“كوفيد 19” يوسّع الهوة بين الدول الغنية والفقيرة.. وتحذيرات من احتكار اللقاحات
شكل وباء كورونا أزمة كارثية على الدول الأكثر فقراً في العالم، ففي العام الماضي ارتفع عدد الأشخاص الذين يعيشون في فقر مدقع للمرة الأولى منذ عقدين، بمقدار 90 مليونا، وفقا للبنك الدولي، فيما كشفت دراسة جديدة أن الفشل في توزيع لقاح “كوفيد-19” على البلدان الفقيرة سيؤدي إلى دمار اقتصادي عالمي، وستتأثر البلدان الغنية بنفس القدر تقريباً مثل تلك الموجودة في العالم النامي.
وقالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية إنه في السيناريو الأكثر تطرفاً – مع تلقيح الدول الغنية بالكامل بحلول منتصف هذا العام، وإغلاق الدول الفقيرة إلى حد كبير- خلصت الدراسة إلى أن الاقتصاد العالمي سيتعرض لخسائر تتجاوز 9 تريليون دولار، وهو مبلغ أكبر من الناتج السنوي لليابان وألمانيا مشتركتين.
وفي سيناريو أكثر احتمالاً، حيث تقوم البلدان النامية بتلقيح نصف سكانها بحلول نهاية العام، سيستمر الاقتصاد العالمي في استيعاب ضربة تتراوح بين 1.8 تريليون دولار و3.8 تريليون دولار.
ووجدت الدراسة، التي أجرتها غرفة التجارة الدولية، أن استمرار انتشار الوباء في البلدان الفقيرة من المرجح أن يكون أسوأ بالنسبة للصناعات التي تعتمد بشكل خاص على الموردين في جميع أنحاء العالم، من بينها السيارات والمنسوجات والبناء والبيع بالتجزئة، حيث يمكن أن تنخفض المبيعات بأكثر من 5 في المئة.
وقد قام اقتصاديون بفحص البيانات التجارية عبر 35 صناعة في 65 دولة لتقييم الآثار الاقتصادية لتوزيع اللقاحات غير المتكافئ.
يأتي ذلك فيما ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن معدلات الوفيات أقل بكثير في البلدان النامية منها في البلدان المتقدمة، لكن الواقع الاقتصادي للوباء هو من يصنع الفارق.
ووفقا للباحثة في جامعة “ييل” بيني غولدبرغ وتريستان ريد من البنك الدولي، فإن البلدان الناشئة أصغر سنا وبالتالي أقل عرضة للتأثر: 2٪ فقط من سكان إثيوبيا و6٪ من البيرو تزيد أعمارهم عن 70 عاما، مقارنة بـ17.5٪ في إيطاليا.
أما بالنسبة للسمنة فهي أقل شيوعا في البلدان الناشئة، فهي تؤثر على 2٪ فقط من سكان فيتنام و1% من سكان غانا، بينما تؤثر على 36٪ من الأمريكيين.
ومن بين الأسواق الناشئة، يتوقع البنك الدولي أن ينمو نصيب الفرد من الدخل في شرق آسيا بنسبة 6.8% هذا العام.
في المقابل، تبدو التوقعات بالنسبة للمناطق الأخرى أكثر قتامة، إذ لا يتوقع البنك الدولي سوى 2.8% نمو للفرد في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي هذا العام، و2.1% في جنوب آسيا و0.1% في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، مما يتركهم جميعا خلف مستويات ما قبل الوباء.
وفي أمريكا اللاتينية وإفريقيا جنوب الصحراء، سيكون الدخل، في عام 2022، أقل مما كان عليه عام 2011، حسب تقديرات البنك الدولي.
وهذا يعني أن الفجوة بين البلدان الأكثر ثراء والعديد من البلدان الأكثر فقرا قد اتسعت خلال العقد الماضي، بدلا من أن تضيق.
إلى ذلك تصاعد الاستنفار الدولي لمواجهة السلالات المتحورة “الأكثر فتكا” من فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) عبر العودة للعزل التام أو تشديد الإجراءات الوقائية. وفيما اقترب عدد ضحايا الجائحة من 100 مليون عالميا، واصلت دول عديدة حملات التطعيم ضد الفيروس، حيث تواصل الاستنفار الدولي لمواجهة ظهور سلالات جديدة للفيروس، إذ أعلن كبير المستشارين الطبيين للحكومة الفرنسية أن بلاده قد تحتاج لتطبيق عزل عام ثالث ربما مع بدء العطلة المدرسية الشهر المقبل.
وقال جان فرانسوا دلفريسي، رئيس المجلس العلمي، الذي يقدم المشورة للحكومة بشأن التصدي للجائحة لمحطة “بي إف إم تي في” (BFMTV) “ربما نحتاج إلى التوجه نحو العزل. سواء كان ذلك يتطلب فرض قيود صارمة للغاية مثل القيود الأولى في آذار، أو تطبيق شكل أكثر ليونة مثل تشرين الثاني، فهذا قرار سياسي”.
من جهته، قال وزير الصحة البريطاني، مات هانكوك، إنه ليس من المؤكد تماما أن ارتفاع معدل الوفيات مرتبط بالسلالة الجديدة لفيروس كورونا؛ لكنه أكد أنها أسرع انتشارا.
ولم يستبعد هانكوك فرض قيود جديدة على الحدود؛ بسبب القلق من سلالات جديدة لم تكتشف بعد، مشددا على أن الطريق ما يزال طويلا أمام رفع الإغلاق العام، بسبب العدد الكبير للوفيات والضغط الهائل على المستشفيات.
فيما أفادت جامعة جونز هوبكنز الأمريكية بارتفاع إجمالي إصابات فيروس كورونا في العالم إلى أكثر من 99 مليون حالة، وإجمالي الوفيات إلى أكثر من 2.1 مليون وفاة.
وبحسب بيانات الجامعة بلغ إجمالي الإصابات بفيروس كورونا في العالم 99.152.014، وإجمالي الوفيات 2.128.721. وتصدرت الولايات المتحدة قائمة الدول من حيث عدد الوفيات جراء الفيروس عند 419204 حالات، وإجمالي الإصابات فيها بلغ 25.123.857. تلتها البرازيل في المرتبة الثانية من حيث عدد الوفيات عند 217037، وإجمالي الإصابات 8.844.577. في المرتبة الثالثة تأتي الهند بإجمالي وفيات 153339، وإجمالي إصابات 10.654.533. وفي المرتبة الرابعة المكسيك من حيث عدد الوفيات عالميا عند 149614، وإجمالي الإصابات عند 1.752.347. وفي المرتبة الخامسة بريطانيا بإجمالي وفيات عند 98129، وإجمالي إصابات 3.657.857.
وسادسا إيطاليا عند إجمالي وفيات 85461، وإجمالي إصابات 2.466.813. وفي المرتبة السابعة فرنسا بإجمالي وفيات عند 73190، وإجمالي إصابات عند 3.112.055. وفي المرتبة الثامنة روسيا بإجمالي وفيات 68397، وإجمالي إصابات عند 3.679.247. تلتها إيران بإجمالي وفيات 57383، وإجمالي الإصابات 1.372.977. وفي المرتبة العاشرة إسبانيا بإجمالي وفيات 55441، وإجمالي إصابات عند 2.499.560.
في غضون ذلك، أعلن الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور (67 عاما)، الأحد، أن نتيجة الاختبارات أثبتت إصابته بالفيروس، مشيرا إلى أن أعراضه خفيفة، وأنه سيبقى متفائلا. وكتب أوبرادور، الذي نادرا ما يضع كمامة في الأماكن العامة، والذي واصل معظم أنشطته خلال الجائحة “كما هو الحال دائما، أنا متفائل”.
وكان زعماء آخرون أصيبوا أيضا بالفيروس بينهم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، والرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، والبرازيلي جايير بولسونارو، والفرنسي إيمانويل ماكرون.
من جهته، أعلن وزير الخارجية التونسي، عثمان الجرندي، إصابته بالفيروس. وقال في تدوينة “أثبتت التحاليل التي أجريتها إصابتي بكوفيد-19، رغم اتخاذي لجميع الاحتياطات اللازمة، واحترامي للبروتوكول الصحي”.
وأضاف على صفحته في فيسبوك أن “ما يشعر به من أعراض قاسية للمرض، يجعله عاقدا العزم على توفير اللقاح لأبناء بلده”.