“غابة الأصدقاء” تروي ظمأ الأطفال
دير الزور – مساعد العلي
روت مسرحية “غابة الأصدقاء” التي قدّمت أول عروضها الخمسة على خشبة المسرح الثقافي بدير الزور عطش أطفال المحافظة الذين تاقوا لمسرح طفولي يلامس مدركاتهم وميولهم بعد أن غابت عنهم خشبة المسرح عشر سنوات بفعل الأزمة.
المسرحية تحدّثت عن الصدق والتعاون والصراع مابين الخير والشر، وذلك من خلال حيوانات أليفة متعاونة تحبّ بعضها، وصراعها مع الذئب الشرس الذي يهاجمها بشكل دائم، ومن خلال كل ذلك يتمّ التركيز على القيم في بناء شخصية الطفل.
مخرج العمل علاء العبيد قال: حاولنا عبر المسرحية ومضمونها تقديم شيء يلامس شغاف قلوب الأطفال عبر مضمون المسرحية الذي يهدف إلى بثّ روح التعاون والتشاركية بين الأطفال.
وقال غسان رمضان مصمّم الملابس: التركيز على تفاصيل العمل الغاية منه تقديم رؤية مختلفة من حيث تصميم الملابس ومعرفة كل شخصية ودورها، حيث استطعنا أن نضع الشخصيات في جو العمل، وهذا في الوقت نفسه يستهوي الأطفال الذين يعشقون هذا النوع من المسرحيات.
أحمد العلي مدير الثقافة قال: لابد من إعادة تحريك عجلة المسرح من جديد عبر فرقة ماري للفنون المسرحية والتي جسّدت العمل، وأضاف: خشبة المسرح الثقافي كان لها حضورها وقدمت أعمالاً كثيرة وتركت بصمة وأثراً في مفردات الحياة المسرحية والثقافية، لكن الفكر الظلامي عمل على إجهاض مكونات الثقافة، غير أننا استطعنا أن نعود بالفعل الثقافي لنعيد تشكيل البنى التحتية للمسرح ولباقي الفنون الثقافية المختلفة، وأهمية مسرح الطفل تأتي من كونه نشاطاً جمالياً يفيد في تنمية الثقافة العامة وزيادة الخبرات والمهارات والمعلومات، فضلاً عن ترسيخ التجربة وإغناء سمات شخصية الطفل.
وعن مسرح الطفل قال د. محمد فارس رئيس نادي الفتوة الاجتماعي: هو مسرح بنّاء وحقيقي له أهدافه وخصوصيته بكل مفرداته وعناصر عمله، فالخطاب المباشر الذي يتلقاه الطفل يكون متمثلاً بالقيم التي تبثها الشخصيات عبر الحوارية فيما بينها وعبر الحركة على خشبة المسرح، ومن هنا نستطيع القول إن مسرحية “غابة الأصدقاء” كان لها أثرها الواضح من خلال تفاعل الأطفال معها.
بدورها قالت الكاتبة والأديبة نجلاء النايف: مسرح الطفل عمل إبداعي بطبيعته، وهو في الوقت نفسه اختزال للثقافات والمفاهيم والقيم والطموحات المستقبلية ومجموعة الإنتاجات الأدبية المقدمة للأطفال، التي تراعي خصائصهم وحاجاتهم ومستويات نموهم، حيث لامس العمل الذي تمّ تقديمه ذلك الشعور الطفولي الذي نريد أن يصل إلى أذهان أطفالنا ويوسع مداركهم.
وأكد الفنان الضوئي جمعة سليمان أن مسرح الطفولة يهدف إلى تنمية معارف الأطفال، وتقوية محاكماتهم العقلية، وإغناء حسهم الجمالي والوجداني اعتماداً على اللغة الخاصة بالأطفال، سواء أكانت كلاماً أم كتابة أو صورة أو موسيقا أو تمثيلاً.
بدوره قال مدرّس اللغة العربية أسعد جميدة: جاء البناء الفني للمسرحية محاكياً للطفل كونه المتلقي الذي تستهويه بطبيعة الحال هكذا نصوص عبر المشافهة التي تلامس الأشياء الملموسة والمحسوسة وتفضي بالتالي إلى القيم والمفاهيم المجردة.
يُذكر أن “غابة الأصدقاء” تأليف وإخراج علاء عبد الحكيم العبيد، واستشارة إخراجية عبد الحميد عزاوي، ومساعد مخرج محمد جنيد، وتصميم الديكور مازن علوش، وشخصيات العمل: “أرنوبة– نعمات الحبش”، “الدجاجة– كوثر مضحي”، “الديك– محمد صادق فياض”، “أرنوب– عبد الرحمن حنيش”، “الكلب سمروك– عمار الشيخ”، “الدب سمسم– محمد جنيد”، “الذئب– عبد الرحمن شلاش”، والأغاني من كلمات صادق فياض وألحان وتوزيع كمال الصلال ومشرف الصوت الفنان خالد شخيلان.