صالات الفنون الجميلة.. “الحال من بعضه”
يتساءل بعضهم عن أهمية الصالات ودور العروض التشكيلية في تعزيز وترويج الفن التشكيلي في الحياة الثقافية، وعن العلاقة التي تربط الفنان بهذه الصالة دون سواها، وعن خصوصية ما تعرضه هذه الصالة، وعن حصيلة أعمالها الاقتصادية وهل تغطي اللوحة متطلبات استمرار هذه الصالة في العيش والدوام وخاصة في ظروف غير عادية امتدّت سنوات حافلة بتراجع القوة الشرائية وإلحاح المتطلبات الأساسية للحياة اليومية على الناس وتراجع كبير في الإقبال على اقتناء العمل التشكيلي.. فكيف هي حال صالات بيع اللوحة اليوم؟.
في سورية أكثر من صالة خاصة وعامة وبالطبع جميع الصالات العامة التابعة لوزارة الثقافة لا مجال للحسابات الاقتصادية هنا، بل الربح يكمن في تحقيق المكسب الثقافي أولاً وأخيراً، ووزارة الثقافة بدورها عبر مراكزها الثقافية الموزعة في المحافظات والبلدات والمدن تملك خططاً وبرامج تنشط في إقامة المعارض والندوات وتجذب جمهورها وتؤثر في المجتمع، ولا مجال للتقييم في هذا المقام.
وبالتوجه نحو القطاع الخاص لا بد من الذكر أنه في دمشق وحدها عدد من الصالات الخاصة وهو عدد قليل قياساً إلى عواصم قريبة، وقد شهدت فترة الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي نشاطاً ترويجياً للوحة غير مسبوق، وقد حصدت هذه الصالات نتائج طيبة على المستويين الثقافي والاقتصادي، كما نافست جميع صالات العرض الأخرى في المراكز الثقافية الأجنبية، وأضحت رديفاً تشكيلياً حقيقياً للمراكز الثقافية الوطنية وعوناً للفنان التشكيلي السوري بمساهمتها في ترويج أعماله وتسويقها خارج حدود الوطن، انكمشت هذه الصالات ولأسباب اقتصادية قبل الحرب بسنوات قليلة ولم تستطع أن تحافظ على ألقها ولم تحصل على أي دعم من أي جهة حكومية أو اقتصادية خاصة، فتُركت وحيدة إلى أن وصلت إلى “حالة من البؤس” بسبب الحرب الظالمة على سورية وزاد الحصار الاقتصادي والثقافي والسياسي في الطين بلة في حال هذه الصالات، والسؤال المرجو أن يكون مشروعاً عن أهمية الدعم الذي يستحقه أصحاب هذه الصالات الآن كي تستطيع أن تستعيد دورها وتكون منافساً قوياً لصالات معروفة في السوق العربية وخاصة أن المنتج الأساسي للوحة –الفنان- ما زال قائماً وحياً يرسم اللوحة وينتج فناً تشكيلياً سورياً وحقيقياً.
أكسم طلاع