الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

قصة أغنية “أغداً ألقاك” لأم كلثوم

كانت القصيدة لـ(الهادي آدم) شاب سوداني، كان طالباً في جامعة القاهرة بمصر، أحبّ فتاة مصرية طالبة معه وجنّ بها واتفقا على الزواج بعد تخرجهما، فلما تخرّج تقدّم إلى عائلتها لخطبتها، فرفض والدها طلبه، وأرسل العديد من الشخصيات للوساطة ولكن لم تُفلح، عاد بعدها الشاب إلى وطنه السودان وظل حزيناً معتزلاً الناس واتخذ في ظل شجرة مقراً له، وإذا بالبشرى تأتيه من البنت بأن والدها وافق أخيراً على زواجه منها فكاد لا يصدّق الخبر، وطار من الفرح بانتظار الغد كي يذهب إليها ويخطبها، ومن دون شعور ذهب إلى الشجرة وسحب قلمه ليكتب رائعته، التي نقتطف منها:

يا خوف فؤادي من غدِ/يا لشوقي واحتراقي/في انتظار الموعد/كم أناديك وفي لحني حنين ودعاء/يا رجائي أنا كم عذبني طول الرجاء/أنا أحيا لغد آن بأحلام اللقاء

***

أنت يا جنة حبي واشتياقي وجنوني/أنت يا قبلة روحي وانطلاقي وشجوني/غداً تشرق أضواؤك في ليل عيوني/آه من فرحة أحلامي ومن خوف ظنوني

***

هذه الدنيا ليال أنت فيه العمر/هذه الدنيا كتاب أنت فيه الفكر/هذه الدنيا سماء أنت فيه القمر/فارحم القلب الذي يصبو إليك

ولما أنهى هذا الشاب كتابة القصيدة وفي عودته إلى مصر لخطوبة محبوبته أهدى تلك القصيدة لوالدها، ولما قرأ كلماتها بكى الوالد، وقال كلمته الشهيرة (ليس بين المحبين مسافات ولا بحار ولا محيطات)، وبعد عشر سنوات من زواج هذا الشاب كانت قصيدة (أغداً ألقاك) قد سمعت بها أم كلثوم واستطاع ملحنها الموسيقار محمد عبد الوهاب أن يحصل عليها لتقوم أم كلثوم بغنائها، وتنجح بأدائها أمام جمهورها الواسع.

د. رحيم هادي الشمخي