هل تعوض حرارة الاجتماعات برودة الصفوف في المدارس؟
لا يختلف اثنان على النقص الحاصل في مادة المحروقات، لاسيما مادة المازوت، وصعوبة تأمين جميع القطاعات بكميات كبيرة وكافية، مع التأكيد على الأولويات في عملية التوزيع، ولكن أن تبقى أغلب المدارس من دون مازوت خاصة في ريف دمشق فهذه مشكلة كبرى لاسيما إن صدقت التنبؤات الجوية بقدوم منخفض قاس مصحوب بأمطار وثلوج، ما يجعل إدارات المدارس في حيرة بأمرها، وكيفية تأمين التدفئة للصفوف الدرسية، خاصة صفوف المرحلة الأولى .
ورغم الجهود المبذولة من قبل مديرية التربية منذ العطلة الصيفية، والتدابير والإجراءات المتخذة لتأمين المدارس بالحدود الدنيا، يستغرب الأهالي خلو أغلب المدارس من المادة، والاعتماد على شيء من هنا وهناك، والتبرعات البسيطة اليومية لتغطية اليوم الدراسي الواحد، في حين لا تتوفر تلك المساعدات في مناطق أخرى، ليبقى التلاميذ بلا تدفئة!.
“البعث” تواصلت منذ فترة مع مدير التربية ماهر فرج من أجل الاستفسار عن الموضوع ليؤكد أن المديرية تتواصل مع فرع المحروقات في المحافظة لتأمين المادة للمدارس، إلا أنه لغاية هذا التاريخ لم تصل المادة إلى مدارس في المحافظة، علماً أن معظم المدارس كانت تستخدم من بداية العام الدراسي ما تبقى من حصة العام الماضي .
ويتساءل أهالي التلاميذ: لماذا لا تنقطع بعض مقرات المجمعات التربوية وغرف إدارات مدارس من المازوت؟.
ونحن بدورنا نتساءل: أين ذهبت الأرقام والكميات التي يتغنى بها المعنيون في الاجتماعات؟ وكيف تتم عملية التوزيع بين المجمعات، ومن يحدد الأولوية، لاسيما أن محافظة الريف مترامية الأطراف، وأغلب مناطقها جبلية وباردة جداً؟.
وفي النهاية ثمة سؤال مهم يدور في ذهن كل متابع لعمل وزارة التربية ومديرياتها: أين مخرجات ونتائج الاجتماعات الغزيرة “غزارة الأمطار القادمة”، إذ نقرأ كل يوم عشرات اللقاءات ولكن لا نرى جدوى، فهل حرارة الاجتماعات تشعر التلاميذ بالدفء من بعيد؟!.
علي حسون