زعيم المافيا التركية يحرّض ضد متظاهري جامعة البوسفور!
دخل زعيم المافيا التركي علاء الدين تشاكيجي على خطّ احتجاجات طلاب جامعة البوسفور ضدّ تعيين رئيس النظام رجب طيب أردوغان عميداً مقرّباً منه، وهو مليح بولو، لجامعتهم بمرسوم رئاسي، متجاهلاً إرادة الطلاب والأكاديميين في الجامعة.
وأبدى تشاكيجي دعمه الشخصي لمليح بولو، عميد جامعة بوغازيجي في إسطنبول، وحثّه على الوقوف بحزم ضد الاحتجاجات الطلابية التي تطالب باستقالته، وألقى باللوم في الاحتجاجات على مجموعات المعارضة، بما في ذلك حزب الشعوب الديمقراطي، وجماعات معارضة أخرى.
وفي رسالة مفتوحة مكّونة من صفحتين بخط اليد وموجّهة لبولو نُشرت على حسابه على تويتر، قال تشاكيجي: “إذا استقلت، فسوف تمهد الطريق لهؤلاء النشطاء الإرهابيين”، حسب وصف أردوغان لهم.
واحتج الآلاف من الطلاب والأكاديميين وخريجي جامعة البوسفور – بوغازيجي، وجامعات كبرى أخرى على تعيين بولو من قبل الرئيس أردوغان. وبولو هو مسؤول كبير سابق في حزب العدالة والتنمية الحاكم بزعامة أردوغان. وأثارت الاحتجاجات رد فعل عنيفاً من الشرطة وتمّ اعتقال مئات الأشخاص على خلفيتها، وأكد كثير منهم أنّهم تعرّضوا لسوء المعاملة والتعذيب.
وكان تشاكيجي، الذي أطلق سراحه أردوغان من السجن في نيسان من العام الماضي، شخصية رئيسة في ما يسمى بفضيحة سوسورلوك في منتصف التسعينيات، والتي كشفت عن استخدام عصابات المافيا من قبل مسؤولي الدولة، بما في ذلك كبار السياسيين، لارتكاب جرائم. وصعد تشاكيجي إلى الصدارة كرئيس للجريمة في الثمانينيات ووجهت إليه تهمة في عام 1995 لتنظيمه عقد قتل زوجته. وهرب بعد ذلك إلى الخارج.
وتتمتع المافيا في تركيا بعلاقات تقليدية مع حزب الحركة القومية التركية، حيث تقاتل إلى جانب “الذئاب الرمادية” اليمينية المتطرفة في معارك الشوارع ضد النشطاء اليساريين والشيوعيين في أواخر السبعينيات. وانتهت حالة عدم الاستقرار السياسي بانقلاب عسكري عام 1980.
وفي تشرين الثاني الماضي، هدد تشاكيجي زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي في تركيا، كمال كليجدار أوغلو، على وسائل التواصل الاجتماعي. وقدم كليجدار أوغلو شكوى جنائية، مما أدى إلى تقديم المدعي العام في أنقرة لائحة اتهام الأسبوع الماضي.
وعاد دور المافيا في السياسة إلى الظهور كمسألة نقاش عام بعد أن شكل أردوغان تحالفاً سياسياً في 2018 مع حزب الحركة القومية اليميني المتطرف، المعروف بصلاته التاريخية بشخصيات الجريمة المنظّمة. وأصبح زعماء المافيا مثل تشاكيجي وسيدات بيكر أكثر ظهوراً في الحياة العامة، حيث يسافرون في قوافل حول إسطنبول والعاصمة أنقرة.
وفي عام 2018، برأت محكمة تابعة لأردوغان بيكر من تهم تهديد 1128 من الأكاديميين والمفكرين، الذين وقعوا عريضة تدعو إلى تسوية سلمية للمشكلة الكردية في تركيا.
وتورّطت سلطات النظام التركي في قمع المعارضين والمناهضين لسياسات أردوغان، حيث تمّ استهداف وسائل إعلام ومحامين وقضاة عبروا عن رفضهم لتجاوزات النظام في مجال حقوق الانسان وحرية التعبير. بل وانتقدت منظمات حقوقية دولية سياسات تركيا في الداخل والخارج ما يسلّط الضوء على تراجع انقرة في مؤشر الديمقراطية وحقوق الانسان.
التظاهرات الطلابية هي من أشد ما يؤرّق السلطات الحكومة والحزب الحاكم لأنها تعلم جيداً مدى مصداقيّتها وعفويّتها وصعوبة المساومة فيها او إسكات المشاركين فيها عن طريق ترهيبهم بالسجون والمعتقلات، ولهذا لن تهدأ وإن هدأت فلسوف تعود من جديد.