أميركا تعود إلى “الصحة العالمية”.. واعتماد لقاح “سبوتنيك V” يتزايد عالمياً
في وقت تنتشر النسخة البريطانية المتحوّرة من فيروس كورونا في العالم، أعلنت الإدارة الأميركية الجديدة العودة إلى منظمة الصحة، وعن نيتها “الإيفاء بالتزاماتها المالية حيال المنظمة” وفق ما قال خبير الأمراض المعدية أنتوني فاوتشي، أثناء اجتماع للمجلس التنفيذي في الوكالة الأممية في جنيف، فيما انضمت اليوم الإمارات وهنغاريا إلى قائمة الدول التي اعتمدت رسميا “سبوتنيكV” الروسي، أول لقاح مضاد لعدوى كورونا على مستوى العالم جرى تسجيله رسمياً.
وفور تنصيبه، حذّر الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن، من أن بلاده ستدخل في “المرحلة الأكثر فتكاً” للفيروس، في وقت تخطّت حصيلة الوفيات الناجمة عن “كوفيد-19” في الولايات المتحدة، عدد قتلاها العسكريين خلال الحرب العالمية الثانية.
وبعد أقلّ من 24 ساعة على تنصيبه، أمر بايدن فوراً بعودة الولايات المتحدة إلى منظمة الصحة العالمية، بعد أن قرر سلفه ترامب سحب بلاده منها عام 2020، ووقع مرسوماً يجعل وضع الكمامات والتباعد الاجتماعي الزاميين للموظفين الحكوميين الأميركيين، الذين يعملون في المباني الفدرالية.
وبلغ عدد الوفيات في الولايات المتحدة 405 آلاف و400 منذ بدء تفشي الوباء. وهي الدولة التي تسجّل أكبر عدد وفيات جراء الوباء في العالم وأكبر عدد إصابات أيضاً (أكثر من 24,4 مليوناً).
كورونا البريطانية
وتواصل النسخة البريطانية المتحوّرة من الفيروس تفشيها في العالم حيث رُصدت في 60 دولة ومنطقة على الأقلّ حتى الآن، وتثير قلق عدد كبير من الدول. وهي أكثر عدوى من الفيروس الأصلي سارس-كوف-2. وكانت منتشرة في خمسين دولة في 12 كانون الثاني الجاري، وباتت موجودة في 60 دولة ومنطقة على الأقلّ حتى الآن، وفق منظمة الصحة العالمية.
منظمة الصحة العالمية قالت: إنّ النسخة المتحوّرة الثانية، التي ظهرت للمرة الأولى في جنوب إفريقيا، ويعتقد أنّها أكثر عدوى من النسخة البريطانية إلا أنها تنتشر بشكل أبطأ، رُصدت في 23 دولة ومنطقة لغاية اليوم، بزيادة ثلاث دول عن العدد الذي سجل في 12 كانون الثاني الجاري.
النسخة المتحورة في جنوب إفريقيا تطرح مشكلة أخرى، إذ أكدت العديد من الدراسات الجديدة أنه، على عكس النسخة البريطانية، يبدو أنها أقل تأثراً باللقاحات الموجودة حالياً.
وأشارت المنظمة إلى أنها تراقب انتشار نسختين أخريين ظهرتا في البرازيل وهما “بي1” التي رصدت في ولاية أمازوناس وعثر عليها أيضاً في اليابان لدى أربعة أشخاص آتين من البرازيل، ونسخة متحورة أخرى.
وفي ماناوس بولاية الأمازون البرازيلية، صدم الأطباء بضراوة الموجة الثانية التي تسببت في جعل المستشفيات تبلغ طاقتها الاستيعابية القصوى، وتواجه نقصا كبيراً في الأكسيجين.
كما تبدو سرعة تدهور الحالة الصحية للمرضى أمراً مثيراً للدهشة. وقال الدكتور روي ابراهيم: “ريثما تصل سيارة الاسعاف الى منزل المريض، يكون قد توفي”.
لقاحات كورونا
وحتى اليوم أطلقت 60 دولة ومنطقة على الأقل، تضمّ 61% من سكان العالم، حملات تلقيح وفق تعداد أعدّته وكالة فرانس برس. لكن 90% من الجرعات التي تمّ حقنها تتركز في 11 دولة.
وفي أوروبا الغربية، لا يزال التخفيض المؤقت والتأخر في عمليات تسليم جرعات لقاح فايزر/بايونتيك، يثير الجدل. فتعتزم إيطاليا “في الأيام المقبلة” اتخاذ تدابير قانونية ضد مختبر فايزر. وستخفّض الدنمارك أهدافها للتلقيح في الفصل الأول من العام بنسبة 10%.
من جهتها، أعلنت بنغلادش أن عمليات التلقيح الأولى ضد “كوفيد-19” ستبدأ الأسبوع المقبل، بعدما تسلمت مليوني جرعة من لقاح “استرازينيكا” في إطار برنامج هبات من حكومة الهند إلى الدول المجاورة.
وفي المقابل أعلن رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين، تخفيف قيود مكافحة كورونا في العاصمة الروسية، اعتباراً من اليوم الجمعة، مؤكداً نجاح حملة التطعيم، وأضاف: إن “الوضع المتعلق بانتشار العدوى يوحي ببعض التفاؤل الحذر”، موضحاً أن عدد الإصابات اليومية الجديدة تتراوح بين 2000 و4000 إصابة يوميا الأسبوع الماضي، “يعني أقل بشكل واضح مما كان عليه في كانون الأول الماضي”.
هذا وتزايدت مؤخرا وتيرة اعتراف الدول باللقاح الروسي الأول في مختلف قارات العالم، على الرغم المنافسة الشديدة من قبل منتجين كبار في الولايات المتحدة وبريطانيا والصين.
وكانت العديد في دول في أمريكا اللاتينية قد أجازت رسميا استخدام لقاح “سبوتنيكV” منها، الأرجنتين وبوليفيا وباراغواي وفنزويلا، فيما انطلقت عمليات إنتاج اللقاح في البرازيل وهي مرشحة للتوسع لتغطية احتياجات دول المنطقة.