خطوات طموحة لإعادة الحياة والخدمات في مدينة السقيلبية
السقيلبية إحدى مدن ريف حماة الصامدة في وجه الإرهاب، وقد تحمّلت هذه المدينة وزر 10 آلاف قذيفة خلال 9 سنوات، وفق إحصائيات أهلها. واليوم بعد مضي عام على تحرير عشرات القرى في محيطها من رجس الإرهاب باتت تتنفس الصعداء وتستعيد ألقها على الصعيد الخدمي والاجتماعي.
“البعث” زارت مقر مجلس مدينة السقيلبية للكشف عن أهم خطوات إعادة الخدمات التي من شأنها النهوض بواقع هذه المدينة بعد معاناة استمرت لسنوات.
منطقة حرفية قيد الإقلاع
وضاح فروح رئيس مجلس المدينة قال: بعد سنوات الحرب، نحن اليوم أكثر قوة وأكثر إصراراً على إعادة الحياة لهذه المدينة التي عانت من آلاف القذائف على مدى السنوات الماضية، مضيفاً: نريد لهذه المدينة أن تكون خزان الغاب الخدمي، ولهذا وضعنا منذ العام الماضي عدداً من الأهداف أثمر خيراً على المدينة وأهلها، والبعض الآخر ينتظر الظهور ربما خلال الأشهر القادمة، وأهم مشاريع المدينة هو تأسيس المنطقة الحرفية لأبناء منطقة الغاب عموماً والسقيلبية خصوصاً، حيث ستضمّ كافة المهن والحرف اليدوية والصناعية، من إصلاح الجرارات والسيارات إلى معامل التصنيع والإنتاج.. وغيرها، وتبلغ مساحتها 5 دونمات وتضمّ 66 مقسماً مع عشرين مقسماً موجودة بالأصل تمّ ضمها لتكون نواة قوية للمنطقة الحرفية. وتابع فروح: أن مجلس مدينة السقيلبية سدّد مبلغ 80 مليوناً لمديرية كهرباء حماة كدفعة أولى من أجل تزويد المنطقة الحرفية بمركز تحويل للكهرباء باستطاعة 1000 (ك. ف. أ)، ونحن حالياً بصدد توقيع العقد مع شركة الكهرباء بحماة، مع العلم أن كلفته الإجمالية تبلغ 304 ملايين ليرة، كما تمّ التنسيق مع شركة المياه لتزويد هذه المنطقة بشبكات المياه اللازمة، وسيتمّ إطلاق العمل في المنطقة الحرفية مطلع الصيف القادم، حيث تمّ إعداد كافة الدراسات الفنية والهندسية اللازمة.
حزمة استثمارات
وأضاف فروح: أعاد مجلس المدينة تفعيل حزمة من الاستثمارات السياحية والحرفية لتشكيل مصادر إيرادات دخل خاصة لمجلس المدينة، وهي بمثابة مصدر ريعي يساعدنا على تقديم خدماتنا المختلفة وفقاً لمبدأ الاعتماد على النفس، وهذه الاستثمارات هي: مقصف ومسبح وحافلتان للنقل وفرن وحديقة عامة ومدينة ألعاب كهربائية، وريعها كلّه يعود للمجلس البلدي وهي حقيقة تؤمّن دخلاً يغطي كافة نفقات المجلس من رواتب عمال وموظفين، إضافة إلى نفقات الخدمات العامة من نظافة وصيانة شبكات صرف صحي ومحروقات.. وغيرها، وهذا تحقّق خلال عام واحد فقط من إطلاق هذه الحزمة الاستثمارية، فضلاً عن الإيرادات التي باتت ترد من رخص البناء، إذ باتت مدينة السقيلبية تشهد حركة عمرانية بعد توقف وشلل استمر لعدة سنوات، وخلال أربعة أشهر تمّ تنظيم 53 رخصة بناء، وهو مؤشر إيجابي وقوي على عودة الحياة بزخم إلى هذه المدينة.
نواة حديثة للمدينة
وبيّن فروح أن هناك مشروعاً استراتيجياً بمثابة الحلم المستقبلي لمدينة السقيلبية، ويعدّ من أهم مشروعاتنا على الإطلاق وهو المخطّط الحديث للمدينة، ويقع في منطقة تُدعى “المقتاية” داخل التنظيم بمساحة تبلغ 1100 دونم، ومن المقرّر أن يضمّ هذا الموقع نواة حديثة لمدينة السقيلبية، وهي مرافق مثل كراجات الانطلاق الحديثة ومراكز إدارية ومساكن حديثة لأصحاب الدخل المحدود ومعاهد ومدارس، والمشروع مصادق عليه منذ العام 2003 ويقع في المنطقة الشرقية عند مدخل السقيلبية الشرقي في منطقة استراتيجية على طريق السلمية حماة، ونأمل أن يبصر النور خلال السنوات القادمة.
لا مخالفات عمرانية
وعن أهم الصعوبات التي تواجه عمل المجلس، كشف فروح أن مدينة السقيلبية لا توجد فيها أية مخالفات عمرانية خلال السنوات الماضية على غرار المدن الأخرى، لكن هناك مناطق خارج التنظيم وهي موجودة منذ عشرات السنين، وحالياً نسعى لتنظيمها وإلحاقها بالمخطّط التنظيمي وتصبح جميعها ضمن التسويات. وبالنسبة للمعامل الموجودة في المدينة والمضرّة بالبيئة فهي مرخصة، مثل معامل البسكويت والبطاطا والحفاضات ومعمل الفحم الذي يقع على حدود التنظيم، يضاف لها مهن الحدادة، وهناك شكاوى ترد من المواطنين حولها، ولذلك تمّ تشكيل لجنة مؤلفة من خمسة أعضاء مجلس بلدي، وهي تراقب عمل هذه المنشآت وتتعامل معها وفق القوانين والأنظمة، حيث تمّ تحديد ساعات العمل لها للحدّ من الضجيج الصادر عنها مع إلزامها بتطبيق عدة شروط بيئية صارمة.
ضاغطة قمامة متهالكة
وأضاف رئيس مجلس المدينة: أعقد مشكلة في المدينة هي مكب القمامة الواقع في الجهة الجنوبية للمدينة، حيث تبلغ مساحته 5 دونمات، وهو مجاور للأراضي الزراعية ونعاني من عدم وجود بلدوزر لجمع القمامة وتسويتها، وخاصة في فصل الشتاء، وهناك تكدس كبير للقمامة، مع التأكيد على أن المدينة بحاجة لمكب أكبر وأكثر بعداً عن المدينة، وطرح موضوع مكب في منطقة الصهري وهي منطقة صخرية ليكون مكباً عاماً ومجمع قمامة لبلديات قريبة من السقيلبية، وحتى الآن لم يتحقق هذا المطلب فهو يحتاج إلى مصادقة من محافظة حماة، كما يوجد لدينا سيارة ضاغطة واحدة لجمع القمامة عمرها 18 عاماً، وهي متهالكة ونعاني معاناة شديدة في صيانتها وخاصة كثرة الأعطال، والضاغطة تحتاج إلى تغيير سريع على الرغم من وجود 3 جرارات مع طاقم عمال نظافة يبلغ 18 عاملاً يقومون بمهمة جمع القامة يومياً، ونحتاج أيضاً إلى خمسة عمال نظافة بدلاً عن عمال أحيلوا إلى التقاعد.
طرق مخربة بفعل القذائف
وأشار فروح إلى أن شوارع المدينة تعرّضت للتخريب الممنهج نتيجة لاستهدافها بالصواريخ، كما تعرّض قسم كبير من المنازل للأضرار، واليوم أصبحت المدينة آمنة بفضل تضحيات بواسل الجيش العربي السوري الذي دحر الإرهاب، وبالتالي المدينة بحاجة إلى إعادة تأهيل شوارعها المخربة، والإمكانيات المادية للبلدية قليلة إذ نحتاج لدعم من الجهات المعنية بالمحافظة. ولفت إلى هناك مشروعاً ذا أولوية وهو مشروع تعبيد الطرق في المنطقة الجنوبية، وهي منطقة تنظيمية مأهولة بالسكان، مع العلم أن هناك دراسة جاهزة من العام 2011 لتعبيد الحي، وتمّ تلزيم المشروع لمتعهدين بموجب عقود نظامية ومحضر تسليم موقع، لكن حتى اليوم لم يستطع المتعهدون المباشرة بالعمل بسبب نقص السيولة، علماً أن هذا المشروع يخدم المنطقة الجنوبية بالكامل وقسماً من حي العبرة، وهنا قال فروح: نحتاج دعم محافظة حماة وتوفير السيولة المالية لنتمكّن من المباشرة بالمشروع، كما أن لدينا مشروع صرف صحي تمّ إعداد الدراسة الفنية له منذ منتصف العام الماضي ويحتاج لرصيد مالي يبلغ 6 ملايين ليرة، وهو يخدم كتلاً سكنية خلف الكراجات، ويخدم أيضاً مركز خدمة المواطن ومكتب الشهداء، ومن الضروري جداً أن تزوّدنا المحافظة بهذا المبلغ لنتمكن من تنفيذ المشروع وتخديم هذه المنطقة المهمّة.
منير الأحمد