إدارة بايدن تعتزم إلغاء تصنيف “أنصار الله” منظمة إرهابية
بعد وقف واشنطن دعمها للتحالف السعودي في حربه على اليمن، قال مسؤول أميركي لوكالة “رويترز”: إن وزير الخارجية انتوني بلينكن أبلغ الكونغرس اعتزامه إلغاء تصنيف حركة أنصار الله اليمنية منظمة إرهابية، وأضاف: “تحركنا يرجع بالكامل إلى العواقب الإنسانية لهذا التصنيف الذي اتخذته الإدارة السابقة في اللحظة الأخيرة، والذي أوضحت الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية منذ ذلك الحين أنه سيعجل بأسوأ أزمة إنسانية في العالم”.
وصرّح المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي، أمس الجمعة، بأن الولايات المتحدة بحاجة إلى رؤية “المزيد من الجهود الجادة” من جانب النظام السعودي لمعالجة سقوط خسائر بين المدنيين في اليمن.
وبأتي ذلك بعد إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن وقف بلاده كل الدعم للعمليات الهجومية التي تقودها السعودية في اليمن، كما إنهاء تبادل المعلومات الاستخبارية وتقديم المشورة للنظام السعودي.
وقال عضو المكتب السياسي في حركة أنصار الله محمد البخيتي: إن صنعاء تنتظر الأفعال من الإدارة الأميركية، مشككاً في تخليها بشكل كلي عن دعم دول العدوان، فيما اعتبرت الأمم المتحدة أن خطة أميركا لإلغاء إدراج “أنصار الله” عن القائمة السوداء ستوفر إغاثة ضخمة للشعب اليمني.
وفي هذا السياق، كشفت صحيفة الاندبندنت أن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون يتعرض لضغوط متزايدة لإنهاء الدعم الذي تقدمه بريطانيا لتحالف العدوان السعودي على اليمن.
وجاءت الضغوط الجديدة على جونسون بعد يوم من دعوة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى” إنهاء الحرب المستمرة” في اليمن وإعلانه العزم لوضع حد لدعم بلاده لتحالف العدوان السعودي ومبيعات الأسلحة الأمريكية له.
وأوضحت الصحيفة أن مسؤولين بريطانيين حاليين وسابقين طالبوا جونسون بالحذو حذو واشنطن بمن فيهم وزيرة الظل في حكومة العمال المعارضة ليزا ناندي التي اعتبرت في بيان أن الدعم البريطاني للنظام السعودي في عدوانه على اليمن ليس خطأ من الناحية الأخلاقية لكنه يترك بريطانيا معزولة على المسرح الدولي.
وأشارت ناندي إلى أن قرار بايدن بوقف الدعم الأمريكي لتحالف العدوان على اليمن يكشف عن التحول في مواقف الرأي العالمي ويترك بريطانيا متخلفة خطوات عن حلفائها داعية الحكومة البريطانية إلى القيام بالتحرك الذي طال انتظاره ووقف صفقات السلاح إلى السعودية وإنهاء الدور البريطاني في العدوان الذي أدى وفق اعترافها إلى أكبر كارثة إنسانية في العالم .
إلى ذلك أكد وزير الخارجية البريطاني السابق ديفيد ميليباند أن لبلاده دورا مهما في وقف العدوان السعودي على اليمن داعيا لندن وواشنطن الى إعادة النظر في قرارات الإدارة الأمريكية السابقة حول تصنيف حركة (أنصار الله) اليمنية منظمة إرهابية.
في حين أشارت آنا ستافريانكيس المحاضرة في الشؤون الدولية بجامعة ساسكس البريطانية إلى أنه في حال امتناع لندن عن اتخاذ خطوات مماثلة لواشنطن فيما يتعلق بإنهاء دعم تحالف العدوان السعودي على اليمن فإنها تخاطر بأن تكون متخلفة عن عدد من دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بشكل يجعلها تبدو معزولة، وأوضحت أن بريطانيا مترددة في اتباع حليفتها الولايات المتحدة نظرا لصفقات السلاح ومبيعات المقاتلات مثل تايفون والصواريخ للسعودية.
يأتي ذلك فيما قال عضو المجلس السياسي الأعلى في اليمن محمد علي الحوثي: إن من المفترض أن “توقف واشنطن الحرب السعودية – الإماراتية على بلدنا وهذا ما ننتظره”، واصفاً تصريحات الرئيس الأميركي بشأن وقف الحرب بأنها “مجرد تصريحات”، فيما المنتظر “وقف الحرب ورفع الحصار”. وأكد أن ما فعلته السعودية والإمارات هو “إرهاب مكتمل الأوصاف”، موضحاً أن التحالف السعودي جرّب “ضدنا الحرب العسكرية منذ عام 2004 ولم تنفع معنا، ونحن لا نخشاهم ومستعدون للاستمرار أكثر”، وتابع: “نحن لا نخاف هذه الحرب ومستعدون للاستمرار في المواجهة لكننا مع السلام”، موضحاً أن “كل الأمور قابلة للحل خلال مفاوضات السلام في حال تم تنحية العجرفة”.
ودعا الحوثي واشنطن لفرض وفق الحرب على أتباعها واتخاذ قرارات جادة في هذا الإطار، مشيراً إلى غياب التواصل مع الولايات المتحدة حتى الساعة.
ورأى الحوثي أن بايدن طرح وقف الحرب على اليمن خلال حملته الانتخابية، لأنه يريد “ترميم السياسة الأميركية” بعد الرئيس السابق دونالد ترامب، وأضاف: “إذا أخلّ بايدن بوقف الحرب على اليمن التي تعهد بوقفها فإنه يخل بثقة الناخب الأميركي وهذا ما لا يريده”، كما حثّ سلمان بن عبد العزيز على وقف الحرب وأن “تتجه السعودية إلى سلام الشجعان”، مشدداً على أن “أنصار الله” ستحاور وفق “ما تمليه المصلحة اليمنية، ولا نرضى لأحد أن يكون ذليلاً، سنكون نحن وهم أنداداً لنتحدث بما يرعى مصالحنا ومصالحهم”.
واعتبر الحوثي أن الحل السياسي ينبغي أن “يخضع لاستفتاء الشعب اليمني، وما يرضى به الشعب سنقبل به”، وطالب بوقف العدوان والحصار المفروض على بلاده، كما دعا لصرف تعويضات من دول العدوان.
وأعلن أن القوات المسلحة اليمنية ستتوقف عن قصف أهداف التحالف “إذا توقفت جميع دول العدوان عن القصف”، مؤكداً حق الشعب اليمني في أن “يدافع عن نفسه”، وذلك باستخدام الأسلحة التي يجري صناعتها محلياً، وفق قوله.
كما وأشار الحوثي إلى وجود لقاءات مصورة لقيادات في “داعش” و”القاعدة” مع نائب الرئيس علي محسن الأحمر في عدن، مشدداً على أن خطر “داعش” يأتي من السعودية وأميركا.