بايدن يعلن نهاية الدعم الأمريكي لعمليات “التحالف السعودي” في اليمن
قرر الرئيس الأميركي جو بايدن في كلمة له في وزارة الخارجية الأميركية العمل على وضع حد للحرب على اليمن، قائلاً “طلبت من فريقي المختص للشرق الأوسط العمل لوقف إطلاق النار لإيصال المساعدات الإنسانية وفتح الحوار”، وشدد على أنه “يجب أن تتوقف الحرب على اليمن، وسنوقف كل دعمنا للعمليات الهجومية هناك”.
وأعلن أن وزير الخارجية أنتوني بلينكين عيّن تيم ليندركينغ مبعوثاً أميركياً خاصاً إلى اليمن للدفع باتجاه حل دبلوماسي.
يأتي ذلك بعدما جمّدت إدارة بايدن صفقة بيع طائرات أف 35 إلى الإمارات لـ”إعادة دراستها”، وصفقة سلاح أخرى مع النظام السعودي بسبب الحرب على اليمن.
من جانبه، قال السيناتور الأميركي بيرني ساندرز: إن إعلان البيت الأبيض عن إنهاء الدعم العسكري للحرب التي تقودها السعودية على اليمن هو “تكريم لعمل العديد من النشطاء على مر السنين”، وأضاف أنه “لسنوات عديدة عمل النشطاء في اليمن وحول العالم على إنهاء الحرب المدمرة التي تقودها السعودية، والتي أدت إلى أسوأ أزمة إنسانية في العالم”، كما أشار إلى أن “اليمن بحاجة إلى الغذاء والدواء والرعاية الصحية، وليس إلى القنابل والحصار”، مؤكداً أن “هذه الخطوة ستساعد في حل هذا الصراع وتقديم المساعدات وإعادة إعمار اليمن”.
وفي السياق، قال السيناتور الديمقراطي كريس ميرفي إن “الإجراءات التي اتخذها الرئيس بايدن هي خطوة أولى حاسمة لإنهاء هذا الكابوس، وتجعل الولايات المتحدة أكثر أمناً ومشاركتنا في هذه الكارثة على صعيد الأمن القومي تقترب من نهايتها”، واعتبر أن “إنهاء الدعم الأميركي للعمليات الهجومية وتعيين مبعوث خاص لليمن يوضح أن الإدارة تجعل من هذه المسألة أولوية قصوى في السياسة الخارجية”، مضيفاً أن “السلام سيتحقق بسرعة أكبر إذا أوقفت الولايات المتحدة دعمها غير المشروط لقصف اليمن، والأهم من ذلك أننا ننهي تواطؤنا في هذا الكابوس الإنساني الوحشي في اليمن”، كما أشار إلى أن “الحرب على اليمن خلال السنوات الست الماضية أدّت إلى كارثة انسانية مروعة أضرت بأمن الولايات المتحدة ومصداقيتها”.
أولى ردود الفعل كانت من صنعاء، حيث رحب وزير الخارجية في حكومة صنعاء هشام شرف بوقف الدعم الأميركي للحرب في اليمن، وأكد أن “صنعاء تدعم كل الجهود الخيرة الهادفة لإنهاء المأساة والمعاناة التي يعيشها اليمن بسبب العدوان”.
من جهته، اعتبر محمد عبد السلام الناطق الرسمي باسم أنصار الله أن “البرهان الحقيقي لإحلال السلام في اليمن وقف العدوان ورفع الحصار، وخيار العدوان والحصار أثبت فشلاً ذريعاً أمام الصمود الأسطوري لشعبنا العزيز”، وأضاف في تغريدة على “تويتر” “ما نؤكد عليه دوماً أن السلام الحقيقي لن يكون قبل وقف العدوان ورفع الحصار”، كما أكد أن “صواريخ اليمن للدفاع عن اليمن وتوقفها بتوقف العدوان والحصار بشكل كامل وشامل”.
وفي السياق، قال عضو المجلس السياسي الأعلى في اليمن محمد علي الحوثي: إن “أي تحرك لا يحقق نتائج على الأرض بإنهاء الحصار وإيقاف العدوان نعتبره شكلي ولا يلتفت إليه فلسنا ممن تخدعه التصريحات كيفما كانت”.
إلى ذلك أكد مصدر رفيع في حكومة صنعاء أن هناك تواصلاً قائماً منذ أسبوع بين صنعاء والإدارة الأميركية الجديدة، مشيراً إلى أن التواصل يهدف إلى تحقيق السلام في اليمن وإلغاء تصنيف “أنصار الله” منظمة إرهابية.
وفي هذا السياق، أرسل عدد من أعضاء مجلس النواب الأميركي عن الحزب الديمقراطي مذكرة إلى وزير الخارجية الأميركية، يحثونه فيها على “مراجعة دقيقة لمجمل العلاقات الأميركية مع السعودية بشكل عاجل”.
إلى ذلك، رحبت حركة أنصار الله في صنعاء، مساء الخميس، بقرار إدارة بايدن، معتبراً أنه قد يكون خطوة نحو إنهاء النزاع. وقال مسؤول في الحركة حميد عاصم: “نتمنى أن يكون مقدمة لاتخاذ موقف قوي في مجلس الأمن لصالح وقف العدوان”، مضيفاً “نحن نتفاءل بذلك”.
وكان وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، أكد الأسبوع الماضي أن النظام السعودي ساهم في أسوأ أزمة إنسانية مستمرة في اليمن.
وتعتبر الأمم المتحدة أن الوضع في اليمن هو أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حيث يحتاج أكثر من 80٪ من السكان، أو 24.1 مليون شخص، إلى مساعدات إنسانية.
في الأثناء، أكد مشايخ وحكماء من محافظة مأرب في اليمن، اليوم، أن اختطاف النساء عمل مشين وجريمة إرهابية، وذلك رداً على اختطاف قوات الرئيس هادي لـ7 نساء من المدينة، وتعذيبهن بزعم ارتباطهن بخلايا نائمة تابعة لحكومة صنعاء.
وفي وقفة تضامنية مع النساء المختطفات في صنعاء، دعا بيان القبائل إلى النفير العام ورفد جبهات القتال بالمال والرجال لتحرير كافة الأراضي اليمنية المحتلة من قبائل قوات التحالف السعودي، وأكد البيان أن “جرائم هتك الأعراض واختطاف أحرار البلد وسابقاتها المرتكبة من قبل مرتزقة العدوان على مرأى ومسمع من منظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي جرائم لن تسقط بالتقادم”، وجدد إدانته لاستمرار قرصنة وحصار التحالف السعودي عبر منعه دخول المشتقات النفطية والغذائية والدوائية.
كما شدد المشاركون في الوقفة التضامنية رفضهم لقرار الادارة الأميركية بتصنيف جماعة أنصار الله بحركة إرهابية، ووصفوا الخطوة بالإجرام الأرعن.
وفي سياقٍ متصل، قدّم مجلس التلاحم القبلي وقيادة المجلس المحلي في محافظة مأرب قافلة الفتح والنصر المبين دعماً لقوات الجيش واللجان الشعبية، وتضم القافلة وجبات غذائية ومساعدات مالية وعينية.
الاستنكار الشعبي يأتي بعدما نقلت وكالة الأنباء اليمنية “سبأ”، السبت الماضي، عن مصدر محلي قوله إن مجموعة داهمت منازل نازحين، واختطفت 5 نساء من بين عائلاتهن، ثم عاودت اختطاف 2 أخريين في اليوم التالي”، وأشار إلى أنه “تم نقل المختطفات إلى جهة مجهولة، دون إبلاغ أسرهن عن أماكن اعتقالهن”.