شهيد و 3 جرحى في اعتداء “قسد” على المحتجين ضد جرائمها في الحسكة
استشهد مواطن وأصيب ثلاثة آخرون جراء إطلاق مسلحي ميليشيا “قسد”، المرتبطة بالاحتلال الأمريكي، الرصاص على الأهالي المحتجين ضد الحصار الجائر الذي تفرضه الميليشيا على الأحياء السكنية في مدينتي الحسكة والقامشلي.
وبين مدير الصحة الدكتور عيسى خلف أنه “تم إسعاف أربعة مصابين إلى المركز الطبي المحدث نتيجة إصابتهم بطلق ناري حيث استشهد أحدهم متأثرا بجراحه وتم تقديم العلاج للآخرين وفق المتوافر من الأدوية الطبية التي شهدت تناقصا كبيرا بالكمية والنوع نتيجة منع ميليشيا “قسد” دخول التجهيزات الطبية والأدوية إلى المشافي والمراكز الصحية”.
ونظم أهالي مدينة الحسكة والفعاليات الاجتماعية وقفة احتجاجية أمام القصر العدلي للتنديد بالحصار المفروض عليهم منذ 20 يوماً من قبل الميليشيات المرتهنة للاحتلال الأمريكي ومطالبتهم بشكل سلمي بفك الحصار والسماح بدخول المواد الغذائية والطحين والوقود والأدوية إلى المواطنين.
وتجمع المشاركون أمام القصر العدلي رغم الأحوال الجوية السائدة وإطلاق الرصاص الحي عليهم من قبل ميليشيا “قسد”، والتي عمدت إلى إقامة حواجز إضافية ونشر المزيد من مسلحيها في أحياء مدينة الحسكة وخطف عدد من المدنيين.
وتوقف مخبز الحسكة الأول والمخابز الخاصة منذ عدة أيام نتيجة منع ميليشيا “قسد” دخول الطحين والوقود ما يحرم نحو 100 ألف مدني من الخبز إضافة إلى منع دخول المواد الغذائية وصهاريج المياه منذ 19 يوما متواصلة.
ورفع المشاركون في الوقفة يافطات تطالب بفك الحصار الجائر عن المدينة والأحياء المحاصرة، مرددين هتافات تؤكد ضرورة الوقوف صفاً واحداً لطرد قوات الاحتلال الأمريكية والتركية من الأراضي السورية.
وشدد المشاركون في بيان لهم على أن دماء السوريين فوق أي اعتبار وأن الشعب السوري الذي قارع الإرهاب والاحتلال على مدى عشر سنوات لن يقبل الذل والهوان وسياسة التجويع التي تفرضها الميليشيات مؤكدين أن “أبناء الحسكة كباقي أبناء سورية متمسكون بالوحدة الوطنية وصامدون ومستمرون في الدفاع عن تراب الوطن بكل ما يملكون”.
وأشار حسن الشمهود إلى أن أبناء المحافظة يستنكرون هذا الحصار الجائر الذي يستهدف لقمة عيش المواطن من قبل الميليشيات وبأوامر مباشرة من مشغليها ويطالبون برفعه بشكل فوري ويدعون كل مواطن شريف لشجب هذه الممارسات الإجرامية والعمل على فك الحصار عن أهلنا في المحافظة.
وبين دحام السلطان أن الأوضاع الإنسانية تفاقمت بشكل كبير في مدينة الحسكة نتيجة الحصار المفروض الذي حرم المدنيين فيها من أبسط مقومات الحياة من خبز وماء ودواء وعليه فإن “مطالبنا محقة وهي صرخة غضب بوجه كل مرتزق يساهم في حصار أهله وتجويعهم”.
وأكد رشاد عليوي أن أبناء المحافظة يقولون بصوتهم العالي لا للاحتلال الأمريكي والتركي وأعوانهما “ونحن صامدون ومنتصرون بإرادة شعبنا وبطولة جيشنا ومصير الاحتلال وأعوانه إلى مزبلة التاريخ”.
وقال عمر خليل إن وقفة اليوم هي وقفة عز وكرامة ورفض للذل والخنوع والحصار الذي تفرضه الميليشيات التي لن تنال من صمودنا ووحدتنا الوطنية ومواقفنا المشرفة ويجب أن “نقف يداً واحدة لرفض المحتل وإعلاء الصوت وإيصاله إلى العالم أجمع”.
بدورها شجبت مسيرة الحسن حصار المواطنين الأبرياء ومنع الماء والغذاء عنهم والسعي إلى تجهيل التلاميذ والطلاب عبر منعهم من مقاعد الدراسة مشيرة إلى أن الشعب السوري الذي ظل صامداً طيلة عشر سنوات مستمر في موقفه الوطني وأن النصر حليفنا بهمة أبطال جيشنا وتكاتف شعبنا.
وتواصل ميليشيا “قسد” المرتبطة بالاحتلال الأمريكي فرض حصارها الخانق على مركز مدينة الحسكة وحيين في مدينة القامشلي وتمنع دخول الآليات ووسائل النقل والمواد التموينية والغذائية وصهاريج المياه وغيرها من الاحتياجات الأساسية اليومية لأهالي المدينة.
بلدة صور تنتفض ضد ممارسات قسد
يأتي ذلك فيما ذكرت مصادر محلية أن “بلدة صور الواقعة إلى الشمال الشرقي من مدينة دير الزور شهدت مظاهرة حاشدة لأهالي البلدة احتجاجاً على عمليات الخطف التي تقوم بها ميليشيا (قسد) بحق الشباب لإجبارهم على القتال ضمن صفوفها وهو ما يرفضه الأهالي بشكل قاطع”.
وبينت المصادر أن المحتجين “أشعلوا الإطارات وقطعوا الطرقات وهتفوا ضد الوجود القسري لمسلحي الميليشيا في المنطقة مطالبين بالإفراج عن جميع الشبان الذين تم اعتقالهم”.
ويشهد عدد من مناطق ريفي دير الزور والحسكة مظاهرات من قبل الأهالي احتجاجاً على جرائم مسلحي “قسد” التي تسببت باستشهاد وجرح العشرات إضافة إلى عمليات الاختطاف لكثير من أبناء القرى بريف دير الزور وارتهان هذه الميليشيا بالكامل لأوامر قوات الاحتلال الأمريكي.
لليوم العاشر “قسد” تقطع الكهرباء عن ريف الرقة المحرر
في الأثناء، ولليوم العاشر على التوالي تواصل ميليشيا “قسد” قطع الكهرباء عن الأهالي في ريف الرقة المحرر، وذلك في إطار الضغوط التي تمارسها ضد المواطنين ولا سيما الفلاحين الذين تضررت مزروعاتهم ومحاصيلهم جراء توقف ضخ مياه الري بسبب قطع الكهرباء.
ووصف عبد الله عبد الحديد رئيس جمعية مشيرفة غانم العلي الفلاحية في الريف المحرر من محافظة الرقة قطع الكهرباء من قبل ميليشيا “قسد” بالكارثي على حياة المنطقة وأهلها الذين استبشروا خيراً بعد معاودة تشغيل مشروع “المغلة” العام المنصرم من قبل الحكومة ما دعم محاصيلهم الزراعية حينها وبخاصة القمح، مبيناً أن وقف مشروع الري حالياً بفعل قطع الكهرباء مجدداً له منعكسات وآثار خطيرة على فلاحي المنطقة الذين أنفقوا منذ بداية موسم زراعة القمح وحتى الآن أكثر من مليار ليرة سورية كثمن بذار وسماد ومازوت وري وحراثة وغيرها من مستلزمات العملية الزراعية.
ورأى عثمان محمد الحميد من جمعية العاصية الفلاحية في الريف المحرر أن قطع الكهرباء وما ينجم عنه من توقف لمشروع “المغلة” الذي يمد منطقة السبخة هو بمثابة توقف للحياة في الأراضي الزراعية الواقعة ضمن نطاق الجمعية ومساحتها نحو 50 ألف دونم نظراً للأهمية الحيوية لمياه الري لها علماً أن المياه الجوفية مالحة وغير صالحة للزراعة.
جاسم الموح فلاح متضرر في الريف المحرر اعتبر أن قطع الكهرباء يستهدف بالدرجة الأولى منتجي الحبوب ولا سيما القمح وسعي ميليشيا “قسد” وداعميها إلى وقف الإنتاج وإلحاق الخسائر بالفلاحين الذين يساهمون في تأمين جانب من الحاجة المحلية من القمح باعتبار أن الاراضي في هذه المنطقة تعد مصدر إنتاج مهماً لهذا المحصول الاستراتيجي داعيا المعنيين إلى دعم الفلاحين بشتى السبل وايجاد البدائل الممكنة للاستمرار في الإنتاج الزراعي.
محافظ الرقة عبد الرزاق خليفه بين أن ميليشيا “قسد” لم تكتف بقطع الكهرباء لليوم العاشر على التوالي بل عمد عناصرها إلى نزع وسرقة كابلات الشبكات الكهربائية بغية قطع الكهرباء بشكل نهائي عن أهلنا في الريف المحرر من محافظة الرقة وذلك في إطار ممارساتها العدوانية ضد المواطنين، مشيراً إلى أن الأراضي الزراعية المروية هي المتضرر الأكبر من قطع الكهرباء الذي أدى إلى توقف عمليات الري لها، وبين أنه منذ قطع “قسد” الكهرباء عن الريف المحرر فإن المحافظة تسعى جاهدة بالتعاون مع مختلف الجهات المعنية لإيجاد بدائل واتخاذ خطوات تحد من التداعيات والآثار السلبية لقطع الكهرباء وتوقف محطات ومشاريع ري الأراضي الزراعية من خلال العمل على إطلاق وإنجاز مشروعات بديلة لتوليد الكهرباء من المزمع تنفيذها خلال الأسابيع المقبلة.
ولفت محافظ الرقة إلى أن الريف المحرر من المحافظة المتضرر جراء قطع الكهرباء يضم نحو70 قرية تقع على سرير الضفة اليمنى لنهر الفرات بمسافة تمتد 47 كيلومتراً بدءاً من بلدة شنان وحتى قرية السويد.