“ما في فرن” في أشرفية صحنايا؟
لم يهدأ بعد ضجيج الجولات الميدانية في محافظة ريف دمشق والتي شغلت بال الناس، ولاقت اهتماماً واسعاً في الأوساط الشعبية، على أمل أنها ستكون البداية المبشّرة للكثير من القرارات التي ستريح أهالي هذه المحافظة وتؤمّن لهم أبسط احتياجاتهم. ولكن يبدو أن “حسابات الحقل لم تتناسب مع حسابات البيدر” كما يُقال، فالانطلاقة كانت متعثرة بعبارة (ما في) التي مثّلت تراجعاً عن قرار توزيع 40 ليتر مازوت كما وعدت المحافظة تحت وابل من المبررات والتعقيدات التي التهمت فرحة الناس بهذا الوعد رغم ضآلة الكميات التي كانت ستصلهم فيما لو تحقّق (الوعد)!!.
ولاشك أن أهالي هذه المحافظة باتوا في دائرة الرضى والتسليم بأحوالهم وبعبارة (ما في كهرباء أو مازوت أو غاز أو بنزين أو طحين أو نقل، أو ما في واقع تربوي جيد..)، كباقي المحافظات، ولكن من الصعوبة أن يتقبلوا هذه العبارة (ما في قرار) بعد جولات ميدانية معلنة، ومنها ما قيل إنها مفاجئة ودُعمت بتصريحات ضمنية وعلنية على أن الأمور (عال العال)، وتسير في مسارات التحسّن والخدمات الناجزة، بينما الواقع يؤكد أن تلك الجولات انتهت كما بدأت دون توجيه أي تنبيه أو إنذار لعامل مقصّر أو موظف مخالف، ولم نسمع أيضاً بإعفاء رئيس دائرة أو معاون مدير أو محاسب أو رئيس مكتب فني أو رئيس بلدية أو مدير من مهمته!.
وهنا نسأل السادة في محافظة ريف دمشق: هل الجميع يؤدّون واجباتهم والمطلوب منهم كما ينبغي؟ وهل واقع المحافظة الخدمي أو بشكل عام يرضي أصحاب القرار بشكل يؤهل لمنح بطاقات الشكر وأوسمة الثناء، كما يتمّ خلال الاجتماعات ومجالس المحافظة بتقاريرها الذهبية التي تصرّ على تنفيذ الخطط المقررة وخدمة المواطنين بنسبة 150% على الأقل؟!.
ونحن إذ نلتمس العذر ممن هم في سدة القرار في محافظة ريف دمشق على طرح هذه القضايا والملفات، فذلك للتأكيد على أن الجميع يعمل كفريق واحد لخدمة المصلحة العامة وليس من أجل التقليل من شأن الجهود المبذولة أو الإساءة، وهمسة العتب هذه ليست سوى محصلة لصرخات الناس وأوجاعهم ومطالبهم في كل المناطق التي تحتاج المزيد من الجهود والقرارات التنفيذية العاجلة بدلاً من استمرار حالة النقص الكبير في الخدمات وسوء التنفيذ. وهنا نذكّر بقرار إقامة فرن في أشرفية صحنايا منذ سنوات، فإلى الآن لم يتمّ التنفيذ رغم الحاجة الماسة والكبيرة لإنجاز هذا المشروع المهم الذي أُوقف العمل فيه لتكون النتيجة (ما في فرن في أشرفية صحنايا!).
بشير فرزان