بعد إعادة ترميمها وتأهيلها.. افتتاح دار الكتب الوطنية في حلب
حلب – معن الغادري:
افتتحت الدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة، بحضور وزير السياحة المهندس محمد رامي مرتيني، دار الكتب الوطنية في حلب بعد إعادة تأهيل وترميم الأضرار التي لحقت بها جراء الإرهاب.
وبينت الدكتورة مشوح أن إعادة ترميم هذا الصرح الأدبي والفكري والعلمي يعيد الألق لهذه المدينة العظيمة والمتجذرة في التاريخ ألقها وحضارتها وتاريخها وشعلتها التي لم تنطفىء يوماً، ويؤكد مجدداً أن الكلمة والإيمان بالأرض أقوى من الإرهاب الذي حاول أن يدمر حضارة وتاريخ هذه المدينة وشعبها الذي ابى إلا أن يكون منتمياً لتاريخه وثقافته وحضارته ولجيشه وقائده السيد الرئيس بشار الأسد، وأضافت: عندما نقف أمام هذا الصرح الفكري بجوار ساعة باب الفرج، التي أعيد ترميمها، فإننا ندرك أن عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء بل تتسارع نحو بناء المستقبل المشرق للأجيال القادمة وهي رسالة أهل حلب وكل السوريين الذين آمنوا بوطنهم وعشقوا الحياة وتحدوا الصعاب فانتصروا على الإرهاب والفكر التكفيري، وهم الآن أكثر إرادة وتصميماً لمواصلة رحلة الإعمار رغم كل الصعوبات والحصار الإقتصادي الظالم الذي تفرضه قوى الشر ضد الشعب السوري.
وختمت وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح حديثها بالقول: حلب العراقة والتاريخ والحضارة والأدب والفن والضاربة في جذور التاريخ كواحدة من أقدم المدن المأهولة هي اليوم أكثر زهواً وألقاً بعد أن استعادت عافيتها وحياتها الثقافية والأدبية والفنية حركتها الإقتصادية.
وكان مدير دار الكتب الوطنية الشاعر والإديب محمد حجازي قد القى كلمة استعرض خلالها تاريخ الدار التي استضافت منذ إحداثها عام 1938 النخب الثقافية والأدبية والفكرية في العالم العربي أمثال طه حسين وعباس محمود العقاد ومحمد حسين هيكل وأحمد أمين وبنت الشاطىء وأمين الخولي وغيرهم من الأدباء والشعراء وتستعيد حضورها ورونقها وتنتصر على الإرهاب الذي حاول من خلال تدميرها طمس تاريخ وحضارة وثقافة هذه المدينة العظيمة والمتجذرة في التاريخ.
وشهد حفل افتتاح دار الكتب الوطنية حفلا فنيا أحياه مطرب حلب صفوان عابد وعرضا فنيا راقصا.
وقد بلغت تكاليف أعمال ترميم وتأهيل دار الكتب الوطنية والتي استغرقت نحو عامين ما يقارب ٥٥ مليون ليرة سورية، ونفذ المشروع على مرحلتين، الأولى تم فيها تبديل وتركيب الأسقف المستعارة لقاعة المطالعة وقاعة الشرف، وقاعة أبو ريشة، والديوان وغرف الإدارة، والبهو في الطابق السفلي والعلوي وصيانة الأثاث بشكل عام، إضافة إلى أعمال الدهان لجميع الغرف والقاعات وتبديل النوافذ المحطمة والمغاسل. فيما تضمنت المرحلة الثانية من الأعمال صيانة قاعة المسرح بشكل كامل التي تتسع لأكثر من ٣٠٠ زائر، إذ تم صيانة الكراسي وتلفيحها بقماش جديد واستبدال أرضية المسرح الخشبية بمنصة جديدة، وتركيب بعض التجهيزات الكهربائية للمسرح من إضاءة وشاشة عرض سينمائية ضخمة وجهاز عرض ضوئي، للقيام بأنشطة وعروض سينمائية مستقبلاً، إضافة إلى تغيير الواجهات الخشبية التي كانت في البهو السفلي وترميم تمثال أبو العلاء المعري بوضع أبيات من الشعر ونبذة عن حياته في لوحة ضوئية، وتبديل بعض التمديدات الصحية التي لها علاقة بالنوازل المطرية، بالإضافة إلى القيام ببعض التزيينات الجمالية دون المساس بالمعالم الأساسية لدار الكتب الوطنية، منها تزيينات لها علاقة بالخشبيات والزخرفة والخط العربي، إذ أضيفت رؤية شرقية بنكهة عصرية بحيث تمنح الدار رونقاً جمالياً وعمقاً إضافياً، كما تم تزويد القاعات بأحدث الأجهزة لتحسين الخدمة للباحثين والدارسين.
وسبق ذلك زيارة مشوح ومرتيني لساعة باب الفرج واطلعا على اعمال التأهيل التي تقوم بها فعالية مبادرة أهالي حلب.
حضر الافتتاح الرفيق أحمد منصور أمين فرع حلب للحزب وحسين دياب محافظ حلب وفعاليات ثقافية وأدبية وفنية ومعنيون.
وكانت الوزيرة مشوح والوزير مرتيني يرافقهما أمين فرع حلب للحزب ومحافظ حلب قد افتتحا معرض الفن التشكيلي الجماعي في صالة تشرين للفنون الجميلة والذي ضم نحو ( 50 ) عملاً ل22 فناناً بالإضافة إلى فنانين من ذوي الاحتياجات الخاصة.
تصوير – يوسف نو