مقامات الصبا والحجاز حروفياً في معرض الخط العربي في صالة الأسد
حلب- غالية خوجة
الخط العربي حالة تشكيلية إبداعية بحدّ ذاته شكْلاً ومعنى ودلالة وتأويل، والإبداع الفني التشكيلي بالخط العربي والحروفية لا بد له من تناغم روحاني وفراغي وكتليّ وموسيقي وإيحائي ليمنح المتلقي تمايزاً ينزح من مقام متألق لمقام أشدّ تألقاً.
في صالة الأسد للفنون الجميلة بحلب، افتتحت الدورة الرابعة لمعرض الخط العربي، برعاية الرفيق عبد الله حنيش رئيس مكتب المنظمات الشعبية والنقابات المهنية وبالتعاون مع نقابة الفنون الجميلة وبإشراف لجنة الخط العربي في دائرة معاهد الأسد بمديرية أوقاف حلب، وبحضور شخصيات ثقافية وفنية ومهتمة. شارك في هذا المعرض الجماعي للخط 16 فناناً هم: أحمد قاسم، أمين خياطة، زكي مولوي، بسام مولوي، مصطفى كمال مولوي، عبد الكريم شويخ، نوح الحمد، بلال بصمه جي، آية الشهابي، محمد سعيد، يحيى صياد، بيان البان، محمود البان، أسامة رضوان، أحمد قطاع، أيمن الأمين. إضافة لنتاج دورات الخط وورشات العمل في معاهد الأسد، وأعمال واعدة للفتية الصغار في المرحلة الابتدائية والإعدادية.
اتسمت الأعمال بخطوطها العربية بين الديواني والثلث والنسخ والديواني الجلي، وبموادها وتقنياتها المختلفة، أمّا من ناحية الثيمة الجمالية فتراوحت الأعمال بين التقليدية والكلاسيكية رسماً ولوناً وأشكالاً، وكانت أقرب إلى مقام الحجاز، باستثناء بعض اللوحات التي اقتربت من عالم التشكيل هندسياً، وكانت أقرب لمقام الصبا.
عن هذا المعرض، صرّح الفنان أحمد قاسم لـ”البعث”: تتعدد غايات المعرض وأهدافه، ومنها تعريف الجمهور بجماليات الخط العربي، لأنه فن أصيل نابع من صميم ووجدان وذاكرة أمتنا العربية، كما أنه نقطة مركزية لهويتها وحضارتها، إضافة إلى تعريف وتدريب الأجيال الشابة على الثقافة الجمالية للخط العربي وممارسته عملياً.
ورأت مهندسة الديكور علياء ريحاوي أن فكرة المعرض جميلة، لأنها عامل توعية باللغة العربية وتشكيلاتها الفنية، ورغم أنها مبادرة هادفة وتحفيزية، أجد أنها تكتمل مع إدخال مادة الخط العربي كمادة أساسية في المناهج التعليمية خصوصاً المرحلة الابتدائية.
بينما أكد محمد فؤاد بيطار، مدرس في جامعة حلب ومحاضر حالياً في شركة الكهرباء عن الرسم الهندسي، على جمالية الخط العربي والمعرض، متسائلاً: لماذا ليس هناك إعلانات مناسبة عن المعارض والأمسيات والأنشطة الفنية والثقافية بحلب؟ وأضاف: من الضروري أن يزور طلاب المدارس والمعاهد والجامعات المعارض والمسارح والأماكن الثقافية.
نذكر أن مدة المعرض أسبوعاً بدأت مع يوم 7 شباط الجاري، متسائلين متى ينزاح الخط العربي جمالياً عن التعليمية والقواعدية إلى تأويل الخط الإبداعية التشكيلية التجريدية والرمزية والسوريالية وغيرها، لنبتكر مجالاً إبداعياً متميزاً، تماماً، كما تميز بابلو بيكاسو أو ليوناردو دافنشي أو ادوارد مونش أو فنسنت فان غوغ أو فاسيلي كاندينسكي أو سيلفادور دالي أو بوريس كوستودييف.