بين الفطر “المحاري” و”الأبيض”.. مشاريع خجولة لم تر النور!
على الرغم من التوجيهات الحكومية المتعاقبة بخصوص دعم صناعة الفطر وخاصة نوع “المحاري”، وذلك في إطار دعم المشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر بهدف تحسين الظروف المعيشية للعائلات، إلا أن واقع الحال وبعد مضي سنوات على إطلاق هذه المشاريع في محافظة طرطوس لا يوحي بأن لها مستقبلاً أو يمكن أن يحقق الغاية المرجوة، حيث لا زالت دون الطموح، وربما انعكست سلباً بسبب غياب التسويق الأمثل والآليات العلمية والعملية من قبل الجهات المكلفة بالخطط التسويقية، وغياب الجدوى الاقتصادية الفاعلة.
المهندس الزراعي سومر أمين أشار إلى أنه قام بتجهيز مساحة صغيرة ضمن منزله الريفي لزراعته بالفطر المحاري وبيعه للزبائن، وبالفعل نجح المشروع وأنتج كمية لا بأس بها من الفطر المحاري، إلا أنه اصطدم بعدم قدرته على تسويق إنتاجه وتدني سعره، مما اضطره للتوقف عن تكرار المحاولة.
وأكدت تغريد حسين أنها قامت مع عائلتها الصغيرة بإنجاز مشروع لزراعة الفطر الأبيض لارتفاع سعره وشدة الطلب عليه، وأنجزت مشروعاً بمساحة تزيد عن مئة متر مربع بعد رصد مبلغ مالي لشراء التجهيزات المطلوبة الأساسية، ومع ذلك فقد كانت صعوبة تسويق المنتج عائقاً أمام عائلتها، وكثيراً ما كانت تطرق أبواب تجار السوق بلا فائدة، الأمر الذي أدّى لتحملها خسارة لم تكن في وقتها ولا بمقدورها.
المهندس حيان عبد الله مدير فرع مؤسسة إكثار بذار طرطوس أوضح لـ”البعث” أن المؤسّسة العامة لإكثار البذار تقوم بإنتاج بذار الفطر بنوعيه الأبيض والمحاري وبيعه للمواطن بسعر التكلفة (3000 ليرة لليتر الواحد). ويأمل عبد الله أن تشهد هذه الزراعة الجديدة في المحافظة أسواقاً تشجّع المنتجين للاستمرار بزراعتها لفوائدها وقيمتها الغذائية الكبيرة، وتأمين مصادر دخل إضافية للكثير من العائلات السورية، لأن بعضها ولاسيما الفطر المحاري لا يحتاج للكثير من الكلف المالية.
ولا يشك المواطن بحسن نوايا الجهات ذات العلاقة ورغبتها بمساعدته وتوجيهه نحو أقصر الطرق وأنسب الخيارات لتحسين ظروفه المعيشية، ولاسيما بالنسبة للعديد من العائلات، ومنها ذوو الشهداء وجرحى الجيش الذين يعانون من بعض الإصابات، فكان التوجّه نحو هذه المشاريع المتناهية الصغر التي لا تحتاج لرأسمال كبير، إلا أن الصعوبة التي اصطدمت بها هذه العائلات، وما صرّح به من تحدثوا لـ”البعث”، تتعلق بقضية التسويق وتأمين أسواق دائمة لبيع ما تنتجه هذه الزراعات الريفية. لذلك يأمل المواطنون أن تقوم المؤسّسات العامة، ومنها التدخل الإيجابي وحتى القطاع الخاص، بمساعدتهم في تسويق المنتج، ولاسيما أن مولاتنا ومحلاتنا التجارية تغصّ بهذا المنتج المصنّع محلياً وربما مستورداً لكن أولاد البلد أولى.
لؤي تفاحة