زراعة الفطر المحاري تسهم في إيجاد فرص عمل.. ولريف دمشق الحصة الأكبر
دمشق- ميس خليل
أسهمت زراعة الفطر المحاري في الآونة الأخيرة بإيجاد فرص عمل للشباب والحدّ من البطالة ضمن مشروعات صغيرة تؤمّن دخلاً إضافياً، حيث تعدّ من المشاريع الاستثمارية الزراعية الناجحة، ما يضمن مردوداً اقتصادياً للمستثمرين ويؤمّن إنتاجاً يغطي احتياجات السوق الداخلية وتصدير الفائض من الإنتاج إلى الدول المجاورة وبالتالي توفير العملة الصعبة، إضافة إلى قيمته الغذائية العالية وارتفاع محتواه من البروتين والأحماض الأمينية الأساسية لجسم الإنسان.
ومع التوسّع في زراعة الفطر المحاري في أغلب المحافظات، تعدّ محافظة ريف دمشق من المحافظات التي اهتمّت بزراعة هذا النوع من الفطر. وبحسب مدير زراعة الريف عرفان زيادة انتشرت زراعة الفطر المحاري في أغلب مناطق ريف دمشق كون شروط نموه متوفرة وليس هناك صعوبة في تأمينها لدى الراغبين بإنتاجه، مشيراً إلى إجراءات تشجيع زراعته، وأبرزها إقامة دورات وندوات وورشات عمل وزيارات شملت جميع مناطق ريف دمشق تقريباً، ووقّعت مديرية زراعة ريف دمشق مع غرفة الزراعة وثيقة تعاون في مجال زراعة الفطر المحاري، كما تمّ التعاون مع منظمات منها undp ضمن مشروع الدعم الزراعي في منطقة الزبداني، وتوزيع منحة شملت كلاً من صحنايا والقطيفة ودير عطية، إضافة إلى التعاون مع منظمة الهلال الأحمر بالقطيفة، والتعاون مع دائرة العلاقات المسكونية (للروم الأرثوذكس) في صحنايا، ومع صندوق برنامج المعونة الاجتماعي (إيواء الحرجلة) للمهجّرين.
دورات تدريبية
وأوضح زيادة أن المديرية تقيم العديد من الدورات التدريبية للقائمين على تلك المشاريع لضمان جودة ونجاح المنتج، بحيث يقوم المختصون والمدربون في مجال زراعة الفطر المحاري بالمتابعة الميدانية والزيارات الدورية لأصحاب المشاريع من بداية زراعة الفطر إلى القطاف والتسويق، ومعالجة المشكلات التي قد تظهر أو يتعرّض لها الفطر، سواء حشرية أو فطرية، للحصول على جودة ونوعية عالية، وأيضاً إعطاء القواعد والشروط لمواعيد القطاف وكيفية التعبئة والتغليف لضمان وصوله إلى المستهلك النهائي بأفضل المواصفات.
وعن أهمية تلك المشاريع في تحسين وضع العائلات وتحقيق مردود مناسب لها، ذكر مدير الزراعة أن هذه المشاريع تساهم في تحسين الوضع المعيشي للعائلات من خلال إنتاج الفطر بأقل التكاليف وبيعه بأسعار مقبولة، وهناك العديد من المشاريع التي تدعم إنتاج الفطر المحاري يجب تسليط الضوء عليها تساهم في توفير الفطر المحاري على مدار العام خلال 18 يوماً لكل عائلة بأسعار مقبولة، وأهم هذه المشاريع هي حواضن الفطر المحاري التي تمّ تصنيعها في قسم الهندسة الريفية بكلية الهندسة الزراعية بجامعة دمشق عام 2020 من قبل مهندسين زراعيين ومهندس ميكانيك، وهي عبارة عن مفاطر منزلية بأسعار مقبولة اقتصادياً مقارنة بمستوى دخل الفرد في سورية وبما يتناسب مع احتياجات استهلاك الأسرة بجودة عالية، كما أنه أصبح من الممكن إنتاج الفطر المحاري بأجهزة صغيرة بحجم لا يتجاوز حجم الثلاجة، ذات تصميم بسيط وسهلة الاستخدام والصيانة، أي أن عملية الإنتاج تتمّ بشكل كامل في المنزل في أي وقت من أوقات السنة خلال 18 يوماً فقط، مع إمكانية التحكم الكامل بالظروف البيئية التي تحتاجها أغلب أنواع الفطور للتحضين والنمو، وتعدّ تلك الأجهزة حلاً للمشكلات التي يتعرض لها مزارعو الفطر المحاري أثناء فترة التحضين والنمو للفطر المحاري وتختصر مرحلة البسترة على المزارع، وهي إحدى المراحل الحسّاسة لإنتاج الفطر المحاري، كما تساعد جميع العائلات بإنتاج الفطر المحاري الطازج ذي الجودة العالية جداً باستخدام مخلفات منزلية كالورق والكرتون بكلفة طاقية منخفضة جداً مرتبطة بالطاقات البديلة، مع إمكانية إدخال أنواع من المستنبتات الزراعية ضمن هذه الحواضن وإنتاجها بشكل واسع.
فوائد جمة
ويعرج زيادة على الفوائد الكبيرة للفطر المحاري، لعلّ أبرزها ارتفاع محتواه من البروتينات والفيتامينات E, B, D والأنزيمات التي تصل إلى 24 أنزيماً وجميع الأحماض الأمينية الأساسية الضرورية لجسم الإنسان، كما يحتل الفطر المحاري الموقع الوسط بين لحوم البقر والغنم والدجاج والسمك من جهة وبين الخضار من جهة أخرى، وذلك بالنسبة لمحتواه البروتيني ويعتبر من الأطعمة الفاخرة واللذيذة الطعم، كما يستخدم لعلاج أورام السرطان. ويحتوي الفطر المحاري على الكولين (يمنع تراكم الدهون) ويخفض نسبة الكوليسترول وضغط الدم، ويساعد مرضى السكري في تخفيف نسبة السكر في الدم، كما يساعد في عملية الهضم ويعالج الإمساك ومشكلات المعدة.