مبادرة “كتاب لا يموت”.. ورشة وأجهزة ومعرض فني
حلب – غالية خوجة
تكثُر المبادرات المتنوّعة العامة والخاصة في حلب، منها مبادرات مادية توزّع كهدايا، ومنها مبادرات معنوية وفنية وثقافية، ومن تلك المبادرات “كتاب لا يموت” لدار الكتب الوطنية بحلب، بما في عنوان هذه المبادرة من دلالات على التحدي من أجل الحياة والانتصار لها، ولاسيما من قِبل الجيل الشاب المؤكد على أن الكتاب بكافة أشكاله ووسائله خاصة الورقيّ لا يموت لأنه ضوء الحياة.
وتضمّنت المبادرة عدة فعاليات ثقافية وفنية، منها معرض جماعي لطلاب كلية الفنون الجميلة والتطبيقية، عكس تراث حلب وعراقتها وهويتها الحضارية والوطنية، من خلال الثيمات الموضوعية للأعمال مثل البيوت والخانات والحارات والشوارع والجوامع والمواقع الأثرية والأزقة.
وعلى صعيد الثيمة الفنية، نلاحظ أن الأعمال اتّسمت بالانطباعية الواقعية التصويرية التي رسمت تفاصيل الحجارة البازلتية، وعكست الأشعة القادمة من آخر البوابة، ومازجت اللغة العربية مع الأثر المكاني، وحرصت على مرور التأريخ بين الأبواب التراثية والنوافذ والقناطر، فاسحة للفراغ والصمت أن يسكن هذه الأماكن غير المأهولة، أو المنتظرة، أو الشاردة في الأسئلة. هذا ما توحي به أعمال الطلاب والطالبات، عاكسة ما يدور وراء السكون من ضوء قادم، إضافة إلى بعض لوحات البورتريه، ومنها لشخصيات واقعية وأسطورية مثل لوحة لتمثال الزبّاء- زنوبيا، ولوحة وجه إله البحر “بوسيدون”.
إضافة لذلك، وضمن هذه المبادرة التي أقيمت بالتعاون مع مديرية الثقافة في حلب وكلية الفنون الجميلة والتطبيقية، قدّمت بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس- دائرة العلاقات المسكونية والتنمية، بعض التجهيزات الكهربائية لدار الكتب الوطنية، وتجليد عدد من الكتب، وأدوات أخرى لقاعة المطالعة التي شهدت محاضرة عن “تأريخ حلب” قدّمها المؤرخ الباحث عبد الله حجار. كما تمّ إهداء الدار مجموعة من الأعمال الفنية الناتجة عن ورشة رسم قام بها طلاب كلية الفنون الجميلة في حلب، وبدورها أهدت دار الكتب الوطنية بعض الهدايا الرمزية والمعنوية لـ(15) طالباً وطالبة اختارت أعمالهم لتكون في قاعة المطالعة.