النوستالجيا تسيطر على رياضتنا وتمنح الجمهور جرعة التفاؤل!
يعيش جمهورنا الرياضي على وقع الحنين إلى الماضي، وينأى بالحديث عن إنجازات الحاضر لتعذر وجودها إثر سلسلة النتائج المخيبة التي نشهدها على مستوى الأندية والمنتخبات الوطنية.. وحالة الحنين هذه بمثابة الملاذ الذي يلجأ إليه جمهور رياضتنا، ويعتبرها المغنم الذي يحصل عليه رياضياً كونه عاصر مرحلة ذهبية، وأسماء سطّرت بأقدامها المجد للرياضة السورية، فدائماً ما تعود ذاكرتنا الرياضية إلى إنجاز دورة المتوسط 1987، وإلى فترة الإنجاز الآسيوي لنادي الكرامة، أو إلى لقبي الاتحاد الآسيوي لناديي الجيش والاتحاد، أو ميدالية غادة شعاع الأولمبية.
إن النوستالجيا الرياضية (الحنين للماضي) التي تصيب جمهورنا نابعة من عدة أسباب لعل أبرزها العجز الإداري للمسؤولين عن الرياضة السورية عن إيجاد حلول من شأنها النهوض بواقعها، ومتابعة ما بني على مدار السنوات الماضية، والعمل وفق مقتضيات الإنجازات المحققة، بالإضافة إلى فشل المعنيين في خلق الاستمرارية المساعدة لتحقيق الإنجازات، واستغلال فترة النجاح، والاستفادة منها قدر الإمكان.
ويمكن القول: إن ذكر الماضي واستحضار الجمهور له يسير وفق خطين: إما لتردي الواقع الحالي وعدم وجود رؤية واضحة تساعد على إعادة المجد، أو لخلل أصاب المنظومة الرياضية فترة من الزمن، ويعمل المعنيون بذلك على استرجاع روح الماضي، والقتال من أجل ما بناه الأسلاف، كما يحصل مع كبار الأندية والمنتخبات العالمية “كايطاليا والبرازيل”، والنوستالجيا السورية هي أقرب ما يكون للخط الأول قياساً بالوضع الراهن لرياضتنا، وفي ظل ممارسات المعنيين عليها.
الماضي هو البنية الأولى التي يمكن البناء عليها، وطالما أننا نمتلك ماضياً مشرقاً في بعض جوانبه، فلم لم نستغله أفضل ما يمكن؟ فالملاحظ لدى المعنيين أنهم اكتفوا فقط بالرثاء والوقوف على أطلال الماضي دون محاولة إعادة النجاح السابق.
محمد ديب بظت