أريج بوادقجي: آمل أن تخرج الانتخابات بفريق متناغم
تنتظرُ رئيسة تحرير مجلة “شامة” أريج بوادقجي فريقاً ذا فكر استراتيجي مبادر ويمثلها بحضارة في الدورة الجديدة لانتخابات اتحاد الكتّاب العرب، وليس ذا فكر حرفيّ منغلق يقوقع الاتحاد على نفسه، ويقف عند وجه لغوي، يتشبّث به، ويحوّل جلسات جمعيات الاتحاد إلى جلسة للتدقيق اللغوي والتبخيس بجهد الآخر. وعن المؤتمر الذي سينعقد قالت بوادقجي:
اتحاد الكتّاب العرب هو الجهة الحاضنة للكتّاب والمثقفين السوريين، وبالتالي الجهة الرسمية الممثلة لهم، والتي تضمن لهم حقوقهم الآنية والمستقبلية، وفي المقابل تضمن واجباتهم، وتضمن أيضاً عدم اعتناق المتسلقين لصفة كاتب. ومن وجهة نظري علينا ألا نستهين بهذه المهمّة أبداً، فحاضنة الكتّاب والمثقفين السوريين، هي حاضنة الفكر السوري، وهذا الفكر لن يكون سليماً معافى إن لم يُحتضن، ويُنتقى، ويُشجّع، ويدرّب، ويتبادل الخبرات، وتذلّل أمامَه الصعوبات، وفي النهاية يقدّر.
أما الآن فآمل أن ينتج عن هذه الانتخابات فريق متناغم، يحمل مشروعاً فكرياً ويسعى إليه، بعيداً عن أي مصلحة أخرى، وبعيداً عن أي أنا متضخمة. هذا المشروع الفكري يبدأ من الاهتمام بالكاتب المنتمي لهذه المنظمة العريقة، بدءاً من انتسابه، ووضع معايير عالية للانتساب تحفظ لقب كاتب من كل متسلق لا يصلح لأن يكون قدوة على المستوى الفكري، وصولاً إلى الاهتمام بالكاتب بعد تقاعده وحفظ ماء وجهه براتب تقاعدي مقبول وضمان صحي أسوة بباقي المهن والنقابات، ومروراً بتأمين أجواء مريحة له تضمن جواً اجتماعياً صحياً ومتناغماً بين الكتّاب، من خلال تأمين مكانٍ ذي سمة ثقافية لاستراحة الكتّاب القادمين من باقي المحافظات، وتأمين مكتبة عامة لتبادل الكتب خاصة بالمنتسبين إلى الاتحاد.. وما إلى ذلك من تفاصيل.
أضف إلى ذلك أن هذا المشروع الفكري لا يمكن أن يكون منفصلاً عن الواقع، وعن كل فئات المجتمع صغاراً وكباراً، مثقفين وغير مثقفين، بل نابع منه، كيف لا ونحن أحوج ما نكون إلى الفكر حالياً. وذلك لا يمكن أن يتمّ من دون فريق مبادر، أثبت جدارته على الأرض، مرات ومرات، فريق منفتح على المجتمع ويسعى إلى تنميته وتمكينه، فلاتحاد الكتّاب العرب رسالة فكرية لا يمكن التغاضي عنها.
والأمثلة على ذلك كثيرة، فعلى سبيل المثال تنشيط دور جمعية أدب الأطفال في اتحاد الكتّاب العرب، ومنحها المزيد من الإمكانيات والصلاحيات لتنفيذ أنشطة خاصة بالطفل، والتي نحن أحوج ما نكون إليها، إضافة إلى رفع سوية منشورات الطفل الصادرة عن الاتحاد، وزيادة عدد نسخها لتصل إلى أكبر عدد ممكن من الأطفال السوريين.
من جهة ثانية جمعية البحوث والدراسات، باعتقادي نحن أحوج ما نكون لهذه الجمعية لوضع خطة وطنية للدراسات والبحوث التي يحتاج إليها المجتمع والمؤسسات للنهوض بالواقع الحالي، وبهذه الطريقة يكون الاتحاد منتجاً وفاعلاً، بعد أن قطع شوطاً في التنسيق والتشبيك مع مختلف المؤسّسات والمنظمات، لمعرفة احتياجاتها، ورفدها بالبحوث اللازمة، سواء أكانت هذه الجهات إعلامية أم ثقافية أو حتى اقتصادية.
جمان بركات