“عقيدة بايدن”.. استقراء في عقيدة الرئيس الأمريكي الجديد “الاحتواء الناعم”
تعد إدارة الرئيس بايدن بطروحاتها االانتخابية ومواقف أركانها، أو ما يعرف بـ (عقيدة بايدن)، نقيضا كليا في المنهج والأدوات مع إدارة الرئيس السابق ترامب، ولكنها لا تمثل قطيعة كلية مع أهداف (عقيدة ترامب( في جعل أمريكا “عظمى بالمطلق”، ففي حين كانت أهداف الرئيس ترامب تتلخص بجعل أمريكا القوة الأولى عالميا، يرفع بايدن عقيدة العودة الى رأس هرم النظام الدولي، ولكن بقيادة جماعية لحلفائه الليبراليين لمواجهة القوى التي تحاول تعديل النسق الدولي (روسيا والصين)، وفي حين تبنت (عقيدة ترامب( أدوات صدامية واستفزازية حتى مع حلفائها، وخرجت عن صيغ العمل متعدد الأطراف في السياسة والتجارة والافتصاد عموما، تعمل إدارة بايدن الجديدة على قيادة العمل متعدد الأطراف عالميا سيما مع الدول ذات التفكير المتماثل، وبعكس سياسات ترامب أحادية الجانب في السياسة الخارجية والمرتبطة بآن بمصالح حلفائه التاريخيين، يعمل بايدن على تجديد القيادة الأمريكية للتحالفات التقليدية وجعلها أداة ضغط على خصوم الولايات المتحدة، مع المواءمة بين مصالح الولايات المتحدة ومصالح حلفائها في القضايا ذات المصلحة االاستراتيجية المشتركة، فاستعادة ثقة الحلفاء أول أولويات الولايات المتحدة في محاولتها فرض أحادية قطبية بقيادة جماعية لحلفائها لردع روسيا والصين عن أي محاولات تعديلية في هرم النظام الدولي الحالي، وكذا الأمر بخلاف عقيدة ترامب (الأحادية الصدامية) مع خصومها لفرض اتفاقيات معهم تناسب رؤية الرئيس ترامب، يعمل بايدن على سياسة االاحتواء الناعم ضد خصومه، ورفع شعارات الديموقراطية وحقوق االإنسان سلاحا أخلاقيا في وجه خصومه، وقيادة تحالف ليبرالي دولي ضدهم لاحتوائهم ودفعهم نحو الهدف المبتغى أمريكيا، وجعل استخدام القوة (الصلبة) كخيار لاحق على (القوة الناعمة) وسلاح العقوبات، بهدف تعزيز فكرة الأنموذج الأمريكي الذي يعد جوهر(عقيدة بايدن) أي الترويج للأنموذج الديموقراطي الليبرالي الأخلاقي القادر لوحده دون سواه على قيادة النظام الدولي، في حين يعمد إلى بناء تحالفات ليبرالية لجعل خصومه يبدون (دولا غير مرغوبة) استبدادية في المنظومة الدولية، وهنا لا فرق في الهدف الأمريكي في الهيمنة العالمية بين بايدن وأسلافه ولكن المنهج والأداة مختلفة، ففي حين اختار الرئيس بوش الإبن الحرب على الإرهاب ذريعة، وأوباما اختار نشر الديموقراطية ذريعة، لتكريس هيمنة واشنطن العالمية، يعود الرئيس بايدن إلى مفهوم (التحالفات الليبرالية ضد االاستبداد
والفساد) كمنهج وأداة لمعاداة خصومه، ومحاولة استعادة الهيمنة الأمريكية على الأقل على منظومة واشنطن من التحالفات السابقة، وتقويض قدرات الصين اقتصاديا وروسيا استراتيجيا.
تلك كانت خلاصة الدراسة التي أصدرها مؤخرا مركز بارادايم الدولي للدراسات االاسترايجية، والتي حملت عنوان )”عقيدة بايدن”.. استقراء في عقيدة الرئيس الأمريكي الجديد “الاحتواء الناعم”(.
وتاولت الدارسة تعريفا بعقيدة ترامب الأمريكية (أمريكا أولاً(، واستراتيجيات الأمن القومي، والدفاع الوطني والطاقة، كما عرضت للمراجعة النووية الأمريكية في العام 2018، والثابت والمتغير في (عقيدة ترامب(، وقدمت نبذة تعريفية عن فريق الرئيس جو بايدن الرئاسي، ورؤية الرئيس بايدن لمسائل السياستين الداخلية والخارجية، وأولويات إدارته (وفق رؤية بايدن لنفسها)، واستعرضت أبرز ملامح استراتيجية الأمن القومي الأمريكية الجديدة (2021- 2025)، ملامح استراتيجية الدفاع الوطنية الأمريكية المتوقعة (2021- 2025)، والعلاقة المرتقبة بين إدارة الرئيس بايدن والاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
وشارك في وضع الدراسة كل من د. سومر صالح الباحث في الدراسات السياسية، و د. عماد سيف الدين الباحث في التخطيط االاستراتيجي، و د. حمود كوثراني الباحث في العلاقات الدولية،
و د. عباس مزهر، الباحث في السايكولوجيا السياسية، و أ. مازن بكري الباحث في االنرتبولوجيا الدينية و د. ذو الفقار عبود الباحث في العلاقات الدولية.
وينشر موقع “البعث الإلكتروني” نص الدراسة بنسخــة pdf