التحكيم وسوء التقدير
حفلت مباريات المرحلة الخامسة عشرة من الدوري الممتاز بكرة القدم بمجموعة من الأخطاء التحكيمية التي أثّرت بشكل مباشر على نتائج بعض المباريات، وخاصة في دمشق وحماة، والأكيد أن هذه الأخطاء ليست وليدة هذه الجولة بل هي تكرار لسيناريو يُعاد في كل جولة.
المشكلة أن أحد أهم الأعذار التي كانت تساق لتبرير أخطاء الحكام وهي الضغط الجماهيري والأجواء المتوترة قد انتفت نهائياً، فمع قرار منع الجماهير من دخول الملاعب الذي طُبّق منذ انطلاق الإياب يوم الجمعة الماضي بات الجو مناسباً للحكام لتقديم الأفضل بعيداً عن الخوف من ردود الأفعال.
سبق وأشرنا في أكثر من مرة إلى أن تحكيمنا ليس بأفضل أحواله، والقرارات الخاطئة نابعة من سوء تقدير ليس إلا، بعيداً عن الاتهامات غير المحقة، لكن مع ازدياد حدّة المنافسة، إن كان على اللقب أو للهروب من شبح الهبوط، فإن هامش تقبّل القرارات الخاطئة سيكون في حدّه الأدنى، وخاصة إذا أثرت هذه القرارات على هوية الفائزين.
لجنة الحكام الرئيسية في اتحاد الكرة تبدو في وضعية حرجة، فالعارفون ببواطن الأمور يدركون أنها لا يمكن أن تقدّم أكثر من الموجود، فالخيارات محدودة والمباريات في مختلف الدرجات كثيرة، وعليه فإن تحسّن الأداء التحكيمي مرتبط بالحكام أنفسهم واجتهادهم، بعيداً عن تحميل اللجنة كل المسؤولية.
وهنا لابد من التأكيد على ضرورة الإسراع في إدخال التكنولوجيا لمجالنا التحكيمي، فإن كان استيراد تقنية الفيديو صعباً لأسباب مالية ولوجستية، فإن موضوع توفير الاتصالات اللاسلكية بين الحكام والرايات الإلكترونية بات ضرورة ملحة، كون هذه التفاصيل الصغيرة ستعطي الانطباع بأن إمكانية تطبيق الاحتراف على الحكام مازال وارداً.
عموماً، التحكيم هو جزء صغير من منظومة كروية متكاملة، وطالما أننا لا نمتلك رؤية أو إستراتيجية لتطوير اللعبة ككل سيبقى التحكيم يعاني، فالنظرة له يجب أن تختلف، وتقدير أهميته من المفترض أن ترتفع، والوصول للعالمية تحكيمياً ممكن جداً لكن ذلك مرتبط بشروط غير متوافرة حالياً.
مؤيد البش