100 مليون دولار احتياطات “داعش” النقدية في تركيا!
تتزايد الوثائق والأدلة يوماً بعد يوم على تحويل متزعم تنظيم الأخوان المسلمين العالمي رجب أردوغان تركيا إلى معقل إلى إرهابيي “داعش”، فعندما شنّت الولايات المتحدة غارة واغتالت متزعم “داعش”، الإرهابي أبو بكر البغدادي، في 2019، كتب منسق شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجلس الأمن القومي المعين حديثاً، بريت ماكغورك، مقالاً افتتاحياً لصحيفة الواشنطن بوست، مشيراً إلى أن مخبأ البغدادي كان بالقرب من موقع عسكري تركي كبير، وشدّد أن على النظام التركي تفسير ذلك.
ووفقاً لتقرير صادر عن الحكومة الأميركية، لا يزال تنظيم “داعش” يتلقى تحويلات مالية من النظام التركي إلى خلاياه في سورية والعراق، حيث ما زال للتنظيم الإرهابي إمكانية الوصول إلى 100 مليون دولار من الاحتياطيات النقدية العائدة له.
وذكرت وزارة الخزانة الأميركية أن شبكات تنظيم “داعش” لا يزال بإمكانها الوصول إلى مبالغ كبيرة من الأموال بفضل النظام التركي، الذي يغض الطرف عن كثير من عمليات تهريب الأموال التي تتمّ على أراضيه للوصول إلى عناصر التنظيم في سوريا بشكل خاص.
ووصلت الاحتياطيات النقدية لـِ “داعش” إلى أدنى مستوياتها منذ هزيمته، إذ فقد منذ ذلك الحين تدريجياً جميع مصادره الضريبية والنفطية في الأراضي التي كانت يسيطر عليها. لكن فلول التنظيم في سورية ما تزال تتلقى تدفقات نقدية من شركاء مقرهم في تركيا المجاورة ومن مهربين في العراق، وفقاً لمذكرة وزارة الخزانة غير السرية الصادرة مؤخراً.
وتمّت بعض هذه التحويلات عن طريق الحوالات المحلية، عبر شركات خدمات الأموال في “مخيم الهول”ـ سيئ السمعة، والذي يضم حوالي 50 ألف من أفراد عائلات إرهابيي “داعش”. كما تمّ تسليم شحنات نقدية أخرى عن طريق البريد عبر الحدود الصحراوية المفتوحة بين العراق وسورية.
وأشار التقرير الأميركي إلى أنه في داخل سورية، يواصل التنظيم جمع الأموال “من خلال ابتزاز شبكات تهريب النفط، والاختطاف مقابل فدية، التي تستهدف الشركات المدنية والسكان، والنهب وربما تشغيل الشركات الوهمية”.
ديفيد آشر، الزميل رفيع المستوى في معهد “هدسون”، قال في تصريحات لموقع “آل مونيتور” الأميركي: “كان تسامح تركيا مع تمويل داعش مرتفعاً، بشكل غير عادي”، مضيفاً: “لا أعتقد أن أنقرة بذلت جهوداً كافية على الإطلاق لقطع تمويل التنظيم وشبكاته المصرفية”.
ويكشف آشر أنه في الأيام الأولى لـِ “الخلافة المزعومة”، قال إرهابيو “داعش”، الذين استجوبهم المحققون الأميركيون، أنهم استخدموا الجانب التركي من الحدود السورية “كجهاز صراف آلي خاص بهم”.
وكانت عشرات الوثائق أظهرت أن الإرهابيين أردوغان وأبو بكر البغدادي أسسا شركة تجارية ذات طابع عائلي تتولى عمليات تبادل النفط المسروق والآثار والسلاح والمرتزقة بين تركيا وسورية والعراق، مؤكدة وجود ثلاثة مسارات رئيسية تستخدمها شركة “أردوغان البغدادي” لنقل النفط المسروق من سورية والعراق، وهي: المسار الغربي الذي يصل إلى ميناءي اسكندرون ودربيول على البحر المتوسط ومنها للتصدير إلى العالم، والمسار الشمالي الواصل إلى مصفاة النفط في منطقة بات مان التركية، والمسار الشرقي الواصل إلى محطة نقل النفط في بلدة جزرا، مقابل انطلاق شاحنات بالاتجاه المعاكس تقل أسلحة وذخيرة ومرتزقة لتنظيم “داعش”.