طهران: سنسوّي “تل أبيب” بالأرض إذا ارتكبت “إسرائيل” حماقة ضدنا
أعرب رئيس مكتب الرئيس الإيراني محمود واعظي، اليوم الأربعاء، عن قناعته “بغياب أيّ قدرةٍ لدى “إسرائيل” على شنّ حرب ضدّ إيران، ورأى أن “تصريحات قائد أركان قوات الاحتلال الإسرائيلي أفيف كوخافي، ليست سوى جزءٍ من حربٍ نفسيةٍ وبلا قيمة”، مؤكداً “استعداد الجيش الإيراني وحرس الثورة للتصدي لأي تحدّ”، وأضاف: إن بلاده “لا تنوي مهاجمة أي دولة”، وشدد على أن “طهران لن تتوانى في الدفاع عن نفسها، لافتاً إلى أن “إسرائيل” لم تعد تتحكم بالقرار الأميركي برحيل الرئيس السابق دونالد ترامب”.
كلام واعظي جاء تعليقاً على كلام رئيس أركان قوات الاحتلال الإسرائيلي أفيف كوخافي، الثلاثاء، الذي قال إن “قوة الردع الإسرائيلية زادت في وجه الدول التي تهدد أمنها”، موضحاً أن “هذه الدول ليست لها النية لشن هجمات ضدنا وكل عملياتها ضدنا تأتي في سياق الرد على نشاطات نقوم بها نحن”.
الكلمة التي ألقاها كوخافي، في المؤتمر السنوي لمعهد أبحاث الأمن القومي، أثارت اهتماماً وانتقادات في “إسرائيل”، لا سيما كلامه بشأن الملف النووي الإيراني، والرافض لعودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي من العام 2015، والذي لاقى انتقاداً مبطناً من وزير الخارجية غابي أشكنازي الذي دعا، في المؤتمر نفسه، إلى “عدم مواجهة الأميركيين بشكل علني”.
من جانبه، توّعد المتحدث الأعلى باسم القوات المسلّحة الإيرانية، العميد أبو الفضل شكارجي، “بتسوية تل أبيب وحيفا بالأرض إذا ما ارتكب الكيان الصهيوني حماقة تجاه إيران”، وقال: إن “الصهاينة غير مطّلعين على القدرات التي تملكها إيران وهي قدرات لم تظهر للعلن بعد، وجزء منها فقط تمّ الكشف عنه في المناورات”، مشدداً على أن “المناورات التي اجريناها عكست جانباً من قدراتها القتالية”.
وعن قوات الاحتلال الإسرائيلي، قال شكارجي: إن الأخيرة “جيش مهزوم ومفلس، وتلقّى الهزيمة مراراً في ميادين القتال، وفشل في مواجهة فصائل المقاومة في فلسطين ولبنان”، وأكّد أن “أي خطأ يرتكبه الصهاينة مع إيران سيسرّع انهيار كيانهم”، مضيفاً أنه “على الاسرائيليين ألا يفكروا بشيء أقل من انهيارهم”.
شكارجي قال إن “تصريحات رئيس أركان الكيان الصهيوني أوهام لا أكثر”، وأضاف “نقول للصهاينة بأنهم جربوا أنفسهم أمام قوات المقاومة”، واعتبر أن “تصريحات الكيان الصهيوني الأخيرة عن تدمير المنشآت النووية الإيرانية لم تكن سوى أوهام وأضغاث أحلام”، مؤكّداً أنه “على كيان الاحتلال إيقاف التظاهرات ضد نتنياهو قبل اطلاق التهديدات”.
إلى ذلك، أكد مندوب إيران لدى الأمم المتحدة مجيد تخت روانتشي أن تهديدات “إسرائيل” لبلاده ترمي إلى التستّر على ترسانتها النووية وتقويض الاستقرار في المنطقة، وقال في كلمة ألقاها خلال اجتماع للأمم المتحدة: “إن إيران لن تتردّد في الدفاع عن نفسها، وستردّ بقوّة على أيّ تهديد لأمنها القوميّ”، مشدداً على أن “إسرائيل تواصل الكذب والخداع واستخدام معلومات ملفقة لإظهار أن برنامج إيران النووي يشكل تهديداً للمنطقة”.
وأضاف: “إن الخداع عنصر أساسي في السياسة الخارجية لـ”إسرائيل”، وهي لم تفوت فرصة للقضاء على الاتفاق النووي”.
كلام روانتشي يأتي رداً على تصريحات رئيس أركان قوات الاحتلال الإسرائيلي أفيف كوخافي التي أكد فيها أن “إسرائيل تجدد خطط العمليات المرسومة لمواجهة إيران، وأن عودة الولايات المتحدة للاتفاق النووي الإيراني المبرم في 2015 ستكون خطأ”.
وفي وقت سابق، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن الحرب الاقتصادية التي شنها الأعداء على إيران فشلت وهي الآن تطوي صفحاتها الأخيرة.
وقال روحاني خلال اجتماع مجلس الوزراء الإيراني: “إن العالم وفي موقف موحد يطالب أمريكا بالعودة إلى التزاماتها ونحن على استعداد لتنفيذ التزاماتنا متى ما عادت الأطراف المقابلة إلى الالتزام بالاتفاق النووي والقرار الأممي 2231”.
ولفت روحاني إلى أن الظروف الاقتصادية لإيران اليوم تختلف بشكل كامل عما كانت عليه قبل شهر من الآن وهي تتجه نحو مزيد من التحسن خلال الفترة المقبلة.
في السياق، قال روحاني: “إنه إذا عاد الأوروبيون والتزموا بتعهداتهم في الاتفاق النووي، فإن إيران ستعود بعد ساعة واحدة إلى الالتزام بتعهداتها”.
بدورها، دعت روسيا الولايات المتحدة للعودة إلى تنفيذ التزاماتها بموجب الاتفاق النووي الموقع مع إيران دون شروط، مؤكدةً ضرورة عدم استغلال هذا الأمر ذريعة لمراجعة الاتفاق.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان: “هناك رسائل تأتي من الإدارة الأمريكية الجديدة تشير إلى نيتها التخلي عن نهج تقويض خطة العمل الشاملة المشتركة الخاصة بالاتفاق حول برنامج إيران النووي والعودة إلى تطبيق الالتزامات في إطار القرار 2231 الصادر عن مجلس الأمن الدولي”، مضيفةً: “هذه التصريحات لا يمكن إلا الترحيب بها في حال تعزيزها بإجراءات عملية”.
وتابع البيان: “ننطلق من أن عودة الولايات المتحدة إلى تطبيق التزاماتها ضمن خطة العمل الشاملة المشتركة يجب ألا تصبح موضوعاً للمتاجرة أو ذريعة لمراجعة الصفقة أو لفرض شروط إضافية على إيران أو باقي الدول الأطراف في الاتفاق”، مشدّداً على ضرورة الالتزام الصارم ببنود خطة العمل الشاملة المشتركة.