السيد نصر الله: الداخل الإسرائيلي سيواجه في الحرب المقبلة ما لم يعرفه من قبل
حذّر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مجدداً كيان الاحتلال الإسرائيلي من مغبة ارتكاب أي حماقة جديدة ضد لبنان، مؤكداً أن المقاومة لا تبحث عن الحرب لكنها ستخوضها إن فرضت عليها.
وتوعّد السيد نصر الله، في كلمة له اليوم في الذكرى السنوية للقادة الشهداء، مسؤولي كيان الاحتلال، قائلاً: “إذا ضربتم مدناً لدينا فسنضرب مدناً لديكم، وإذا ضربتم قرى لدينا فسنضرب مستعمرات لديكم”، مضيفاً: “إن لعبة الأيام القتالية هي لعبة خطرة ستجر إلى حرب شاملة.. كفى لعباً بالنار وليعرف العدو حدوده”، وشدد “في أي حرب مقبلة، ستواجه الجبهة الداخلية الإسرائيلية ما لم تعرفه منذ قيام الكيان الصهيوني”.
تدويل ملف الحكومة اللبنانية قد يكون غطاء لاحتلال جديد
وفي الملف الداخلي اللبناني، أكد السيد نصر الله أن “أي كلام عن قرار دولي تحت البند السابع بشأن الحكومة هو دعوة إلى الحرب، والتدويل يتنافى مع السيادة، وقد يكون غطاء لاحتلال جديد، وقد يفتح الباب على مصراعيه، وقد يفرض توطين الفلسطينيين”، وأكد رفض أي شكل من أشكال التدويل، مضيفاً: “إننا نراه خطراً على لبنان، ونشعر بأن فرض فكرة التدويل هو لاستقواء بعض اللبنانيين على بعضهم الآخر”.
وعن تشكيل الحكومة اللبنانية، قال السيد نصر الله: “لا أحد لا يريد تأليف حكومة جديدة في لبنان، في وقت من مصلحة الجميع أن تتألف حكومة، والكلام عن انتظار الملف النووي الإيراني ممجوج ولا مكان له. سابقاً، كان الكلام عن انتظار الانتخابات الأميركية وغيرها.. انتظار الخارج لن يؤدي إلى أي نتيجة، والضغوط قد تدفع البعض إلى التمسك بمواقفه”، واعتبر أن “من غير المنصف تحميل مسؤولية عدم تأليف حكومة لرئيس الجمهورية. نحن نتفهم مطالبات بعض الجهات بحقائب معينة ووجود قلق من حصول حزب واحد على ثلث معطّل”، وتابع: “لا نتفهم الإصرار على حكومة من 18 وزيراً. هناك شرائح تعتقد أن إلغاءها هو الهدف من ذلك”.
وعن التفاهم بين التيار الوطني الحر وحزب الله في 2006، قال السيد نصر الله: “15 عاماً مرت على تفاهم مار مخايل. كنا نريده أساساً لتفاهمات أوسع مع قوى أخرى”، لافتاً إلى أن “التفاهم حقق مجموعة من المصالح للبنان ولحزب الله وللتيار”، وقال: “لا نوافق على خروج بعض الملاحظات السلبية حول التفاهم في بيان للتيار، فهي تعطي مادة للمتربصين”، مؤكداً “متانة العلاقة مع الوطني الحر والحرص على تطويرها”.
هناك استهداف ممنهج ومدفوع الثمن ضد حزب الله
وفي سياق آخر، قال السيد نصر الله: إن “هناك جوقة هدفها السباب والشتائم لحزب الله من دون أي حجة، وهذا يعبر عن أصحابها. كل أفعال هذه الجوقة لا تؤثر فينا. أدعو جمهور المقاومة إلى عدم الانجرار لسلوكهم”، وتابع: “هناك استهداف ممنهج ومدبر ومدفوع الثمن ضد حزب الله، وما يجري معنا من اتهامات خارج كل الأعراف والتقاليد والشرائع، وما يجري أن هناك من يتعامل مع حزب الله على أنه متهم وقاتل ومسؤول حتى تثبت براءته”.
كلام السيد نصر الله يأتي في سياق الاتهام الذي وُجّه إليه من قبل أطراف سياسية وإعلامية باغتيال الناشط السياسي لقمان سليم. وقد أكد في هذا السياق أن “إسرائيل تقتل مواطنيها من أجل خدمة مشروعها، والمجازر الصهيونية لم تقتصر على المسلمين والمسيحيين فقط، بل شملت يهوداً رفضوا الهجرة إليها”.
وشدد على أن “هناك استهدافاً ممنهجاً ومدبراً ومدفوع الثمن ضد حزب الله. وقد فشل في تشويه صورة المقاومة لدى بيئتها وجمهورها”، مشيراً إلى أن “انفعال بعض جمهور المقاومة نتيجة الحملة يجب ألا يحسب على كل الجمهور، وإن كان يجب أن يعالج”.
وفي سياق الحديث عن الحملات الممنهجة في مواقع التواصل، شدد السيد نصر الله على أن “الكيان الصهيوني وواشنطن وحلفاءهما يعلنون أنهم يشكلون جيوشاً إلكترونية لإثارة الفتن والخلافات، وهناك من يريد أن يأخذ البلد إلى الانفجار من خلال ما يجري في وسائل التواصل الاجتماعي”، داعياً إلى “الحضور القوي في وسائل التواصل الاجتماعي مع الالتزام بالوعي والأدب وعدم الإساءة”.
وفي ملف انفجار مرفأ بيروت، قال السيد نصر الله: إن “التحقيق في التفجير انتهى. طالبت سابقاً الجيش والأمن الداخلي والقضاء بإعلان نتيجته، ومن واجب الجهة المعنية الإعلان عن نتائج التحقيق”.
سورية لن تسمح بإعادة إحياء “داعش” مرة ثانية
إقليمياً، قال أمين عام حزب الله: إن “تطوّرات كبيرة تحصل في المنطقة والعالم بعد رحيل الرئيس الأميركي دونالد ترامب غير مأسوف عليه، ووصول إدارة أميركية جديدة، ولبنان جزء أساسي في المنطقة، وهو يتأثر بكل ما يجري فيها”، وشدد على أن سورية التي ألحقت الهزيمة بتنظيم “داعش” الإرهابي فيما مضى ستلحق الهزيمة به مجدداً ولن تسمح بإعادة إحيائه في المنطقة مرة ثانية.
وفي الشأن الفلسطيني، لفت السيد نصر الله إلى أن الملف الفلسطيني سيكون حاضراً بقوة هذه السنة، كما كان في الماضي، مشيراً إلى أن “صفقة القرن” الأمريكية، التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، باتت تلفظ أنفاسها نتيجة صمود الشعب الفلسطيني ومحور المقاومة وهو ما يقض مضاجع كيان الاحتلال ونظام بني سعود بشكل كبير.
وحول تطبيع الأنظمة العربية مع الاحتلال الإسرائيلي، أكد أن “موقف الشعبين المصري والأردني نموذج واضح لرفض التطبيع، وهو ينسحب إلى باقي الشعوب. ثمة دول عربية وإسلامية، كالجزائر وتونس وباكستان وغيرها، ما زالت صامدة ومتمسكة برفضها للتطبيع”، وأكد أن “أصحاب الأوهام، كحكام السودان، سيكتشفون أن التطبيع مع “إسرائيل” لن يحل مشاكلهم الاقتصادية”، لافتاً إلى أن “الإسرائيليين يعطون موضوع التطبيع أكثر من حجمه، والجيوش الإلكترونية لا تعبّر عن مزاج الأمة والشعوب”.