البقسمة.. وجبة حمراء في الأيام البيضاء
القنيطرة – محمد غالب حسين
مع قدوم فصل الشتاء ينتظر أبناء محافظة القنيطرة سقوط الثلوج بين الحين والآخر بفارغ الصبر لتذوق طعم ما يعرف في العامية بـ “البقسمة” أو “بوظة الشتاء” التي تتميز بنكهتها الطيبة وطعمها اللذيذ، لأنها وجبة مرتبطة بفصل الشتاء وتساقط الثلج، إذ يتمّ تحضيرها من الثلج الناصع البياض الذي يجمع من المناطق المرتفعة النظيفة، ويوضع في وعاء بلاستيكي، وتسحق ذرات الثلج بملعقة ويُضاف إليها كمية مناسبة من دبس العنب الحلو تساوي نصف كمية الثلج، ويُخلط مع بعضه بشكل جيد حتى يصل لمرحلة التمازج التام، ويصبح بوظة حمراء، ثم يتم صبّها في أكواب زجاجية صغيرة، وتقدم للضيوف كنوع من أنواع البوظة أو الحلوى الشتوية، ومنهم من يفضل تناولها في وعاء كبير مع كل أفراد الأسرة بجانب المدفأة، وهذا طقس من طقوس تناولها.
وقد يُضاف الثلج أيضاً لعصير البرتقال، ويُشرب محلولاً لذيذاً، وهناك أيضاً من يمزج الثلج بالحليب المُحلّى بالسكر كشراب يمدّ الجسم بسعرات حرارية، تقاوم برد الشتاء.
وكلّ ما ذكرت يمكن وصفه بتجليات الفرح بهطول الثلج الذي يعتبر خميرة النماء للأرض سواء للمياه الجوفية أو ري الأرض أو القضاء على الزواحف الضارة وغيرها.