع حدوث أزمة أمنية جديدة في أوروبا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ.
وحذرت زاخاروفا من إمكانية سعي الإدارة الأمريكية المنتهية ولايتها لمنع الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن من استئناف الحوار مع روسيا حول الأمن السيبراني.