“الشهباء” في عددها الـ 29 تبحر بأمواج ثقافية متنوعة
حلب – غالية خوجة
ما زالت مجلة الشهباء الثقافية الحلبية تواصل صدورها منذ كانت صحيفة عام 1877، ثم أصبحت مجلة مع ثلاثينيات القرن التاسع عشر، وهي، اليوم، دورية فصلية تهتمّ بالشأن الثقافي والإبداعي والفني في مدينة حلب، ولم تتوقف حتى في أزمنة الحرب والظلمات، لأن للكلمة واللوحة والحوار والنقد وكل ما تتضمنه دلالة “النص”، حالة مضيئة ومنتصرة، وساحة موازية للتحدي والانتصار.
بعد مرور إحدى عشرة سنة على استمراريتها، وصدورها عن مديرية الثقافة في حلب – وزارة الثقافة، يبزغ عددها الحالي التاسع والعشرون، ليأخذنا برحلة مختلفة تبدأ مع الغلاف إلى أحد المواقع الأثرية في مدينة حلب، وقناطرها ببنائها المعماري الشرقي العربي والإسلامي، بلقطة فنية قدّمتها عدسة أحمد الحفار، ومن عناوين الغلاف: حلب في الأعمال الكاملة لصباح محيي الدين، عمر أبو قوس في الساحة الأدبية، وهما المحوران اللذان انطلقت منهما الافتتاحية “زيارة المهرجان والتراث في حلب”، بقلم جابر الساجور مدير الثقافة ورئيس التحرير.
وعن هاتين الشخصيتين، كملفين لهذا العدد، كتب كلّ من: المهندس تميم قاسمو، د. فايز الداية/ مستشار تحرير المجلة، د. أمينة الحمد، د. رتيبة موقع، إضافة لمختارات شعرية لعمر أبو قوس قدمتها الشهباء الثقافية. بينما تناولت د. زبيدة القاضي/ من هيئة تحرير المجلة، العلاقة بين السيرة الذاتية وأسئلة الكتابة، وبدوره، كتب محمد إبراهيم العبد الله/ من هيئة تحرير المجلة، عن المؤثرات الأجنبية في شعر السياب.
لكن، ماذا عن العقلانية في الفلسفة الإسلامية؟.
هذا ما يجيبنا عنه الباحث محمد قجة بين التأريخ والحوار والقيم الإنسانية، وما تفرع عنها من تيارات، أولها من يقول بنبذ الفلسفة والاعتماد على النقل، وثانيها يقول بالعقل بديلاً عن النقل، وثالثها يقول بالتوافق بين العقل والفلسفة والدين وهو الأرجح، مثل الكندي وإخوان الصفا وأبي حيان التوحيدي وابن سينا والفارابي وابن رشد.
كما نطلع على قراءة د. فاروق أسليم لرواية فريد مخلوف (الثورة) من قاديشا إلى حلب، ويرجعنا د. محمد حسن عبد المحسن إلى نداء الباعة في التراث الشعبي الحلبي، بينما ترجعنا الشهباء الثقافية إلى التراث الموسيقي في جمعية العاديات بحلب وهو يتحرك مع اللحن الآرامي والأندلسي وصولاً إلى أهم ما تتميّز به الموسيقا الحلبية. ونسافر مع الفن التشكيلي عبْر معرض الفنان إبراهيم داود/ المخرج الفني للمجلة: “لا للموت في زمن الحرب”، من خلال قراءة محمد جمعة حمادة/ من هيئة تحرير المجلة، ونبحر مع فاتح المدرس إلى زمن الصورة.
ولأن للحظة استكشافاتها، نقرأ كيف يفك د. وانيس بندك/ من هيئة تحرير المجلة، صفة “اللغز” المعتبرة من أهم صفات غوغول، وكيف تتمّ تعرية النفس البشرية.
أيضاً، تضمن العدد نصوصاً سردية وحكائية وشعرية لكل من: شيم دبابو، د. ملاك سباعي، إبراهيم كسار، غالية خوجة، حيان محمد الحسن، سامر كحل.
وتأتي الصفحة الأخيرة “كلمات” بقلم أحمد محسن مدير التحرير، وهو يكشف عن ثقافة الطفل كرصيد للمستقبل، بينما يعبر بنا الغلاف الأخير إلى لوحة للفنان محسن خانجي.
تجدر الإشارة إلى أن الشاعر حسن عاصي الشيخ من مستشاري المجلة، وأحلام استانبولي سكرتيرة تحرير المجلة، ونلفت إلى ما تتمتع به “مجلة الشهباء الثقافية” من صور توثيقية تضمنها العدد، إضافة إلى لوحات العديد من الفنانين التشكيليين المحليين والعرب، وأيضاً، هناك التفاتة بالصور التوثيقية لحفل تكريم جائزة الدولة التقديرية، وأغلفة ستة إصدارات حديثة.