محطة جب رملة “تجود بالموجود”.. 4600كغ حليب يومياً!
دمشق- نجوى عيدة
تجتهد محطة جب رملة للأبقار في حماة لإعادة دورها وترميم “تصدعات” مهامها، وذلك ضمن الإمكانيات المتاحة، حيث تحمل في جعبتها “سلة” عمل موزعة على زراعة المساحات الخضراء ضمن أسوارها لتأمين علف الأبقار وتصنيع الأجبان والألبان لرفد السوق المحلية، إلا أن ما ينغّص هذا الجهد تقصير وزارة الزراعة اتجاه العمال والكهرباء واهتراء بعض الحظائر، إضافة لارتفاع أسعار الأدوية المراد بها علاج القطيع المريض.
ومع ذلك وصف المدير المكلف بإدارة المحطة محمد برهوم في حديثه لـ”البعث” الوضع في محطة جب رملة بالجيد بالنسبة لباقي المحطات، إذ بلغ عدد القطيع ٤٦٨ رأس بقر، منها ٢٤٤ حلوباً و١٨ جوافاً، والباقي قطيع نامٍ بأعمار مختلفة من شهر إلى البكاكير الحوامل الجديدة، مشيراً إلى أن “النامي” له أهمية كبيرة باعتباره أساس القطيع، ومن شأنه إنتاج بكاكير جديدة من عروق أجنبية ألمانية، مبيناً أن إنتاج المحطة من الحليب عبر ٢٢٢ رأساً يقارب الـ٤٦٠٠كغ بمعدل جيد جداً بالنسبة لأعداد الأبقار الحلوب، مع نية المعمل البدء بصنع الجبنة المشللة بأنواعها.
وأكد برهوم على جودة المنتجات ومنافستها للأسعار، وخاصة الجزء المتعلق بالنوعية بالنسبة لأي منتج آخر. ومن ناحية التسويق أشار المدير المكلف إلى وجود صالات خاصة بالمؤسسة العامة للمباقر في حماة، وصالة شارع بغداد في دمشق، إلى جانب صالات السورية للتجارة ضمن مدينة حماة ومحردة وسلحب والسقيلبية، حيث يتمّ فيها بيع كامل المنتج، إضافة إلى إيصاله مباشرة للمواطن عن طريق نافذة بيع ضمن المحطة، أي من المعمل إلى المواطن مباشرة، في وقت تتحدّد كمية الحليب المستجرة من المحطة إلى المعمل أو كمية التصنيع بغزارة استجرار الصالات للمنتج، فإذا كانت نسبة استهلاك الصالات عالية يتمّ على إثرها تصنيع كميات كبيرة من الحليب، وما يزيد عن حاجة المعمل يتمّ بيعه للقطاع العام، وخاصة معمل ألبان وأجبان حمص. وخلال العام الحالي تجتهد المحطة ومعملها -بحسب برهوم- لتسويق أكبر كمية ممكنة من المنتجات، وتصنيع كامل كمية الحليب للمحطة من خلال توسيع الإعلان عن المنتج أو التعاقد مع قطاعات أخرى للتسويق.
وفيما يتعلق بشق اللحوم، أوضح برهوم أنه يتمّ بيعها مع ما يتمّ تنسيقه من أبقار إلى السورية للتجارة وفق عقود بين المؤسسة والسورية. وحاولت “البعث” الحصول على رقم يشير إلى الكلفة التقديرية لإعادة تأهيل المحطة والمبالغ المرصودة لتغطية نفقات علاج الأبقار وشراء الأدوية، لكن قوبل طلبنا بالرفض من قبل وزارة الزراعة بحجة أن الرقم لا يفيدنا بشيء!!.
وفيما يتعلق بالطاقة الإنتاجية لمعمل الأعلاف فإنها تصل -بحسب المدير المكلف- إلى ٥ أطنان في الساعة، وبعد استجرار المواد الأولية لتصنيع الأعلاف المركزة مثل الكسبة والشعير والنخالة والصويا والذرة من المؤسسة العامة للأعلاف يتمّ تصنيع من٢٣ إلى ٢٥ طناً أسبوعياً على شكل كبسولات وهي حاجة القطيع من المادة.
وعرج المدير على الدور المنوط بقسم الإنتاج الحيواني الذي يختص بتغذية القطيع وتركيب الخلطات العلفية، والإشراف على عمليات الحلابة وإنتاج الحليب واللحم، والقيام بفرز القطيع بناء على عالي الإدرار ومتوسطه وضعيف الإدرار، وتنظيم السجلات وبطاقات الأبقار وجميع ما يخصّ مراحل نمو القطيع بشكل عام، وبالتوازي مع ذلك تتمّ زراعة حقول المحطة والتي تبلغ مساحتها١٨٠٠ دونم بكافة المحاصيل العلفية، مثل القمح العلفي والشوفان والشيلم والقمح العلفي، وتقدّم بشكل مباشر وطازج للقطيع خلال الموسم الشتوي والربيعي ومنتصف الصيف، إضافة للأعلاف الخضراء التي تعتبر أهم عامل يعكس صحة القطيع وزيادة إنتاجه من الحليب وزيادة الإخصاب، علاوة على ذلك يقوم العمال بزراعة مساحة كبيرة من المحاصيل الحبية، كالقمح العلفي والشوفان لإنتاج البذار بغية زراعتها للمواسم القادمة وتغطية حاجة بعض المحطات من البذار للزراعة، وتتعدّى محطة جب رملة جملة هذه الجهود إلى تصنيع المواد العلفية كالسيلاج والدريس وحصد الأعلاف الخضراء وكبسها للشتاء، وخلال الصيف تزرع الحقول التي تقارب مساحتها الـ ٧٠٠ دونم بمحصول الذرة الهجين والبيضاء، وتقدم علفاً أخضر داعماً مباشراً للقطيع.
ومع كل ذلك ورغم حجم العمل فإن محطة جب رملة تعاني من عدة صعوبات سردها لنا برهوم بحاجة المحطة لرفدها ببكاكير جديدة بالتدريج بغية زيادة عدد القطيع، وقلّة الكادر الفني خاصة البيطري والسائقين وعمال الخدمة، إضافة لاهتراء بعض الحظائر بسبب قدمها وأرضياتها ما يسبّب عرج وتفسخ أقدام بعض الأبقار، إضافة إلى تأمين القطع للآليات وغيرها من السوق المحلية وغلاء الأسعار، وانقطاع التيار الكهربائي بشكل شبه دائم ما يزيد نفقات المازوت وغيره، إضافة لانعدام شبه كامل لطبيعة العمل للعمال رغم تماسهم المباشر مع الأمراض والأخطار، ما ينعكس على إنتاجهم وعملهم.