الكرملين: صندوق نافالني أثبت أنه عميل أجنبي فعلاً
صرح الكرملين بأن “صندوق مكافحة الفساد” التابع للمعارض أليكسي نافالني، أثبت حقيقة كونه عميلاً أجنبياً، عندما ناشد البيت الأبيض فرض عقوبات على عشرات من رجال الأعمال والمسؤولين الروس.
وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للصحفيين اليوم الاثنين ردا على طلب التعليق على تحرك صندوق نافالني: “فيما يتعلق بهذا الصندوق وكل هذه الخطابات والنداءات.. لقد أثبت الصندوق أنه عميل أجنبي فعليا وقانونيا على السواء”، في إشارة إلى الوضع القانوني الذي حددته له التشريعات الروسية.
وكشفت وسائل إعلام أمريكية أمس السبت أن صندوق نافالني وجه رسالة إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن تحثه على فرض عقوبات على 35 شخصا ممن وصفهم بأنهم “مقربون من الرئيس فلاديمير بوتين”.
وأضاف بيسكوف أن الدعوات للولايات المتحدة لفرض عقوبات جديدة ضد روسيا أمر غير مقبول على الإطلاق، وأن هذا الأسلوب ليس له أدنى فرصة للنجاح.
وجاء تحرك صندوق نافالني تزامنا مع عمله على تنظيم مظاهرات غير مرخصة في أنحاء روسيا للمطالبة بالتغيير السياسي والإفراج عن نافالني الذي تم احتجازه على خلفية قضايا جنائية سابقة فور عودته إلى موسكو من برلين في 17 كانون الثاني.
وتعيلقاً على الانتقادات الغربية والأمريكية تحديدا لطريقة تعامل السلطات الروسية مع هذه الاحتجاجات ومزاعم استخدام القوة المفرطة لتفريقها، قال بيسكوف إن موسكو “ليست مستعدة لقبول تصريحات الممثلين الأمريكيين بشأن الأعمال غير القانونية في روسيا” أو حتى “الاستماع إليها”.
بدوره، أكد ديميتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي أن نافالني يحاول ويسعى بشكل متهور للوصول إلى السلطة لتحقيق أهدافه الخاصة فقط. وقال في مقابلة مع وسائل الإعلام الروسية: “نافالني ليس إلا مارقاً سياسياً يسعى للوصول إلى السلطة بواسطة طرق وقحة ونشاطات جامحة”، مشيراً إلى أن نشاطات نافالني “باتت الآن أكثر وقاحة وانفلاتاً مما كانت عليه قبل بضع سنوات”.
من جهة أخرى، اعتبر ميدفيديف تصرفات الإدارة الأمريكية الجديدة حيال تمديد معاهدة ستارت3 مشجّعة، وقال: “إن حقيقة أن الإدارة الجديدة للولايات المتحدة قد أظهرت مثل هذه الرغبة في إعادة التفاوض بسرعة على كل شيء وتمديد معاهدة الحد من الأسلحة النووية لمدة خمس سنوات من خلال تبادل الملاحظات هي علامة مشجعة.. إنها جيدة”، مؤكداً استعداد بلاده للحوار مع هذه الإدارة شرط عدم وجود إملاءات مسبقة.
وتابع: “إنه ربما تحدث معجزة ذات يوم ويدرك الشركاء الأمريكيون أهمية الحوار الاستراتيجي مع روسيا”.
يأتي ذلك فيما جدد رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين انفتاح بلاده على الحوار مع الولايات المتحدة “شريطة الاحترام المتبادل”. وقال فولودين: “موسكو منفتحة على الحوار لكن بشرط الاحترام المتبادل ودون سياسة الكيل بمكيالين”.
وحول احتمال تكثيف الاتصالات بين روسيا والولايات المتحدة بما في ذلك الاتصالات البرلمانية بعد تمديد معاهدة الحد من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية “ستارت3″، أوضح فلودين أن الكثير يعتمد على ما إذا كان الكونغرس الأمريكي مستعداً لهذا الشكل من التفاعل.
في سياق آخر، أعرب مندوب روسيا الدائم لدى الاتحاد الأوروبي فلاديمير تشيجوف عن أمل بلاده في تحسن العلاقات مع الاتحاد الأوروبي.
وقال تشيجوف رداً على سؤال حول إذا كان من الممكن إعادة الدفء للعلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي بعد زيارة رئيس الدبلوماسية الأوروبية جوزيب بوريل إلى موسكو المقررة في الفترة من الرابع إلى السادس من الشهر الجاري: “آمل ذلك ولكني لا أستطيع أن أقول إن العلاقات في حالة جمود عميق”.
وكان الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على روسيا في أعقاب الأزمة الأوكرانية عام 2014 من بينها عقوبات اقتصادية وحظر سفر أشخاص وتجميد أصول شخصيات روسية وذلك في استمرار للسياسات القائمة على الخضوع للقرارات والإملاءات الأمريكية التي ما زالت مستمرة في محاولات الهيمنة على المشهد الدولي وهو ما تعارضه روسيا وتصر في مقابله على الالتزام بالقوانين والشرعية الدولية.
ويؤكد المسؤولون الروس في تصريحاتهم أن الاتحاد الأوروبي يضحي بمصالحه الجغرافية والاستراتيجية والاقتصادية بتماشيه مع الولايات المتحدة في محاولاتها فرض عقوبات على روسيا.