دمشق وموسكو: مواصلة الجهود لإعادة المهجرين واللاجئين وإنهاء معاناتهم
دمشق- صلاح الدين ابراهيم- ريناس ابراهيم:
عُقِد المؤتمر الصحفي السوري الروسي المشترك “الثاني” بدمشق، في متابعة لاستعراض جهود ومخرجات مؤتمر عودة اللاجئين، حيث أوضح المشاركون الجهود المبذولة من قبل الجانبين لإعادة الحياة الطبيعية إلى المناطق المحررة من الإرهاب في سورية وإعادة اللاجئين والمهجّرين والمعوقات التي تواجهها سورية بسبب الحصار الاقتصادي الغربي المفروض على سورية، إضافةً إلى جهود إعادة الإعمار وتأهيل البنى التحتية.
وبيّن وزير الإدارة المحلية والبيئة المهندس حسين مخلوف أن الدولة السورية تواصل جهودها من أجل عودة المهجرين السوريين إلى أماكن استقرارهم وإنهاء المعاناة التي يعيشونها في دول اللجوء وتعمل على تأمين متطلبات عودتهم من إعادة تأهيل البنى التحتية المتضررة من الإرهاب وتفعيل كل الخدمات في المناطق المحررة وتأمين احتياجات المواطنين، وقال: “إنّه على الرغم من الإجراءات القسرية أحادية الجانب التي تفرضها الولايات المتحدة وحلفاؤها على الشعب السوري أنجزت الحكومة السورية منذ بداية العام الحالي العشرات من المشاريع الخدمية في مختلف المحافظات التي تسهم في عودة المهجرين”، مثمّناً العمل المشترك مع روسيا في كل الأصعدة بدءاً من مكافحة الإرهاب وصولاً إلى السعي الدؤوب لإعادة اللاجئين السوريين.
وتحدّث الوزير مخلوف عن معاناة الأهالي في مخيم الهول الواقع تحت سيطرة ميليشيا “قسد” المدعومة من الاحتلال الأمريكي، والذي يقيم فيه حالياً أكثر من 60000 شخص معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن، وكذلك ما يعانيه الأهالي في مخيم الركبان، مؤكداً أن الدولة السورية استقبلت كل الذين سمحت لهم العصابات الإرهابية بمغادرة المخيم، والبالغ عددهم أكثر من 20000 شخص حتى تاريخه، وأمنت لهم كل ما يلزم من الإيواء المؤقت والرعاية الصحية والغذاء والتدفئة واللباس والوثائق الشخصية، والسماح لمن يرغب بالمغادرة إلى المكان الذي يريد، مشيراً إلى ما يتعرض له اللاجئون السوريون في المخيمات في لبنان من حرق للمخيمات واعتداءات متكررة للتضييق عليهم وخاصة في هذه الظروف التي تشهد تفشي مرض كورونا.
وأوضح الوزير مخلوف أن الظروف الأقسى يعيشها السوريون في المخيمات بإدلب، حيث تنتشر العصابات الإرهابية المدعومة من قوات الاحتلال التركي والمرض والجوع والعوامل الجوية القاسية دون تأمين أدنى حد من الاحتياجات، مبيّناً أنه بالرغم من التحضيرات الكبيرة التي قامت بها الدولة السورية لاستقبال كل أبنائنا من خلال فتح المعابر في إدلب لتقديم كل ما يلزم للعائدين من إيواء وعناية وخدمات فإن العصابات الإرهابية المدعومة تركيا تشدّد محاصرتهم وتمنعهم من العبور إلى الجانب المحرر.
من جهته، قال معاون وزير الصحة الدكتور أحمد خليفاوي: “إن القطاع الصحي مستقر متماسك وسورية تتمتع بأمن صحي مقبول نتيجة الاستراتيجية التي تبنتها وزارة الصحة والخطط الموضوعة للحفاظ على الصحة العامة بالرغم من حجم التحديات التي فرضتها الحرب الإرهابية وما رافقها من حصار اقتصادي وعقوبات قسرية أحادية الجانب مفروضة عليها”، وأشار إلى أن الوزارة سعت إلى خلق توازن بين مسارات عملها كافة من توفير الخدمات الطبية المجانية للمرضى وصولاً إلى ترّصد الأمراض السارية وتركيب الأطراف الاصطناعية وإعادة تأهيل الجرحى وتأمين الأدوية النوعية للمصابين بالأمراض المزمنة والأورام مجاناً إضافة إلى تنفيذ حملات اللقاح، وبالتوازي مع هذه المسارات تعمل الوزارة على إعادة تأهيل وترميم مؤسساتها الصحية المتضررة بفعل الإرهاب وافتتاح مشافٍ وأقسام ومراكز جديدة في مختلف المحافظات ورفد منظومة الإسعاف بسيارات وعيادات متنقلة مجهزة لتعزيز جهودها بإنقاذ حياة المرضى والمصابين وتطوير أداء المؤسسات الصحية وكوادرها الطبية والفنية.
وأوضح معاون وزير الصحة أن الصناعة الدوائية تعرضت كما العديد من المنشآت الخدمية والاقتصادية في البلاد إلى أضرار متباينة الحجم جراء الإرهاب وبالرغم من أن معامل الدواء سعت جاهدة للعودة إلى الإنتاج مع استقرار الأوضاع الأمنية إلا أن هذه الإجرات القسرية الغربية أحادية الجانب ضد سورية تركت تأثيراتها السلبية على هذه الصناعة من جهة الأصناف المنتجة ومصادر المواد الأولية والأسعار إضافة إلى امتناع الشركات متعددة الجنسيات عن التعامل مع الشركات السورية وسحب الشركات المانحة للامتيازات.
من جانبه، أكد مدير الإدارة السياسية في الجيش العربي السوري اللواء حسن سليمان أن دعم بعض الأطراف الإقليمية والدولية للتنظيمات الإرهابية يشكل العائق الأساس أمام الجهود التي تبذلها سورية مع روسيا، مشيراً إلى أن تلك الأطراف لا تريد عودة الأمن والاستقرار إلى كامل ربوع الأراضي السورية فذلك يتعارض مع أجنداتها الاستعمارية وأطماعها في منطقتنا بأسرها.
ولفت اللواء سليمان إلى استمرار الانتهاكات والجرائم بحق الأهالي في المناطق التي تحتلها قوات النظام التركي وتنتشر فيها التنظيمات الإرهابية شمال شرق وشمال غرب سورية، مشيراً إلى قيام قوات الاحتلال الأمريكي ولا سيما الموجودة في قاعدة التنف اللاشرعية بتسهيل عبور إرهابيي “داعش” والتغطية على تحركاتهم في مناطق البادية السورية لشنّ هجمات ضد المدنيين على الطريق الدولية دير الزور-تدمر وطريق أثريا-السلمية وذلك بالتزامن مع الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية.
وشدّد اللواء سليمان على أن الجيش العربي السوري بالتعاون مع القوات الروسية الصديقة سيواصل تنفيذ مهامه الهادفة إلى القضاء على الإرهاب وحماية المدنيين وإعادة الأمن والاستقرار إلى كل شبر من سورية وتعزيز المصالحات الوطنية ليتم ترسيخ الأمن والاستقرار في جميع المناطق وقطع الطريق على المخططات الخارجية المشبوهة التي تستهدف زعزعة الأمن ونشر الفوضى وإطالة أمد الحرب الإرهابية على سورية.
بدوره، بيّن ممثل مركز التنسيق الروسي اللواء البحري سيتنيك فياتشيسلاف أن الجهود الأساسية خلال الشهر الحالي تركزت على إعادة إعمار البنية التحتية وعودة اللاجئين من الخارج وتنفيذ العمليات الإنسانية وتقديم المساعدة الطبية للسكان وإزالة الألغام.
وأشار فياتشيسلاف إلى عمليات التسوية المستمرة التي تتم في المنطقة الجنوبية، لافتاً إلى أن الاستقرار يتعزز في تلك المنطقة حيث ينظر المواطنون بإيجابية إلى عمليات التسوية التي تتم فيها وخصوصاً في درعا.