“وماذا بعد؟”.. محاضرة سياسية في دمشق
دمشق- ريناس إبراهيم:
بدعوة من اللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني، وتحالف القوى الفلسطينية ومؤسسة القدس الدولية-سورية، قدّم الرفيق الدكتور مهدي دخل الله عضو القيادة المركزية للحزب محاضرة بعنوان “وماذا بعد؟”، أشار خلالها إلى المحاضرة تهدف إلى شرح الصورة والمعطيات القادمة وفقاً لمعلومات متوفّرة، وليس بناء على آراء ومواقف، أي أنها جاءت كتشخيص للواقع دون طرح حلول أو خطوات عمل، مؤكداً أن العلم يعتمد على تقديم المعلومات والمعطيات المتاحة دون تقديم احتمالات أو ترجيحات ليترك للأشخاص مهمة اختيار القرار المناسب، وخيارنا الأفضل هو الاستمرار بالمقاومة ورفض التطبيع الذي قبلت به أنظمة عربية.
وعن التطبيع، أكد الرفيق دخل الله أن ما حصل ليس تطبيعاً فحسب، وإنما هو اتفاق تعاون وصداقة في كافة المجالات الدبلوماسية والاقتصادية والرياضية والسياحية وغيرها، مؤكداً أن هدف ذاك التطبيع هو ضرب محور المقاومة، وخاصة إيران، فدول الخليج ترى في الجمهورية الإيرانية عدواً لها، وتحاول شيطنتها بدعم صهيوأميركي، لذلك رأت في كيان الاحتلال مهرباً.
وعن التطورات على الساحة الأميركية وفوز جو بايدن الديمقراطي بالرئاسة، قال دخل الله: “على ما يبدو إن بايدن لن يبني على ما تركه ترامب، وإنما سيبني على ما ترك أوباما”، لافتاً إلى أن سبب استهداف سورية لم يكن لما أسموه “إنهاء النظام”، وإنما لثني سورية عن دورها المقاوم في المنطقة، وإن ما جعلهم يتراجعون عن ذلك هو أن في سورية شعب يلتف حول قيادته وجيشه، وشدد على أن السوريين من أكثر الشعوب التي وقفت على مر التاريخ ضد المخططات الاستعمارية، مبيناً أن قوة الدولة السورية تكمن في أنها تعبّر عن شعبها، فالقوى المعادية لم تستطع خلال الأزمة التي مرت بها سورية تغيير نهج الدولة السورية لأن قوتها نابعة من الشعب الذي يؤيدها.
وتحدّث الرفيق دخل الله عن الفرق بين طريقة تفكير وسياسات الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الولايات المتحدة، والصراع بين الليبرالية التقليدية والليبرالية الجديدة، وشدّد على أن الرئيس الأمريكي المنتخب بايدن سيتجه نحو ثلاثة مسارات في سياساته أولها تأجيج التوترات مع إيران، وثانيها مواصلة ادعاء مكافحة الإرهاب، وآخرها ادعاء دعم مفاوضات اللجنة الدستورية في جنيف، وسيواصل لتحقيق أهدافه التخريبية في المنطقة دعم القوى الانفصالية وتمويلها، مثل ميليشيات “قسد”، لخلق مشكلات ونزاعات مستمرة.
في مداخلاتهم، طرح العديد من المشاركين تساؤلاتهم حول الأوضاع الراهنة والمحتملة على ساحة العلاقات الدولية وفي المنطقة، مؤكدين أن نهج المقاومة هو السبيل الأنجع لإفشال المؤامرات.
حضر اللقاء مدير عام مؤسسة القدس الدولية الدكتور خلف المفتاح وعدد من أعضاء اللجنة وقادة وممثلي الفصائل الفلسطينية والأحزاب الوطنية السورية والفلسطينية وفعاليات اجتماعية وثقافية.