“قسد” تعتدي على المتظاهرين ضد ممارساتها في الحسكة بالرصاص الحي
الحسكة- إسماعيل مطر:
نفذ أهالي مدينتي الحسكة والقامشلي وقفتين احتجاجيتين رفضاً للحصار الذي تفرضه ميليشيا قسد الانفصالية، المدعومة من قوات الاحتلال الأمريكي اللاشرعي على مركز المدينتين، حيث قامت المليشيا بإطلاق الرصاص على المحتجين لتفريقهم ومنعهم من اقتحام الحواجز التي تنشرها على مداخل المدينة، كما اعتدت بالضرب على مصور قناة “السورية” بالقامشلي وحاولت اختطافه.
ففي الحسكة نظمت فعاليات أهلية وشيوخ عشائر تظاهرة في ساحة الرئيس الراحل حافظ الأسد وسط المدينة احتجاجاً على ممارسات “قسد” ورفضاً للاحتلالين الأميركي والتركي، ودعا المحتجون عناصر “قسد” لعدم الخضوع لإرادة المحتل الأميركي والكف عن ارتكاب الممارسات غير الأخلاقية بحق المدنيين.
وفي ختام التظاهرة ألقى الأهالي بياناً أكدوا فيه استنكار الحصار الذي يمارس على مواطني مدينتي الحسكة والقامشلي بأجندة خارجية لا تخدم سوى قوى الاحتلال التركي، وطالب الأهالي “برفع الحصار فوراً وبدون أية شروط حفاظاً على السلم الأهلي والوحدة الوطنية”.
وحمّل البيان “ميلشيا قسد كامل المسؤولية عن تداعيات حصارها الظالم مع التأكيد أن الاحتقان الشعبي وصل إلى درجة لم يعد بالإمكان تحملها”، داعياً “شرفاء المحافظة الحريصين على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي لممارسة أقصى ضغط ممكن وبكافة الوسائل لفك الحصار”.
الشيخ ميزر المسلط رئيس مجلس القبائل والعشائر العربية في الجزيرة السورية أكد بأن ماتفعله مليشيا “قسد” ما هو إلا تنفيذ لمخططات ومشاريع المحتل الأمريكي، فهذا اليوم الرابع عشر لحصار مدينتي الحسكة والقامشلي، حيث تقوم هذه المليشيا بفرض سياسة التجويع ضد المدنيين العزل، داعياً أبناء العشائر العربية وكل مكونات أبناء محافظة الحسكة إلى الوقوف بوجه الميليشيا التي تحاول تنفيذ أجندة مشغليها للاستمرار بسرقة ونهب ثروات الوطن.
من جهته دعا الشيخ محمد حسناوي الجدوع شيخ عشيرة البوخطاب بوضع حد لهذه الممارسات والانتهاكات، وقال: طفح الكيل فاليوم ننفذ وقفة احتجاجية وغداً سيكون لنا كلام وفعل آخر، داعياً إلى توحيد الصفوف وتوجيه البنادق إلى المحتل والعمل فوراً على فك الحصار، مندداً بصمت المنظمات الدولية وهيئات الامم المتحدة عن هذه الجريمة ضد الانسانية والتي ترتكب بحق أبناء مدينة الحسكة وبشكل يومي.
واستهجن الشيخ حبيب الطلاع من وجهاء قبيلة البكارة الصمت الدولي الرهيب، والذي يثبت يوماً بعد يوم عجز المجتمع الدولي اتجاه القضايا الإنسانية بل يؤكد بأنه شريك في الدمار والخراب الذي تتعرض له سورية، داعياً الذين رهنوا أنفسهم لميليشيا “قسد” إلى العودة لرشدهم الوطني، وشدد على أن “الدولة السورية هي الضمانة الوحيدة.. ولن تنفعهم أمريكا ومن يدور في فلكها.. فالمحتل سيرحل مهما طال الوقت ويبقى أبناء سورية”.
وشدد عبد العزيز جاويش نقيب المحامين بالحسكة بأنه يجب على المحتل الأمريكي والغرب عموماً وأدواتهما أن يدرك بأن عصر الهيمنة قد ولى، وأضاف: ما يقوم به المحتل ما هو إلا جريمة حرب موصوفة بحق المواطنين إذ يمنع عنهم الدواء والغذاء، ويمنع وصول الطلاب والتلاميذ إلى مدارسهم، فهم ينشرون الجهل والتخلف والدمار، ونحن ننشر الحب والسلام والأمان والعلم والثقافة، وأردف: إن حصار الأحياء السكنية وحرمان الأهالي من الاحتياجات الأساسية “جريمة إنسانية ويجب أن يتحرك المجتمع الدولي وجميع الهيئات العاملة بمجال حقوق الإنسان لرد هذه التصرفات وكبح الميليشيا التي تحاول تنفيذ أجندات مشغلها الأمريكي.. فأبناء الحسكة سيبقون أوفياء لتراب سورية وجيشها وقائدها وسنصمد وننتصر”.
يذكر أن “قسد” تحاصر، منذ نحو 3 أسابيع، وسط مدينتي الحسكة والقامشلي، وتمنع دخول وخروج الأهالي إلا سيراً على الأقدام، مع إغلاق كافة المداخل والمخارج أمام السيارات. كما منعت وصول المواد الغذائية والطحين، وطلاب المدارس والجامعات من الوصول إلى مدارسهم وكلياتهم الجامعية الواقعة في المناطق المحاصرة.
وفي القامشلي، أشار الشيخ حسن الفرحان الطائي إلى أن “هذه الممارسات التي تتبعها “قسد” تخلق الكراهية “مطالبا بـ عودة من ضل الطريق من أبناء العشائر وانضموا الى صفوف ميليشيا قسد التي تحرم الأطفال والشيوخ والنساء من لقمة الخبز”.
من جانبه ندد الشيخ محمود العاكوب أحد المشاركين في الوقفة الاحتجاجية بالقامشلي بالممارسات اللاإنسانية من قبل ميليشيا قسد ضد المدنيين و فرض الحصار على أبناء المدينة الواحدة مبينا أنه تعرض لوعكة صحية ليلة أمس وتم منعه من المرور من الطريق للوصول إلى المشفى.