“مهرجان العسل” يصدح بالصخب والموسيقا ويلسع بالصعوبات والهموم
دمشق- محمد ديب بظت
لم تخرج أجواء مهرجان العسل السوري الثاني الذي أقيم في مدينة الجلاء الرياضية عن صخب الموسيقا والتصوير والألعاب النارية، والجولات التفقدية القصيرة التي قام بها وزير الزراعة ومعاونه على مراكز منتجي النحل، لتطغى المراسم الاحتفالية، كما يقال، أكثر من أن تكون تسليطاً للضوء على هموم النحالين.
ابتكار بانتظار
وحول سؤال “البعث” عن أبرز المشاكل التي يعانيها قطاع النحل، وإمكانية تخطيها، أوضح معاون وزير الزراعة لؤي أصلان أن الوزارة ستدرس الصعوبات المتواجدة، وستضع مقترحات لها ضمن رؤية تأخذ بعين الاعتبار الجانب المادي والزمني على أسس علمية وموضوعية. ووصف أصلان صعوبات هذا القطاع بأنها لا تبتعد كثيراً عن الصعوبات التي تعترض أية عملية إنتاجية في سورية.
وخلال جولة في المهرجان، عرض عدد من النحالين ابتكاراتهم التي تساعد على تخطي العوائق “الطبيعية” المفروضة عليهم، حيث صمم النحال أمين قابقلي جهاز تقطير قادراً على استخلاص الزيوت والمياه المقطرة، وخلية لها آلية معينة قادرة على حفظ النحل مدة 17 ساعة، ويستطيع من خلالها إنتاج حاضنة تدعم منحلاً مكوناً من مئة خلية، وأشار معاون الوزير إلى أن ذلك الاختراع سيعرض على المكتب الهندسي في الوزارة.
دعم معنوي؟
ورصدت “البعث” بعض العوائق التي تواجه النحالين، إذ اعتبر قابقلي أن هناك بعض المشاكل كعدم التنسيق مع المزارعين، وسرقة وموت النحل في المراعي، إضافة إلى عدم قدرة النحال على دعم المنحل، مشدداً على ضرورة أن يكون قطاعه كغيره من القطاعات الزراعية من حيث المخصصات، موضحاً أن دعم الوزارة يكون معنوياً أكثر منه مادياً، وطالب بفتح باب القروض أمام النحال، وتأمين مخصصات علفية من الوحدات الإرشادية، في حين قال جلال قاسو: إن هناك صعوبة بالترحال والمراعي، ناهيك عن وجود الأعسال المغشوشة في السوق، ما يحد من عملية البيع التي تأثرت أيضاً بفعل ضعف قدرة المستهلك الشرائية.
بدورها أوضحت عضو اتحاد النحالين العرب “أمانة سورية” إيمان علي أن مهرجان العسل الثاني يشمل أجنحة لمنتجي العسل والمهن المرتبطة بتربية النحل كالبدلات وصناعة الخلايا الخشبية، منوّهة إلى أهمية المهرجان ودوره كقناة تواصل مباشرة بين المستهلك والبائع أو منتج العسل، وختمت حديثها بالإشارة إلى العوامل الصعبة التي يواجهها العاملون في قطاع النحل مثل ارتفاع تكلفة الوقود نظراً لاعتماد النحال على ترحيل الخلايا، وغلاء بعض مواد التغذية.
مجرد مهرجان!
في النهاية يأمل النحالون بإيجاد حلول من شأنها تطوير قطاعهم، ويجب أن يكون هذا المهرجان انطلاقة حقيقية للمسؤولين عن القطاع الزراعي بغية تخطي الحال الصعب الذي يعيشه النحال، علاوة على محاولة الاستفادة المثلى من الموارد المادية التي من الممكن أن يرفدها هذا القطاع لصالح الناتج المحلي العام، لا أن يكون مجرد مهرجان دعائي فحسب، والسؤال المهم: هل تتم الاستفادة من أجهزة الاختراع للنحالين، أم هي سلسلة وعود تضرب على مسامع وسائل الإعلام والنحالين؟.