ضحايا الــ”كوفيد 19″!
لا يزال عداد ضحايا الـ”كوفيد 19″ يسجّل كل يوم المزيد من الإصابات والضحايا الذين دفعوا حياتهم ثمناً “بخساً” لهذا المرض اللعين بعد أن تمكّن الفيروس من أجسادهم. صحيح أن هناك متعافين كثراً، لكن الصحيح أيضاً أننا لانزال جميعاً ضمن دائرة الخطر الذي لن يتبدّد ويزول قبل التوصل إلى كورسات علاجات محدّدة وواضحة على مستوى العالم، إلى جانب وصول ودخول اللقاح إلى بلادنا.
وعلى سيرة اللقاح.. أليس غريباً حقاً هذا الـ”صمت” الإعلامي المطبق من قبل وزارة الصحة المعنيّ الأول بتأمين واستحضار اللقاح وفق تكليف الحكومة في إحدى جلساتها؟.. أليس غريباً غياب أي تصريح أو توضيح يفيد ويكشف للناس أن هناك من يعمل ويتابع وينسّق، وهذه هي الإجراءات والمساعي التي قمنا بها ونقوم بها –إن وجدت– وأن هناك موعداً متوقعاً ومحتملاً لوصول اللقاح ونوعه ومصدره والشرائح التي ستتلقى أولى جرعاته، والأعداد المتوقعة من الملقحين وزمن البدء بإطلاق حملة التلقيح والكادر الطبي الذي سيتولّى التصدي للحملة.. إلخ، ولاسيما أننا نشاهد ونسمع ونقرأ أن الكثير من الدول الفقيرة والغنية القريبة والبعيدة العربية والعجمية شرعت بإبرام العقود لتأمين وحجز الدفعات الأولى من احتياجاتها، وبعضها باشر بتسويقه، وآخرون بدؤوا حملات التلقيح؟!!.
في السياق نفسه وضعت منظمة الصحة العالمية أجندة لتزويد الدول الفقيرة بحصص من اللقاحات، لكننا لا نعلم حتى تاريخه مكاننا ومحلنا من الإعراب على هذه الأجندة مع الأسف!!. بتقديرنا أن مكاشفة ومصارحة وزارة الصحة للناس مسألة غاية في الأهمية، لأن الوقت يمرّ سريعاً، وعداد الضحايا والأعزاء الذين نفقدهم وسنفقدهم لا يتوقف والكل معرّض.
والغريب أن لدينا أكبر حليفين داعمين (روسيا والصين)، وهما من أهم الدول التي نجحت وبرعت في تصنيع لقاح آمن مضمون النتائج، وتتسابق الدول والمنظمات الإنسانية لحجز احتياجاتها منه بعد اعتماده، كما أنهما باشرتا عمليات التلقيح على نطاق واسع وبشكل متسارع وفق المعلومات المتداولة.
الجانب الآخر الذي تجدر الإشارة والتوقف عنده ما تسبّب به فيروس كورونا المستجد من مآسٍ وكوارث إنسانية كبيرة للعائلات والأشخاص الذين ابتلوا به، وأن كثيرين خسروا للأبد “شقى وجنى العمر” بلمح البصر من أعزاء وأحباء تاركين وراءهم أوجاعاً وجروحاً لأبنائهم ولأهلهم ولذويهم من الصعب تضميدها وتجاوزها، ولعلّ قطاعنا الطبي بأطبائه وممرضيه وإدارييه من أكثر المتضررين الذين خسروا خيرة الكوادر التي دفعت أرواحها ثمناً للقيم النبيلة التي حملوها لإنقاذ حياة مريض -هو الآخر لا ذنب له- سوى أن الفيروس الذي وصله أصابه في مقتل. ما نودّ قوله: ضرورة وأهمية الالتفات نحو من خسرناهم بمعاملتهم بخصوصية من حيث الحقوق والواجبات والتعويضات جراء الوباء وتخليد ذكراهم هو باعتقادنا أقل الواجب والممكن.. أليس كذلك؟.
وائل علي