هل احتواء الصين ممكن؟
ترجمة وإعداد: هناء شروف
عن الفاينينشال تايمز
كيف ستتعامل الولايات المتحدة مع صعود الصين؟ هذا من بين أكبر الأسئلة التي تواجه الإدارة الأمريكية الجديدة، حيث يجادل العديد من الأمريكيين بأن شكلاً من أشكال الاحتواء ممكن، لكن هل هذه حقاً سياسة مجدية ويمكن تحقيقها؟..
أولاً: الصين خصم قوي جداً، ولديها اقتصاد ناجح، وقطاع تكنولوجي ديناميكي، ونمو كبير بعدد السكان، ونظام حكم متماسك، وحكومة كفوءة، كما أن الأداء الاقتصادي للصين مذهل، والأهم من ذلك هو إمكاناتها، في الوقت الحالي، يبلغ إنتاج الصين للفرد (عند تعادل القوة الشرائية) ثلث الناتج الأمريكي، ونصف الناتج في الاتحاد الأوروبي، لنفترض أن هذا يرتفع إلى نصف مستوى الولايات المتحدة فقط بحلول عام 2050، عندئذ سيكون اقتصاد الصين بحجم اقتصاد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي معاً.
ثانياً: يعتبر اقتصاد الصين شديد التكامل على المستوى الدولي، والسوق الصيني يجذب مجموعة من البلدان في جميع أنحاء العالم، وكما يؤكد الباحث السنغافوري كيشور محبوباني، فإن معظم الدول تريد علاقات جيدة مع كل من الولايات المتحدة والصين، ولن يختاروا عن طيب خاطر الولايات المتحدة على الصين.
ثالثاً: على مدى العقدين الماضيين، خاصة السنوات الأربع الماضية، دمرت الولايات المتحدة سمعتها من حيث اللياقة والموثوقية، وحتى الالتزام بالمعايير الديمقراطية الأساسية، يقول جوناثان كيرشنر في الشؤون الخارجية: “لا يمكن للعالم أن يتجاهل رئاسة ترامب، لاسيما نهايتها المشينة، هذا ليس المقصود به أن ننصح باليأس، هو الاعتراف بالواقع”.
ما الذي يمكن عمله؟
أولاً: يتعين على الولايات المتحدة وحلفائها إعادة تنشيط ديمقراطياتهم واقتصاداتهم، وفيما يتعلق بالاقتصاد، يجب عليهم بالفعل حماية استقلاليتهم التكنولوجية، لكن أهم طريقة للقيام بذلك هي تنشيط البنية التحتية العلمية والتكنولوجية، عن طريق تجديد التعليم، وتشجيع هجرة الموهوبين.
ثانياً: يحتاجون إلى تجديد مؤسسات الاقتصاد العالمي التي أنشؤوها، واقتراح قواعد جديدة متعددة الأطراف يلتزمون بها.
ثالثاً: تحتاج الولايات المتحدة وحلفاؤها إلى توضيح المصالح الأساسية التي سيدافعون عنها.
أخيراً والأهم: يجب عليهم تركيز الانتباه، كما يفعل بايدن الآن، على المشروع المشترك لحماية العالم من أجلنا جميعاً، مثل تغير المناخ.
علاقة الولايات المتحدة بالصين علاقة تنافسية كبيرة، ولكن يجب أن يكون هناك أيضاً تعاون عميق.